الخميس، 29 سبتمبر 2011

رسالة اعتذار إلى الخيواني



بقلم/ بقلم: المحامي خالد الآنسي

الثلاثاء 17 يوليو-تموز 2007 08:09 م


العزيز / عبد الكريم الخيواني إني على ثقة أنك تدرك أن الجلوس في مقاعد المتفرجين في قضية عادلة مثل قضيتك ليس المكان الطبيعي لمحام يؤمن أن دفاعه عنك دفاع عن الكلمة الحرة لا مجرد الدفاع عن حريتك في التعبير.ولكن أيها العزيز: اعتقد أن أبسط خدمة أقدمها لك في هذه القضية أن لا أشارك في محاكمة غير عادلة أمام محكمة تفتقد للمشروعية الدستورية والقانونية ولثقة الناس في أحكامها، فلا جدوى من الوقوف أمام قاض لا يملك البت في أدنى طلب كطلب الإفراج عنك. لقد أثبتت الأيام أن وظيفة هذه المحكمة أن تدين ليقوم غيرها بالعفو الصفح !. وعندما يقوم القاضي بقبول أدنى طلب للمتهم لا ينفذ إلا إذا ورد موافقاً لهوى من يقف وراء صناعة هذه القضايا.لا أخفيك القول إنني لاآمل أن تقوم هذه المحكمة بالتحقيق في أي من الاعتداءات عليك أو على طفلتك ومنزلك لأن ذلك يتعدى الدور المنوط بها ممن كان وراء إنشاء هذه المحكمة.فلا تعتب عليّ إن وجدتني في مقاعد المتفرجين والمتضامنين معك فلن أقبل أن أشارك في حكم صدر سلفاً بإدانتك لحظة اعتقالك وترويع أهلك وأطفالك.فلن يقبلوا بالتحقيق مع من بعثروا كرامتك أمام أطفالك وجيرانك لأنهم مجهولون حتى عمن يحاكمونك.أن من يحاكمونك يعتقدون أنهم ليسوا معنيين بالتحقيق في الجروح الناشئة من الاعتداء عليك عند اعتقالك، ولا بفزع زوجتك ودموع أطفالك، ولا بصورك العائلية التي انتهكت باعتقالها بدون (أمر قبض ) مثلما نهبت متعلقاتك الخاصة بدون (أمر نهب) .أن الإفراج عنك لا يتطلب مذكرة دفاع أو طلب محام وإنما لحظة نشوة يرى من وجه باعتقالك أنه قد ارتوى من سماع بطولات اصطيادك واعتقالك وضربك وإهانتك ومنع زيارتك وتجاهل طلباتك وتفصيل القضية عليك لدرجة جعلتهم يكتفون باعتقالك بثيابك الداخلية.إن الفرج من عند (ربنا ) وفقا لما نعتقد ومن عند (ربهم) وفقاً لما يعتقدون ولذلك عليك أن تنتظره ممن يملكه لا ممن ينتظره مثلك مثله.تذكر أبا (إباء) كيف صدر الأمر باعتقالك غير مبرر ، والأمر بتفتيش منزلك غير مسبب، والأمر بتمديد حبسك (حضورياً) في (غيابك) إذا أردت أن تعرف ما هي السلطة التي بيد من يعتلون المنصة ليحاكموك.لم يكن قاضي (التحقيق) معنياً بتحقيق طلباتك مثلما هو معنى باتهامك وأتمنى أن لا يكون قاضي (الحكم) معنياً فقط بإدانتك وليس بالبحث في أدلة براءتك. لو لاحظت أبا (ولاء) كيف أن صوت القاضي وصوت الادعاء العام كان ينقل عبر الميكرفون في حين لا ميكرفون بين يدي الدفاع أو بين يديك ،لعرفت لماذا رفضت أن أقف عندما طلب منى الوقوف للدفاع عنك وأنني آثرت ألا أكون دفاعاً بلا صوت.أخي /عبد الكريم الخيواني:يمكنك أن تسأل القاضي عن موقفه من الأمر المزور بتمديد حبسك ويمكنك أن تطلب منه أن يحقق في الطلبات التي رفضت النيابة العامة أن تحقق فيها ومعظمها مثبت في محاضر التحقيق شاهده على أن التحقيق كان يتم لمصلحة طرف ما غير مجهول لا لمصلحة العدالة. ويمكنك أن تسأل رئيس النيابة إذا كان قد أمرهم (باعتقالك): هل أمرهم بإحضارك بملابسك الداخلية ؟.وإذا كان قد أمر بإحضارك "قهراً" هل أمرهم بانتهاك حرمه منزلك؟ وهل وجه معتقليك بأن يجثوا على جسدك وأنت نائم ؟، تعاني من القلب والضغط ؟، بمعنى آخر هل أمرهم بإحضارك قهراً ميتاً أم حياً؟ وهل هو من أمرهم بضربك وشتمك أمام زوجك وأطفالك؟ يمكنك أن تسأل رئيس النيابة إذا ما قال أنه من وجه بتفتيش منزلك هل أمرهم بانتهاك حياتك الخاصة والاستيلاء على صورك مع زوجتك ومحارمك وصورهن وصور أطفالك؟ فإذا برر لك أن الأمن كانوا يأملون في العثور على صور لك مع الحوثي فاسأله هل أمرهم بالتفتيش عن صور للحوثي ؟ أم أنهم كانوا يعتقدون أنهم سيجدونها في ضمن صور نسائك وهل كانوا يبحثوا عنها في أشرطة التسجيل الغنائية التي اعتقلت معك ؟.يمكنك أن تسأل رئيس النيابة إذا كان هو قد اصدر أمري الاعتقال والتفتيش قبيل القبض عليك وتفتيش منزلك فلماذا لم يحضر تنفيذهما ؟ وهل أمرهم أيضا أن يفتشوا منزلك في غير حضورك؟ إسأله فقط من الذين قاموا بتفتيش المنزل وستجدهم مجهولين مثلهم مثل من قاموا باعتقالك أو بضرب طفلتك؟ يمكن أن تسأل رئيس النيابة ما هي تهمتك؟ وكيف عرفت بها صحيفة 26سبتمبر وموقعها قبل أن يقوم بكتابتها أو توجيهها ضدك ؟ أخي/عبد الكريم:ما الذي يمكن أن يقوم به محام في قضايا تدار بمنطق أن "الأصل فيها الإدانة" وان المتهم مدان حتى يثبت العكس ولذلك تقدم صور وثائق الوساطة لا وثائق الحرب كدليل ضدك ويقدم (CD) فارغ كدليل ضدك، ويتهم مثلك بدعم عصابة أعلن العفو عنها، وتحاكم عن خواطر لم تنشر بعد ومع ذلك لا يزال الادعاء يحتفظ بحق تقديم أية أدلة ضدك يراها مستقبلاً وربما قد تكون تفريغ لأحلامك أو سرد لمقالات يعتقد أنك تنوى كتابتها!آمل في الأخير أن تكون قد أدركت أن الجلوس في مقاعد المتفرجين هو الخيار الأقل مرارة لمحام يأبى أن يترافع في قضية صدر فيها الحكم قبل أن تعقد جلساتها. مع خالص محبتي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق