الأربعاء، 1 مايو 2013

من بلطجة الشوارع إلى بلطجة القاعات ..!!


عبد الكريم محمد الخيواني 

30ابريل2013

عرضت دراسة عن التعذيب، يوم أمس الأول، في قاعة فريق العدالة الانتقالية، بطلب من أشخاص بالقاعة، كانوا قد سمعوا عن الدراسة من الأستاذة أمل الباشا، رئيسة منتدى الشقائق، التي قامت بعمل الدراسة ضمن برنامج للشقائق عن التعذيب، واستعرضت دخول وتطور التعذيب خلال فترة الستينات في الثلاث جمهوريات شمالا وجنوبا. وتحولت الدراسة التي سمت الضحايا والجلادين إلى مادة صخب داخل القاعة من بعض من يعتبرون أنفسهم وكلاء للجلادين ووكلاء الجلادين يعون أنهم بدفاعهم عن الجلاد يشاركونه الإثم ويكونون عادة مجرد أدوات غسيل جرائم ودماء .
لم تتوقف القصة عند أمس الأول بل امتدت إلى يوم أمس لتتحول إلى سجال مخز بين الجلاد والضحية. ودعوني أسجل هنا أني أعتز بالانتماء للضحايا، وأني منهم ولست من الجلادين واني موجود بالحوار لغرض الدفاع عنهم ومحاولة منع تمرير قانون عدالة انتقالية يغسل أيادي المجرمين ما استطعت .
الزعيم الموهوم كما يدعونه والرئيس المخلوع صالح اتصل كما علمت ببعض من باللجنة قائلا: كيف تسمحوا للخيواني بعرض دراسته واستعراض جرائم ينسبها لي بشهادات الضحايا، وحشد الخبرة فجاؤوا مستنفرين، وهات يا جلد، أمتد ليحاول منع مهجري الجعاشن، من عرض مظلوميتهم، وكان المثير أن صديقا همس لي بتهديده إن دخلوا أصحاب الجعاشن للقاعة، فسنأتي بنازحي صعدة ضد الحوثي، صديقي الحميم نسي وهو يهدد أن نازحي صعده هم نتيجة حروب زعيمه، وقد عادوا. أما من ما يزال نازحا فهم مجاميع فلول مرتزقة صالح ومحسن الذين تخلوا عنهم, بعدما أغرقوهم في ثارات بينهم وبين أبناء مناطقهم، وأن هناك بالمؤتمر من يرتزق من المنظمات الخارجية على ذمتهم، وما ارتكب من جرائم في صعدة لن يغطيه تهديد هذا ولا نعيق تلك .
نسي صديقي أن ملف جرائم وصالح مملوء وجاهز ويمكن تقديمه لمحكمة أوربية، لا تعرف بشأن قانون حصانة التوافق السعودي، نسي أني دليل متحرك على بشاعة جريمة صالح وسوء استخدامه للسلطة وجئت من جولة الشهداء، الذين خرجوا ليسقطوا النظام ومازالت جروحهم نازفة، بينما هم غارقون بفساد النهب والسلب .
مستشارة رئيس الجمهورية لشؤون المرأة، العقيد فايقة، نسيت أنها ممثلة للمرأة، فمثلت بها وقامت تحتج على شهادات النساء الضحايا وتدافع عن الجلادين، ومن تحت جناح هادي تحولت فايقة إلى مستشارة للدفاع والأمن، وفي معرض الدفاع عن صالح تزج بالزمرة، في مواجهة الطغمة وتقول لي لا علاقة لك بالجنوب وتحول القاعة إلى فرزة، وهات يا ليد، وما لحريم ده، ووقف الجلسة والا باسوي، المهم هنيئا لهادي اختياراته بقايا انتهازيي صالح، لكن عليه أن يعرف أنها مثلت به وبالمرأة في آن، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
فايقة بصوتها لم تخرس احد وبلسانها لم تكسب سوى إثم الضحايا، ومنذ اشتبكت مع ياسين بالجلسة العامة تلك، لم تشعر قدر الخسارة، لأنها ذكرت الناس بنفسها وهي تنافس الجندي عبده في إنكار قتل شهداء الثورة وهي تقف جانب صالح متنطعة بدفاعها عن القتل، والانتهاكات شمالا وجنوبا، ولم تع أن بنت محمود عشيش عبير من حقها أن تورد شهادتها ولا قداسة لصالح أو لعلي ناصر وان التحقيق والقضاء فقط هم الساحة التي من حقها تبرئ او تدين، عليها ان تعرف أن شهادة الوالدة عايدة لقمان أكبر وأهم من خطابات وإعلام صالح ووسائله وأكاذيبه وحصانته، وليست حركات لجذب الانتباه في قاعة مؤتمر حوار، بل مظلومية بحجم وطن وشعب .
تريدون عدالة انتقالية حقيقية، إذن على المتهمين بارتكاب جرائم من أي نوع أن يعوا أنها لا تعني غسيل جرائمكم، ولن تسقط بالتقادم. إنها إنصاف الضحايا وجبر ضررهم، ومن يضيقوا بعلياء وسميرة وعبير والجعاشن أن يدركوا أن الزمن تحول وان الحساب وإن طال الزمن قادم، ليكشف الحقائق وينصف الضحايا، والقداسة اليوم للشهداء للمظلومين. هانت أيها المظلومون، ومن بلطجة الشوارع إلى بلطجة القاعات فرج، كم يقال من مشنقة إلى مشنقة فرج .
من يريد التطهر من جرائمه عليه أن يعلن اعترافه واعتذاره، واستعداده للمساءلة بدلا من حشد مريديه بالقاعة، وغدا يوم آخر يا هؤلاء.
تحيه للوالد الشيخ أحمد المصعبي.. كم أنت كبير بعقلك وحلمك وإنسانيتك، والملطوم لا ينسى فعلا وإن نسي اللاطم .

نقلا عن صحيفة الشارع