الثلاثاء، 30 أبريل 2013

جلادون وضحايا..!!



عبد الكريم محمد الخيواني

29ابريل2013

المهمة الرئيسية للحوار هي بناء دولة حقيقية, مدنية حديثة، ديمقراطية، وبناء دولة يحتاج لوضع أسس قوية، بناء على مواصفات صحيحة وواقعية وحقيقية، تتلافى أخطاء الماضي، وهذا أمر بديهي ومتفق علية نظريا، لكن البعض ربما يستكثر على غيره ذلك فيسعى لاستباق المخرجات، العامة بفرض عوامل الأمر الواقع، وتلافي التشخيص الصحيح، ودراسة الأسباب بجدية، يساعده في ذلك التركيبة السياسية القائمة واختلاط التقليدي بالديني، بالتقدمي، وسوء الإدارة والتخطيط داخل المؤتمر من ناحية أخرى، ولعل هذا أبرز تحديات المؤتمر .
أولويات الحوار، وطريقة سير أعماله لا توحي كثيرا بالتفاؤل، والبعض يطرح تساؤلات بديهية، وهو لا يعلم أن عضو الحوار صار كلا في جزء من جزء من جزء بالحوار، وأن الإحاطة بكل ما يدور أحيانا داخل فرقة صعب، ناهيك عما يدور داخل الفرق الأخرى، في حوار عمليا مفصول عن الاهتمام الشعبي، وغير معول عليه شعبيا رغم الهالة الإعلامية الواسعة حوله، وقيادة المؤتمر تعلم ذلك لذا نجد أن، الأمانة العامة للحوار، كشفت عن برامج للنزول الميداني، إلى بعض المحافظات، ليس بهدف أنجاز مهمات الفرق، ليس للوقوف على طبيعة مهامهم وبرامجهم ومحاورهم، بل للترويج شعبيا لمؤتمر الحوار، وكسب التأييد والثقة، لمخرجاته ونتائجه المجهولة، وبناء على هذا، قررت الأمانة العامة ومموليها ندوة بعدن، وورشة بتعز، وزيارة لصعده، ورأت أن هذا يصلح هنا وتلك هناك، وكأنهم يضعونهم بمواجهة قسرية ومهام محددة تم اعتمادها لهم، وتحديد المكان والزمان والشخص، على غير ما كان يحكى ويردد، رسميا بالحوار، الذي حولته برامج الأمانة العامة وخبراؤها ومراقبيها إلى ورشة عمل طويلة، تحسن فيها استغلال الجوانب الشخصية .
والغريب أنه يفترض الانتهاء من جدول الأعمال خلال 3 أسابيع، فيما البعض لم يتجاوز وضع الخطة، وما أن تضع يدك على الخطوة الأولى، تبدأ اللخبطة، ويقال لا طبخات ولا كولسة، ولا يصح ترديد هذا الكلام !!
الحكومة القادمة واختيار أعضائها، ليست بعيدة عن الحوار، والتسريبات والترشيحات تتقافز بالصحف، بينما الهمس يدور، ولكن لا شيء رسمي ولا أحد معني، ولا تعرف لما يدور حوار عن ذلك بأي مستوى حواري، لما لا يطرح من الحوار معايير بعيدا عن المحاصصة، طالما الحكومة يجب أن تتناغم مع الحوار، ولا أجد الدخول بالحكومة مغريا الآن بل مجازفة، لمن هم خارجها،ويجب أن يحافظوا على غيابهم، باشتراط معايير وبرامج، وتكون حكومة كفاءات حقيقية، الظريف وسط هذا كله أن تسمع أحدهم وهو يعبر عن طفشه من قصة الحكومة بالقول: مواصفات التعيين والاختيار تأتي من الخارج .
قدمت بالأمس دراسة عن التعذيب باليمن، من نهاية الستينيات، إلى نهاية 2010، أعددتها ضمن برنامج لمنتدى الشقائق، وعرضها تم كونها تتعلق بعمل العدالة الانتقالية، نقلت فيها شهادات لنماذج من الضحايا وإذا بالبعض يتحسس من أشياء معلومة، وذكر أسماء، الجلادين، الذي يخصونه، وهذا يبرر بالتصالح، وذاك بالحصانة وآخر بالتوافق. يحدث هذا في فريق العدالة الانتقالية، الذي يشترط اعتراف واعتذار الجناة للضحايا، تأملت إذا عن أي قانون عدالة نتكلم؟ وأي إنصاف؟ ما ورد شهادات، ولجان الحقيقة والتحقيق، والقضاء له الكلمة الفصل، لا أريد أن أشعر أنه حوار بين جلادين وضحايا .
إن غلق ملفات صراع الماضي يحتاج إلى مواجهة الحقائق، يحتاج إلى العدل والإنصاف، والاعتراف والاعتذار، وجبر الضرر، ليست العدالة الانتقالية تماثيل وتكريما وتعويضا، إنها كشف حقيقة ومصير، واعتراف واعتذار، وعدالة وجبر ضرر.
وزع علينا مشروعي قانون عدالة انتقالية مقدمين من المشترك والمؤتمر الشعبي، وأعتقد أن نقاشها ووضع ملاحظات عليها شيء جيد للوصول إلى محددات أساسية يجب أن يوضع على أساسها أي قانون سيصدر، بأي وقت مناسب، يكون فيه الجلاد مستعدا أن يعتذر من الضحية .
صحيفة الشارع

حوار الطبخات الجاهزة..!!



عبد الكريم محمد الخيواني

المؤتمر يواصل أعماله بوتيرته المعتادة صارت الشكوى من المماطلة أكثر اتساعا وصار الكثير يشعرون بلعبة التشتيت والطبخة الجاهزة. مستويات الكولسة تعمل بنجاح باهر وبشكل شبه مكشوف للبعض .
أمس كان يوما جنوبيا بامتياز، ووجه اللصوص بسرقاتهم، وأدين يوم 27 أبريل بما جناه على وطن موحد، والوحدة المعمدة بالدم هرب من قبح جنايتها الجميع, وقف الجنوبيون, وقالوا هذه جريمة 7/7 وهتفنا للجنوب وحقه المسلوب معهم, ضد النهب والسلب, والوحدة با القوة, أيها القوم إن الوحدة وحدة نفوس وليس جغرافيا وليست بالقوة, هيئة الرئاسة غابت, ورؤساء الفرق عدى أروى بنت المدكن عثمان, مشقري اليمن .
اللصوص تواروا بعيدا, ووكلاؤهم لم يقووا على مواجهة الحقيقة, كانوا ضعافا جدا, سألني صديق نعتذر نعم, تعاد الحقوق نعم, لكن ما الوحدة ما نفرط فيها, فلقت له وهل توجد اليوم وحدة؟ هل تركتم فيها باقية؟
لجان علقت أعمالها لساعات, ولجان عملت, لكن رؤساء ومشاركين, اعتبروا المشاركة للبعض فيها عدم حضور أعمال اللجنة, التي هي أشبه بجلسة توعية, مثلا عن جونتاناموا, أو عن الطائرات بدون طيار وكانت أكبر نكتة أن تدخل بقانون العدالة الانتقالية مواد تحرم ضرب الطائرة بدون طيار!!!
يا جماعة هذا قتل خارج القانون, وانتهاك سيادة, اطلبوا من الرئيس يتوقف عن إعجابه بالأعجوبة الفنية, وعندما نمتلك دوله تحترم سيادتها وتحترم حياة مواطنيها ولا ترتهن للأمريكان, فسيتوقف القتل, عندما تعرف أمريكا أن لدينا دولة ورجال دولة رافضين لهمجيتها ستتوقف عن عدوانها, نبحث في وقف الانتهاكات الجوية, ونتغافل عن الانتهاكات على الأرض, والضحايا والمخفيين, بركاتك يا مراد سبيع, سياراتهم (معكسة) لا يرون جدران الشوارع .
بالمناسبة هناك قانون عدالة انتقالية يعد وجاهز في المطبخ, أما فريق العدالة الانتقالية فقد تم تشتيته, على 3 مجموعات, المخفيين, والانتهاك, والصراعات السياسية, ومعروف أن الاختفاء والتعذيب, والاعتقال.. الخ، انتهاكات, والانتهاكات هي نتيجة الصراعات السياسية. إذا التشتيت لغرض التشتيت, والخبراء لغرض الخبراء وبانتظار نتيجة شكوى, مقدمة للرئاسة من أسبوع ووعود تكررت من الأستاذ سلطان العتواني, لم ينفذ شيئا, ومطلوب حضور جلسات التوعية, بانتظام. ويسألني رئيس الفريق, ويصيح أحدهم بالقاعة, عندما اعترض على استمرار ضياع الوقت .
قالت لي الرئاسة العامة للمؤتمر سابقا خذوا مشروع القانون وناقشوه ووافقت واعتبرت ذلك اختصارا للوقت ودخولا بالموضوع مباشرة, على الأقل ننجح بتسجيل اعتراضاتنا ولكن لم ينزل القانون ولا تحنن علينا الأستاذ العزيز سلطان, بزيارة تشريف ليس تعبيرا عن اهتمامه بالمخفيين, بل ردا على الشكوى, ووفاء بالوعد, و(قلده الله).
واتصل بي أحدهم ليقول: يا كريم فكر لأنك ستحال للانضباط وإلا بالأخير بيطلعوك غياب لأن نشاطك "بالطارود" وتضامناتك مش محسوبة لك باللجنة, وبرئاسة الفريق من يضيق بك, ومطلع مطلع. أعرف أن صديقي المتصل غبي, وإلا ما قال لي ذلك, يا صاحبي فليكن ويفعلوها "فكه من مكة" كما يقال, فالمكولسين لا يكلفون أنفسهم يضحكوا علينا بعبقرية, نفس اللعب القديمة والوجوه الممجوجة, وحتى نفس ضعاف الشخصيات والأساليب الملتوية، كم بودي أقول لهم: يا جماعة اضحكوا علينا ولكن بذكاء, مش كواليس وتشتيت فرق وهبالة ومخبري أحزاب وتقارير (قالت قلتي), بشكل سافر وقميء.
أيها الناس ومن داخل الحوار أعتقد جازما, أن هناك طبخة عامة وطبخات جزئية جاهزة, واللي قالوا ما فيش طبخات هم الطباخين, لن أقول لاحقا مررت علينا كانوا أذكى. لا أعترف أني أشارك بحوار أعدت نتائجه مسبقا, وأنا شاهد عليه, وسأستمر بنقل شهادتي, وليعتبرها ذلك الحقوقي المدعي إفشاء أسرار للحوار .
قبل الختام قيل علي محسن اعتذر للجنوب, رائع يا محسن، لكن هل تعيد الحقوق لنصدق اعتذارك, أم أن اعتذارك مثل تأييدك لقرارات هادي كل مرة؟؟؟

صحيفة الشارع

الحوار.. والطعن لاظهر أبن علوان



عبد الكريم محمد الخيواني

يمر الحوار بوتيرته المعتادة , مازالت تدور بفريق حول الخطط , وفريق حول خبراء تحديد المصير ,وأخرى عن التقسيمات , لجنة صعده لم تحسم بعد والصريمه سيعود ,للحوار , ويمكن أن يصل جنوبيون آخرون من خارج الموافقون على الحوار , وهناك أشياء وترتيبات أخرى بالحوار يمكن القول عنها أي شيء إلا أنها علميه , ووسط هذا ينشغل الأعضاء ويشقون ,خاصة من كانوا أصحاب هم ويريدون احترام عقولهم , وليسوا على علاقة بمستويات الكولسه كلها ,
لكن هذا ليس كل ما في الحوار ,فعلى ذمة الحوار تمر أشياء ومواضيع يفترض أنها من مخرجات الحوار مثلا الانتخابات , يعلن بين وقت وأخر عن انجازات تتعلق بالسجل , يقوم بها أطراف محدده وحدها ,وبموافقة خارجية ودعم , طبعا اللجنة العليا للانتخابات لا تعلم ما الجديد  فيع الذي طمأن الأحزاب , الملفت للانتباه أن الانتخابات القادمة يجب تستند لمتغيرات بالدستور. ونظام انتخابي جديد ينص على النسبية, أو النظام المزدوج, فكيف يتم تجهيز انتخابات سلفا بعيدا عن مخرجات الحوار.
الحوار لم يوقف عجلة الاستيلاء على المناصب والوظائف , فالتقاسم مستمر , وكأن من يتقاسمون قد ضمنوا مخرجات الحوار, فتسمع عن تغييرات سفراء وقسمتها على الأحزاب , وحصة الرئيس مضمونه , وكله بالتوافق أما معايير وشروط الوظيفة العامة فغائبة عند المتوافقين ,المهم مقاسمه وحصص ,وسيطرة , والمصيبة أن هذه الأحزاب ما تزال تصر أنها غير حاكمه ,هروبا من تحمل المسئولية .
وفيما تسمع عن قرارات للحكومة عن تصنيف الشهداء والجرحى, ووعود تجد أن التصنيف انتقائيا لا يفرق بين شهداء ثوره, سلميه, وحراك سلمي, وصراع مسلح بالحصبة, أو أرحب, واستبعاد آخرين بدون تفسير, وكأن قتل ألاف النساء والأطفال يصعده أمرا متفق عليه.
هناك أولوية للجنوب نعم ,وتنفيذ النقاط ال20 مهم وأتمنى أن تبدأ بالاعتذار وتشمل النقاط ال20 ,ولكن ليس على أساس أنها تلبية لظرف ما ,وليس كواجب وضرورة ,وحقوق , وجزء من معالجة أخطاء وممارسات , ارتكبت بحق الجنوب ,وحلولا لقضايا واقعيه , ورسائل سلام توحي بالتغيير ,وتنفيذها كان يفترض يتم قبل الحوار , كعوامل تهيئه ,والأمر كذلك بالنسبة لصعده , ولو على المستوى المعنوي بالوقت الراهن ,ولا أعتقد أن إدانة الحروب الست من حيث المبدأ مكلفه ماديا ,والاعتذار لصعده ,تم الاتفاق عليه ,ولا يحتاج لأكثر من إرادة وطنيه تراعي الضحايا , وليس الجناة ,لكن ما يسرب عن تنفيذها انتقائيا يحيطها بالريبة , ولعل تمسك أنصار الله بالحوار أغرى الكثير حد محاولة تجاهل قضية صعده , والضحايا ,والصمت تجاه هذا محسوبا عليهم ,ما لم يعلنوا موقف ,يطالبوا فيه لصعده ما يطالبوا به للجنوب ,وورد بالنقاط ال20 بشكل شامل ,وغير انتقائي .
السيطرة الإصلاحية على محافظة حجه , والحملة الموجهة ضد محافظ تعز , وأثناء الحوار ,تعني ترتيب أوضاع ميدانيه للمستقبل , لا علاقه لها بمخرجات الحوار من الأصل ,
وتسمع عن حكومة جديدة , وتكنوقراط وترشيح أسماء حزبيه ,لا علاقة لها بالتكنوقراط ,من قريب أو بعيد ,حكومة تأتي تلبية لمتطلبات مرحله ,رغم أن تغيير الحكومة صار مطلبا ملحا , وكما جاءت الحكومة الحالية بمحاصصه حزبيه , غابت معايير الكفاءة والمؤهل ,والنزاهة , وجمعت المتهم بالفساد والفشل , في شكل عجيب , ضاعف الفساد والفشل معا , ولا يتحمل أعضاء الحكومة , أو أحزابهم مسئولية هذا الفشل والفساد ,والدموع .
وهكذا تجد الحوار في جهة وما يدور في جهة , مناقضه له , وإذا بالأطراف التي شغلتنا بأهمية الحوار , باعتباره طوق نجاه لليمن , والرئيس وهو يقول أن الحوار يمثل الفرصة الأخيرة , تتناسى ذلك كله وهي تسعى وراء مصالحها وكله على ذمة الحوار, الذي صارت هذه التصرفات على ذمته كالطعن لاظهر الولي ابن علوان ,ولكن لا يقوم بها مجاذيب بل قيادات سياسيه .
ما المانع من ربط المخرجات بالحوار وعدم التصرف بما يؤكد ضمان نتائج معينه ,وبما يؤكد احترام بناء دوله مدنيه حديثه ,على أسس صحيحة , لا أعرف ولكن ما أنا متأكد منه من خلال التصرفات والمعطيات الكثيرة , أن الحوار إشغال لغير المتوافقين , وغطاء لكسب مصالح على ذمة الحوار, ما يشير إلى طبخه جاهزة , سلفا مهما أنكروا .
نشر بصحيفة الشارع الأربعاء

شوقي ومحسن بالحوار..!!



عبد الكريم محمد الخيواني

اثنين, 22/04/2013 - 11:05مساء

لا يزال الحوار محاصرا بغياب النقاط الـ20 التي كانت تمثل التهيئة الضرورية له, وبالرغم من السير في إنجاز الخطط في بعض الفرق, إلا أن الاتفاق النهائي على المفاهيم والتعريفات والمبادئ والأهداف والوسائل يغيب هنا ويحضر هناك, وينتظر الانتهاء منها الأسبوع الحالي. أما لجنة صعدة فلم يظهر بعد الدخان الأبيض في حل مشكلة النائبين الأول والثاني، ويبدو أن الوضع معجب للإصلاح, لهدف لا يعلمه سواه .
تعطلت لجنة صعدة بسبب تعرض النائب جدبان لاستفزاز أمني غير مبرر في نقطة أمنية من جنود الشرطة العسكرية, حيث لم تشفع له عندهم بطاقة مؤتمر الحوار ولا حصانته البرلمانية, فيما كان ملفتا للنظر تغيير الحراسة المعينة لنائب رئيس الحوار الأستاذ صالح هبرة من بعد حادثة محاولة اغتيال عبد الواحد أبو راس التي قتل فيها ثلاثة من مرافقيه, ما ترك علامة استفهام حول السبب .
ما يحدث خارج المؤتمر يعكس نفسه داخل المؤتمر بشكل أو آخر, فمن غياب النقاط الـ20 والمطالبة بتنفيذها إلى انسحاب الصريحة وتصريحاته إلى قتل ثلاثة مواطنين من المهمشين إلى اقتحام الإصلاح لمحافظة حجة إلى ما يحدث في محافظة تعز والحديدة والعاصمة .
غياب الصريمة وتصريحاته التي رفعت السقف بشكل ربما فاجأ بعض أعضاء الحوار الجنوبيين أنفسهم, رغم تعويضه بالأستاذة راقية حميدان فإن السؤال عن أسباب الغياب والتصريحات محل تحليل وتفسير. أما قتل المهمشين الـ3 رغم التضامن الواسع داخل المؤتمر فلم ترشح نتيجة ولم نسمع تطورا حول القضية, وكذلك اقتحام الإصلاح لمحافظة حجة مر بسلام, وكذلك ما تتعرض له الحديدة والحراك التهامي لا صدى له بالحوار؛ لكن ثمة حضور لافت لشوقي ومحسن بالحوار.
أما تعز فالتساؤل والهمس مستمر حول ما يتعرض له محافظها شوقي هائل من حملات هجوم وتشويه من قبل الإصلاح تكاد تقسم مجتمع الحالمة. أيادي حميد ومحسن بالموضوع موجودة, والغريب أن البعض يتساءل بسذاجة عن المناقصات التي يحصل عليها بيت هائل, في معرض الدفاع عن حميد ومناقصاته التي تمرر من الحكومة مباشرة وغير مباشرة من الظاهر والباطن, والمراد خلط الأوراق وزيادة الضغط على بيت هائل كرأس مال وطني .
شوقي يواجه حملات بسبب الخوف من نجاحه في تعز, ويبدو واضحا أن الإصلاح يخشى من نجاح شوقي أكثر من خشيته من فشل محافظيه بعدن أو تعز أو عمران, وفي مواجهة شوقي يشهر سيف الثورة التي التفوا عليها, بينما يغض الظرف عن احمد الحجري في محافظة إب وشوقي في أسوأ الحالات كالحجري أو رشيد، لكن وعين الرضا عن... المهم قال لي أحد جيراني بتعز ردا على سؤالي عن السبب, بأن السر يكمن في أعداد المدرسين والموظفين الوهميين الذين يمتلكهم الإصلاح بالتربية في تعز خصوصا وبقية المكاتب عموما, والزحف الإصلاحي على المناصب والوظائف العامة والسيطرة على مكاتب الوزارات التابعة له .
لا أعرف شوقي هائل ولكن ما أعرفه من زملاء أنه قادر على النهوض بتعز والنجاح, لكن نجاحه يتعارض مع الإصلاح ومصالحه لذا عليه وعلى تعز وأبنائها دفع الثمن, وهذا ما يحدث, مستغلين صمت الرئيس ومؤسف جدا ما يشاع عن استقالة شوقي .
العاصمة حكاية رفع الساحة تتردد، والحقيقة أنه لم يعد هناك داع لاستمرارها, ومضايقة سكان الأحياء المحيطة بها، ورفعها لا يمنع استمرار تنظيم الاحتجاجات في زمن ومكان وقضايا محددة, وعلينا الاعتراف أن الساحة لم تعد سوى مولد خال من أي دلالة ثورية وعلى الإصلاح وأنصار الله فهم هذا الأمر وتنفيذه بدون مماحكة واستهداف واستعداء .
شروط محسن لتسليم مقر الفرقة كحديقة محل تساؤل وشروط علي محسن لتسليمها توضح أن الرجل يمارس الابتزاز، فعندما يقول قيمة سلاح الرجل يعترف أنه يمارس تهريب السلاح, وإلا هل يعقل أنه كان ينفق على الفرقة من جيبه الخاص ويستورد السلاح خارج إطار الجيش وقوانين شراء السلاح المعمول بها. أما أرض الحديقة فحكاية محسن بالاستيلاء على الأراضي معروفة, ومعروف أن الجزء الأكبر منها أوقاف آل المطهر.
محسن رحب بالقرار وحلف مباشرة ولكن بطريقته المعهودة عندما ينضم للثورة ثم يسيطر على الساحة ويمنع حركتها ويقمع الثوار, ويرحب بالقرارات تفاديا لأي اتهام بالعرقلة ثم يطرح شروطه التعجيزية بصورة حقوق، طبعا هو يفعل هذا وسيستمر ليس لأنه مسنود بحزب وتيار ديني ودعم سعودي قطري فحسب، بل لأن الثورة فشلت ولأن الرئيس الذي لا شك يشعر بمدى إضعاف محسن لقراراته يمتص تصرفاته دوما, ولأنه يجد غطاء من حلفاء الإصلاح الذين تورطوا معه وبه منذ انضمامه ومنذ التوقيع على المبادرة رغم أن الكل يعلم أن محسن لم يعد مترا من الأراضي التي نهبها أو استولى عليها .
صحيفة الشارع

لعنة التفوق مقابل تقديس السلبية



عبد الكريم محمد الخيواني

أحد, 07/04/2013 - 8:50مساء

لا يوجد مكان تقدس فيه السلبية وتعتبر ميزة غالبا أكثر من اليمن, ولا توجد نخب تتوافق على أن السلبية قيمة إلا باليمن, الأمر ليس جديدا إنه موروث من عقلية صالح.
أتذكر مرة في انتخابات نقابة الصحفيين كان ميزة مرشح ما أنه سلبي, وكانت السلبية هي برنامجه وتزكيته وسر قبوله, وهكذا مر الأمر وبالرغم من أن الصحفيين يجنون ثمار تلك السلبية إلا أن أحدا لا يبالي بجد ولو بالتفكير بجناية السلبية على المستوى العام, حتى ولو كان صاحبها طيبا وحبوبا لا ينفع أحد ولا يؤذي أحدا.
لم يتغير الوضع كثيرا بعد انتفاضتنا الثورية, بل تعززت قيمة السلبية وحظوة السلبيين أكثر جاءت حكومة توافق مكونة من حاصل جمع سلبيات وسلبيين لا قيمة لمعايير مؤهل ولا كفاءة ولا نزاهة ولا قدرة ولا معنى لمواصفات رجل دولة المهم المواصفات الحزبية وكل حزب له مواصفاته, والجميع متوافقون أن الحكومة غير مسؤولة عن شيء جماعيا أو فرديا.
متوافقون أن الأحزاب غير حاكمة رغم وجودها بمقاعد الحكومة بل أنها ما تزال معارضة ويا ويل من يقول غير ذلك .
التوافق قد يكون أحيانا مفيدا لكن ليس على السلبية كقيمة ليس على إلغاء مميزات الفرد وليس على استبعاد المعايير لكن هذا ما يتم بشكل عام بمؤسسات أو أحزاب ويمتد ويستشري بقوة للجهاز الوظيفي العام للدولة ولا تسلم منه الجامعة والتعليم وما علينا سوى متابعة التقاسم الحزبي للوظيفة العامة, وعندما تسأل كيف جاء هذا؟ ما هي المؤهلات التي منحته منصبه؟ تجد الرد التوافق والأحزاب لا تراجع نفسها ولا يراجع أحدها الآخر وبنظر المتوافقين الغريب أن يستغرب أحد مما يحدث.
السلبية محل اتفاق لدى الأغلب حد أنها تكاد تكون مقدسة سواء كان يصاحبها مميزات غباء أو فهلوة أو نفاق والشخص السلبي لا يشعر بعيب أو يحاول أن يطور من نفسه أو يغير أسلوبه.
بل يزيد من سلبيته باعتباره مواطنا "سفري" ينتمي لشعب مؤقت, وبنظر كثير فمن الذكاء أن تكون بدون رأي ومحايدا بأي قضية وطنية لا تنصر حقا ولا تدفع باطلا, ولا تتحرك ألا متى.
كان الأمر يهمك شخصيا وبحدود عدم إغضاب أحد وهذا ما يفسر القابلية للتشكيك بأي شيء وافتقاد اليمنيين للثقة غالبا بأي دعوة أو حركه للتغيير أو لأي تصرف يأتي خارج نطاق السلبية.
وهناك مبررات دوما وأسباب وراء صعود هذا السلبي أو ذاك لدى من يتبناه وآيا كانت المبررات فإنها لا تعفيهم من المسؤولية .
قداسة السلبية هي المقابل لعقدة التفوق التي تسكن الأغلب فيما تتحول إلى لعنة على أصحابها وهناك نماذج كثيرة باليمن على لعنة التفوق, من النعمان الأب والابن إلى فيصل عبد اللطيف إلى إبراهيم الحمدي إلى يحيى المتوكل وجار الله ومجاهد أبو شوارب رحمهم الله جميعا ولست بحاجة إلى تسمية سلبيين فهم الأغلب وما عليك إلا أن تنظر حولك فقط لتكشف سر قوة محسن وبقاء صالح... الخ الخ ما عليك إلا أن تنظر إلى واقعك لتتأكد لفداحة الخسارة والفشل والفساد الذي صنعه ويصنعه السلبيون بحياتنا ولكن أيضا لا نستطيع إعفاء أنفسنا من المسؤولية أيضا فليس القبول فحسب بل حتى الصمت يعد تشجيعا للمسيء على الإساءة وتزهيدا للمحسن في إحسانه كما جاء بالأثر وهذا واقعنا الذي يغيب فيه التفوق ويحبط العقلاء وينتشي الجهلة .
حتى بالحوار كانت سلبية البعض سببا للاختيار والتعيين والانتخاب والرئيس هادي ليس استثناء ولعله يعتبرها مواصفات مثالية كما توحي بعض قراراته وتصعق عندما يقول لك أحدهم بكل ثقة "أنا هنا لأني لا أفهم ولا يعنيني وما قالوا اعمل سأعمل وأنت على ايش تحرق دمك" وعلى هذا الأساس تكتشف سعي البعض للخروج بصيغة مشوهة لأي موضوع تحت بند التوافق وعادة ما تكون صيغة سلبية باعتبار التوافق على قداسة السلبية هو الحاكم للجميع أحزابا ومكونات مثقفين وجهلة وهو ما يجعل نتيجة الحوار مخيفة بل وكارثية في بعض القضايا .
نقلا عن الشارع