السبت، 1 أكتوبر 2011

الأمن السياسي راقب تلفوناته مخترقاً القانون.. هيئة الدفاع تطلب تبرئة الخيواني لبطلان المبنى الإجرائي لاتهامه



الخميس , 27 مارس 2008 م
 
اعتبرت هيئة الدفاع عن الزميل عبدالكريم الخيواني ان الدعوى التي حركتها النيابة الجزائية المتخصصة ضده ممتنعة السماع، بسبب بطلان المبنى الإجرائي للاتهام. وشددت على عدم صحة ثبوت واقعة الاتهام المنسوبة إليه.
وطلبت الهيئة من القاضي الابتدائي في المحكمة الجزائية المتخصصة، محسن علوان، التقرير ببراءة الخيواني من التهمة المنسوبة إليه.
وخصصت المحكمة جلستها أمس (الثلاثاء) لسماع دفوع وطلبات محاميي المتهمين في ما يسمى «قضية خلية صنعاء الثانية»، والذين وجهت لهم النيابة تهمة الاشتراك في عصابة مسلحة.
وحضر الجلسة وكيل أول نقابة الصحفيين، سعيد ثابت، ورئيس لجنة الحريات في النقابة، سامي غالب، وأعضاء من مجلس النواب، وناشطون حقوقيون، وعشرات الصحفيين.
وارتكز الدفاع المقدم من هيئة الدفاع عن الخيواني على بطلان المبنى الاجرائي للاتهام، وعدم صحة وثبوت واقعة الاتهام المنسوبة إليه.
رئيس هيئة الدفاع، المحامي هايل سلام، لفت عناية المحكمة إلى بطلان قرار وإجراء المراقبة الهاتفية، لأنه خالف الكيفية المنصوص عليها في قانون الاجراءات الجزائية. موضحاً بأن إدارة الأمن الداخلي في الأمن السياسي هي من قام بالمراقبة، وأن دور النيابة اقتصر على مجرد الموافقة على طلب الأمن السياسي. وزاد أن المراقبة الهاتفية لم ترتبط بواقعة الاتهام الموضوعة في قرار الاتهام، ولم تكن بمثابة إجراء تحقيقي بشأن التهمة الموجهة للخيواني.
وشدد سلام على بطلان قرار وإجراء التفتيش لمنزل الخيواني، لأنه خالف نص المادتين 134 و138 إجراءات، الذي لا يجيز مراقبة وتفتيش المساكن إلا باعتبار ذلك إجراء من اجراءات التحقيق، وعلى أن يتم التفتيش في حضور المتهم أو من ينيبه.
وعلى سبيل الاحتياط تناول المحامي نبيل المحمدي المحور الخاص بعدم صحة الاتهام، باعتبار أن ما تحصل لدى النيابة من «سيديهات» وأوراق ورسائل ومحادثات هاتفية لا يصلح البتة لأن يمثل دليلاً مسوغاً للاتهام. مشدداً على أن حيازة الوثائق المشار إليها في قرار الاتهام لا تصلح أن تمثل دليلاً على اشترك الخيواني في عصابة مسلحة. ونبه إلى أن الخيواني حصل على تلك السيديهات والأوراق بمقتضى مهنته كصحفي محترف، وحصوله عليها هو حق قانوني يكفله قانون الصحافة. مشيراً إلى ما نسب إلى المتهم الثاني في القضية، باسم حميدان، ومفاده أنه ما طُلب منه هو تسليم تلك السيديهات للخيواني أو لأي صحفي آخر.

***

هيئة الدفاع عن عبدالكريم الخيواني:
حصول الخيواني على سيديهات وصور ووثائق حق يكفله قانون الصحافة

المحامي هائل سلام:

دفاعنا يتكون من محورين: الأول، بطلان المبني الإجرائي للاتهام؛ والثاني، عدم صحة وثبوت واقعة الاتهام المنسوبة إليه.
نلفت عناية وعدالة المحكمة إلى أن الاتهام بهذه الواقعة جاء محمولاً على مبنى إجرائي مطلق البطلان، وهو البطلان الحائق بكل قرارات وإجراءات المراقبة الهاتفية والتفتيش. وبغية إجلاء حقيقة هذا البطلان نستكرم عدالة المحكمة ملاحظة الآتي:
أ- بطلان قرار وإجراء المراقبة الهاتفية، ويتمثل في كون أن القانون بنص المادتين 134 و146 اجراءات جزائية، لا يجيز مراقبة الاتصالات الهاتفية إلا بمقتضى قرار صادر عن النيابة، وعن طريق أحد موظفي مصلحة الهاتف وبشأن مكالمة محددة على سبيل الضبط، ولغرض منع جريمة قامت بشأن إمكان حصولها تحريات جدية.
الثابت أن المراقبة الهاتفية المستند إليها في أوراق الاتهام تخالف الكيفية المنصوص عليها في المادتين، ذلك أن من قام بتلك المراقبة هم موظفو الإدارة العامة للأمن الداخلي لجهاز الأمن السياسي، واقتصر دور النيابة على مجرد موافقة على طلب تلك الجهة، كما أنها لا ترتبط بواقعة الاتهام الموصوفة في قرار الاتهام، ولم تكن بمثابة اجراء تحقيقي بشأن تهمة وجهت إلى المتهم.
ب- بطلان قرار وإجراء التفتيش، ويتمثل في كون القانون بنص المادتين 134، 138 اجراءات جزائية، لا يجيز مراقبة وتفتيش المساكن إلا باعتبار ذلك إجراء من اجراءات التحقيق في واقعة جرمية قامت بشأنها التهمة إلى الشخص المأمور بتفتيش مسكنه، وعلى أن يتم تنفيذ التفتيش في حضور المتهم نفسه أو من ينيبه، وكذا في حضور شاهدين من أقاربه أو جيرانه.
الثابت أن قرار التفتيش المستند إليه في أوراق الاتهام لم يكن اجراء من اجراءات تحقيق ابتدائي كانت تجرية النيابة حينها مع موكلنا بشأن الواقعة الموصوفة في قرار الاتهام، بل تم كإجراء سابق على التحقيق معه، ولغرض استحصال مايسوِّغ للنيابة واقعة جرمية يتسنى لها لاحقاً توجيه الاتهام بشأنها إليه.
كما أن محضر التفتيش يؤكد أن اجراء تنفيذه تم دون حضور المتهم أو من ينوب عنه، وكذا لم يستوفي حضور شاهدين من أقاربه أو جيرانه. ونقدِّم لعدالة المحكمة صورة من المحضر المذكور لتسهيل الرجوع إليه.
على الرغم من أن البطلان الاجرائي المطلق هذا يمنع قانونا من الاعتداد بكل ما تحصل عن إجرائي المراقبة الهاتفية والتفتيش طبقاً لمقرر نص المادة 322 اجراءات جزائية، إلا أن هيئة الدفاع لمزيد من الإيضاح تؤكد لعدالة المحكمة أن كل ما قدمته النيابة بحسبان كونه أدلة إسناد متحصلة عن ذينيك الإجرائين لا يصلح البته لأن يكون كذلك، إذْ ليس في كل ما قُدِّم تحت هذا الوصف شيئاً من شأنه الإفادة بمقارفة المتهم للواقعة الموصوفة في قرار الاتهام، وهي واقعة الاشتراك في تشكيل عصابة مسلحة. هذا مع العلم بأن النيابة لم تقم بتوجيه التهم لموكلنا بشأن تلك الواقعة، وهو ما يمنع في حد ذاته من سماع الدعوى بشأنها.

المحامي نبيل المحمدي:

لئن كان ما تقدم عرضه من بيان قد أفصح عن عوار البطلان الحائق بالمبنى الاجرائي للاتهام وبما يمتنع من سماع الدعوى على وفق نص المادة 402 اجراءات اجزائية، فإننا إذ نؤكد على الاحتجاج بهذا البطلان كدفاع جوهري أصيل قائم في مواجهة الدعوى، نود وعلى سبيل الاحتياط وحسب، أن نلفت عناية المحكمة الموقرة إلى أن لاصحة ولا ثبوت لواقعة الاتهام المنسوبة لموكلنا. وفي سبيل بيان عدم صحة الاتهام نشير إلى أن الواقعة المنسوبة لموكلنا لا تتوافر على أصل صحيح من النص القانوني المشار إليه في قرار الاتهام باعتباره نص تجريم واسناد وهو نص المادة 138 عقوبات. وبالرجوع إلى مقرر هذا النص نجده يُقرأ على النحو الآتي: يعاقب بالحبس مدة لا تزيد عن 10 سنوات كل من اشترك في عصابة مسلحة بقصد اغتصاب الأراضي أو نهب الأموال المملوكة للدولة أو لجماعة من الناس، أو لمقاومة القوة العسكرية المكلفة بمطاردة مرتكبي هذه الجرائم. ما يعني أن المفترضات القانونية الواجب توافرها لصحة الادعاء بمقارفة موكلنا للواقعة المقرر تجريمها بهذا النص هي الآتي:
1- أن يكون موكلنا قد اتفق مع سائر المتهمين على تشكيل عصابة مسلحة فيما بينهم، أو أن يكون قد انضم إلى عصابة مسلحة سبق تشكيلها فيما بين سائر المتهمين؛
2- أن يكون الغرض من تشكيل هذه العصابة هو اغتصاب الأراضي أو نهب الأموال المملوكة للدولة أولجماعة من الناس، أو مقاومة قوة عسكرية مكلفة بمطاردة أشخاص آخرين قاموا باغتصاب أراضي أو أموال مملوكة للدولة أو لجماعة من الناس؛
3- أن يكون موكلنا من حاز وحمل سلاحاً معداً لاستعماله في تحقيق هذا الغرض. والثابت أن أوراق الاتهام لا تقول بتوافر أي من هذه المفترضات، بل أن قرار الاتهام لم ينسب لموكلنا الواقعة الجاري تقريرها بهذا النص، وإنما هو أسند إليه واقعة أخرى حددها على النحو الآتي: الاشتراك في عصابة مسلحة بقصد القتل أو التخريب أو الإتلاف.
ولما أن الأمر كذلك وحيث أن هذه الواقعة الوارد تحديدها لا تصادف محلاً صحيحاً من مقرر نص الإسناد المشار إليه، ولم يقم تجريمها بنص آخر، وحيث أن مبدأ الشرعية في التجريم والعقاب بنص المادة 47 دستور والجاري التأكيد عليه بنص المادة (2) عقوبات يقرر أن لا جريمة ولا عقوبة إلا بنص، فإن الاتهام القائم يكون والحال هذه قد أقيم بما ليس بجرم، واستند على مالا يسوغه نص القانون، وعلى النحو الذي يتعين معه التقرير بالبراءة.
وحتى إذا ما أفترضنا جدلاً بأن الواقعة المشار إليها هي واقعة جرمية بنص الإسناد المتقدم ذكره، فإن براءة موكلنا تظل هي الأصل المتعين استصحابه، ذلك أن نص المادة 221 اجراءات جزائية لا يجيز الاتهام إلا إذا قامت أدلة مرجحة للإدانة، وهو ما ليس بمتوافر تجاه موكلنا، باعتبار أن ما تحصل لدى النيابة من «سيديهات» وأوراق ورسائل ومحادثات هاتفية لا يصلح البتة لأن يمثل دليلاً مسوغاً للاتهام اعتباراً بالآتي:
1- إن حيازة السيديهات والوثائق المشار إليها في أوراق الاتهام لا تصلح أن تمثل دليلاً على أن هناك اشتراك في عصابة مسلحة على النحو المسند لموكلنا. إن موكلنا حصل على تلكم السيديهات وهذه الاوراق بمقتضى مهنته كصحفي محترف وحصوله على مثل هذ الوثائق هو حق قانوني يكفله نص المادة 14 من قانون الصحافة. ثم أن محاضر جمع الاستدلالات تفيد بأن المتهم الثاني باسم حميدان كان قد قرر بأن طُلب منه تسليم تلكم السيديهات لعبدالكريم الخيواني أو لأي صحفي آخر.
والثابت أن أوراق الاتهام تفيد بأن المتهم الأول جعفر المرهبي قرر أنه قام بالأفعال المشار اليها، فيما سمي بقائمة الاثبات، باعتباره مكلفاً من عبدالملك الحوثي لا باعتباره عضواً في عصابة تشمل موكلنا.
 أما بالنسبة للرسائل الهاتفية المقول بأنها تمت بين موكلنا ويحيى الحوثي، فإن الاستدلال بها يكشف عوز حجة لدى الادعاء، إذ كيف يمكن اعتبار محض تواصل شخصي فيما بين موكلنا والمذكور دليلاً على أن موكلنا شريك في عصابة مسلحة يقودها الحوثي؟ ثم كيف يمكن أن يستقيم في صحيح المنطق والقانون معاً، اتهام موكلنا بالاشتراك في عصابة مسلحة يقودها عبدالملك أو يحيى الحوثي، أياً كان، في حين أن الاتهام الماثل لم يشمل القائد المزعوم هذا؟
أما بالنسبة للمكالمة الهاتفية بين موكلنا والمقالح فهي إنْ صحت لا تتضمن سوى رأي أبداه موكلنا في شأن عام بصرف النظر عن كون هذا الرأي قد دوخل بالشطط والادعاء حتمتهما لحظة زهو.
عدالة المحكمة الموقرة: إننا إذ نغالب ونجاهد في الدفاع لا نبتغي من ذلك تبرئة متهم نوقن ببراءته بل ودفاع عن ما يمثل سلوك وشخص هذا المتهم من قيم ومعاني هي من النبل بحيث لن تغفر لنا الأجيال القادمة جرم التقاعس عن الدفاع عنها والانتصار لها ولأجله، ولأننا ندرك يقيناً أن عدالة المحكمة أفطن من أن تؤخذ بالإيهام، فإننا إذْ نؤكد على براءة موكلنا كأصل قائم فيه ومتعين استصحابه قانوناً، نطلب من عدالة المحكمة التكرم باستصحاب هذا الاصل والتقرير بالبراءة.

***


تقرير حقوق الانسان الامريكي لـ2007
استجابة واسعة للمخاوف الحقوقية وتعويل منخفض على الأثر

-  ماجد المذحجي
يستجيب تقرير حقوق الإنسان الصادر عن وزارة الخارجية الامريكية في 11 مارس 2008 للمخاوف الواسعة مؤخراً حيال أوضاع حقوق الإنسان في اليمن، ويستوعب الكثير من وقائع الانتهاكات التي حدثت عام 2007. ورغم أنه لا يستغرق في التفاصيل فإنه يمنح مشهداً بانورامياً واسعاً وقاتماً لحال حقوق الإنسان في البلد. وتميزت لهجة التقرير بنبرة قاسية تجاه دور "الدولة" أثناء توصيفه لوقائع الانتهاكات. ويعزز التقرير انعقاد إجماع حقوقي دولي ومحلي على تدهور أوضاع حقوق الإنسان في اليمن. كما ويرفد الآراء المنتقدة "للدولة" بموقف إضافي وقوي، دون أن يحول بينه وذلك أي مجاملات رسمية لليمن باعتبارها حليفا أساسيا للولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب!
لا يتذرع التقرير بضرورات "الكياسة" الدبلوماسية لخفض صراحة الانتقادات لليمن. بل هو وصف بقسوة وتجرد الوضع المتدهور لحقوق الإنسان. ولكن تلك "الصراحة" لا ترتب استجابة إيجابية له على المستوى الوطني. فعلى الصعيد الرسمي سيُخاصم التقرير بعدائية كالمعتاد كونه لم يتبنَّ المروية الحكومية. وعلى الصعيد الحقوقي المحلي فالاستعانة بالتقرير والتعويل عليه منخفضة بالأساس كون "أمريكا" لا تحوز رأسمال ثقة مصداقية وثقة اجتماعية بشكل مسبق عموماً، وإن كانت نبرة المخاصمة المجانية تجاه كل ما يصدر عن أمريكا قد انخفض قياساً بما سبق. جزء من التساؤل العام الذي يعطل التفاعل الايجابي الواسع مع التقرير يتعلق بقدرته على التحول إلى عنصر ضغط على الحكومة، بإدراج قضايا الانتهاكات كعناصر مُساءلة في العلاقة الأمريكية اليمنية الرسمية، ضمن الالتزامات التي تعلنها حكومة الولايات المتحدة بجوهرية حقوق الانسان في سياستها الخارجية وعلاقتها مع دول العالم. كما أن الخلفية السياسية لجهة إصدار تقرير حقوق الانسان الامريكي: وزارة الخارجية الامريكية، تلقي ظلا على المصداقية والحياد بشكل أولي، وتفسد التلقي الإيجابي له بالمعنى الواسع، على الرغم من أنه يمكن القول للإنصاف إن مادة التقرير متحررة من عبء المجاملة الرسمية وتبدو أكثر قوة وصراحة من تقارير منظمات دولية ثقيلة الوزن مثل "هيومن رايتس ووتش"، التي سبق أن خيبت توقعات المنظمات الحقوقية والناشطين على الصعيد المحلي.
 التقرير الذي هو خلاصة لمسودة تقرير أولي ترفعه السفارة الامريكية في صنعاء، ويعمل عليه موظفون تابعون لها، تتم مراجعته من مكتب الديمقراطية وحقوق الانسان والعمل في وزارة الخارجية الامريكية، علاوة على مكاتب أخرى، ويستند إلى مصادر متنوعة في جمع المعلومات عن انتهاكات حقوق الانسان على المستوى اليمني، منها المنظمات الحقوقية والإعلام وجهات حكومية والجهات المنتهكة وغير ذلك. ويعمل في صيغته النهائية على وصف شامل للأوضاع في اليمن ضمن تقسيمات إجرائية في التقرير يستدعيها تنوع مجالات الانتهاكات الحقوقية التي يرصدها في مادته.
 تبدو الدولة في اليمن، من خلال ما يقدمه التقرير من سرد، على خصام واسع مع التزاماتها تجاه منظومة حقوق الانسان. ويحيل التقرير ابتداءً، وبشكل صريح، المسؤولية على الأوضاع في البلد، وفي السيطرة عليه، ليس إلى الحكومة، التي يصعب تغييرها بسبب عوائق كبيرة منها الفساد وسجل الناخبين المزور والضعف الإداري، بل إلى الرئيس الذي يسيطر على "صنع القرار" ويحتكر "النفوذ الفعال"، والباقي في السلطة منذ 1978 كما يقول التقرير.
 يؤكد التقرير الذي يرصد حال حقوق الإنسان في اليمن سنوياً أن هذه السنة تميزت، قياساً بالسابقة، بممارسة السلطات "عمليات قتل" نفذتها قوات الأمن ضد المتظاهرين الجنوبيين، علاوة على قتلى آخرين في محافظات شمالية، علاوة على استخدام "القوة المفرطة" ضد "المتمردين الحوثيين". وهو وصف بشكل موسع ضعف القانون وعدم استقلالية القضاء والفساد الحكومي والتعذيب في السجون، خاصة جهاز الأمن السياسي، علاوة على إعاقة حق التظاهر، والتنصت، والاعتقالات خارج القانون، والحبس التعسفي للمعارضين، والمعاملة الوحشية، والسيطرة على الحياة السياسية، وتقييد الحريات. كما أن التقرير في شقه الخاص بحرية الرأي والتعبير أشار بشكل صريح إلى ارتفاع معدل الانتهاكات ضد الصحافة و"الانتهاكات الجسدية" ضد الصحفيين. مستدعياً الانتهاكات لحقوق الصحفي عبد الكريم الخيواني، والتهديد والاعتداءات المباشرة عليه، كأبرز مثال على حال "حرية التعبير والصحافة" في اليمن.
يبقى التعويل على جدوى من التقرير بالنسبة للمنظمات الحقوقية والنشطاء منخفضاً، وإن كان يمكن استثمار بعض مضامينه سياسياً من قبل أطراف عدة، وخصوصاً من اللقاء المشترك ومن قبل النشطاء الجنوبيين و"المتمردين الحوثيين" في هجاء "الدولة"، وتأكيد ما وقع عليهم من تعديات منها. كما وسيثير بالضرورة جدلاً عاماً تستوعبه الصحافة وتصبح "الدولة" محشورة فيه ضمن موقع دفاع مضنٍ ومحرج تجاه "تقريعات" حقوقية من قبل أهم حليف دولي لها.


صحيفة النداء

الخيواني.. تباً لكم جميعاً


 شفيع محمد العبد



الخميس , 25 سبتمبر 2008 م
 
قدره أن تهمته شخصية ترتبط برأس النظام، لذا فالقانون والقضاء والبلد كلها سخرت وحوّرت لتنفيذ العقوبة ضده، هو الذي كان قد نذر نفسه للدفاع عن الوطن وكشف مبكراً مؤامرة التوريث التي تحيق بالوطن وحذر منها كون مخاطرها ستصيب الجميع ولن ينجو من مفاسدها أحد.
لقد ارتكب جناية بحق السيادة والفخامة وعلى أساسها صار هدفاً لنزعة ذاتية كلما لحق بالنظام إخفاق وحل به فشل، وما أكثر المرات التي حملت الفشل والإخفاق بدءاً من الجنوب وليس انتهاءً بصعدة..
أجدني سعيداً باقتباس عنوان مقالي هذا من مقال له كتبه عقب الانتخابات الرئاسية حين أعلن اللقاء المشترك قبوله بنتائج الانتخابات الرئاسية كأمر واقع فما كان منه إلا ان جرد قلمه وصرخ بها عالياً: "تباً لكم جميعاً".
منذ أن تطرق الى قضية التوريث وجد نفسه في مواجهة الحاكم مباشرة (رأس برأس)، فكم هي المرات التي تعرض فيها للاعتقال والاختطاف و(اللبج) وكل ذلك بأثر رجعي على خلفية تطاوله على نوايا الحاكم، وتحريضه للوقوف ضد رغبته أيضاً.
لم يتنازل او يعتذر كما طلبوا منه ذات مرة، بقي على موقفه وقناعاته ورؤاه، لم يكف حتى عندما حاولوا كسر أصابع كفه اليمنى لإثنائه عن حمل سلاحه وتوجيه مداده صوب الهدف، طلبوا منه عدم الكتابة عن (الأسياد) و(الفنادم) والثانيين (الآخرين)، ولأنه يجد في الكتابة وسيلته في رحلته البحث عن الوطن الذي اختزلوه في جلباب من جاء بما لم تستطعه الأوائل، فقد واصل السير حافياً، متجرداً من ثياب الخوف، متسلحاً بمعنويات لا تقهر وإرادة لا تلين وثقة في نصر قادم.
سألته ذات يوم في مؤتمر صحفي عقدته نقابة الصحفيين بمقرها (القديم) عقب حادثة الاختطاف التي تعرض لها بعد خروجه من صحيفة "النداء" والتي كان رئيسها يدير المؤتمر: "لماذا لم تلحق بزميل دربك خالد سلمان بحثاً عن الأمان بعيداً عن وطن يملؤه الخوف ويسكنه العسس؟"، فأجاب بلغة الواثق من النصر: "هذا الوطن حقنا ولن نتركه لهم".
كما أنني لن أنسى تلك اللحظة التي دخل فيها الى مقر النقابة بينما كان الزملاء والزميلات ينتظرونه في حوش المقر عندها بكى الزميل عارف الخيواني الذي أصابه الجنون في زمن الفنادم، وخر ساجداً.
هنا دعوني أتساءل: أين الزملاء ممن ما زالت عقولهم تزينهم ولم يفقدوها كحال عارف.. أين هم من أداء الواجب تجاه زميل لهم يتعرض لاستهداف مباشر واستقصاد معلن بسبب ممارسته لحقه في الرأي والتعبير؟
إنه زمن اجتمعت فيه المصلحة والخوف وبات التواري عن أداء الواجب ميزة يسعى إليها الكثيرون.
اليوم عبد الكريم الخيواني.. وغداً أحدكم يا هؤلاء.. فلماذا لا تسارعون الى التطهر من أدران حلت بكم في زمن وسخ؟
ها هو رمضان يلملم أوراقه.. وأطفاله كانوا طوال الشهر الفضيل يفطرون على بكاء أمهم وحسرة قلوبهم جميعاً على أب، يفطر خلف القضبان، جنايته أنه نذر نفسه للنضال من أجل الجميع، وها هم الجميع قد أداروا له الظهر وسارعوا الى الأسواق لشراء ملابس العيد لأطفالهم بينما أطفال عبد الكريم في انتظار موقف لزملائه، او مكرمة من رأس النظام كتلك التي أعادت سجناء الحراك الجنوبي الى أطفالهم ليشتروا لهم ملابس العيد.
صديقي عبد الكريم لا أملك إلا الدعاء لك.. ولأصحابك جميعاً، وللوطن المشظى شمالاً وجنوباً أقول: تباً لكم جميعاً... وخواتم مباركة أيها الخيواني وعيدك مبارك.. ولا بارك الله في أعياد من يتنكرون للواجب.
Shfm733@hotmail.com

صحيفة النداء

هيئة الدفاع: تزوير الحكم ضد الخيواني فعل أجرامي أخرق




الجمعة , 8 أغسطس 2008 م
 
قالت هيئة الدفاع عن الزميل عبد الكريم الخيواني إنها توقعت الاستجابة لطلبها بوقف تنفيذ الحكم بحبس الخيواني في جلسة الشعبة الإستئنافية الثلاثاء قبل الماضي "لكن الشعبة فاجأتنا بعقد الجلسة لنظر موضوع الدعوى بدلاً من النظر في الطلب المستعجل والفصل فيه".
وانتقدت الهيئة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته الأحد في مقر نقابة الصحفيين، قرار الشعبة تأجيل البت فيما وصفته طلب الإفراج إلى ما بعد الأجازة القضائية " كأن الطلب المعروض عليها يتعلق بطلب إفراج عن متهم محبوس احتياطياً، لا بطلب وقف تنفيذ حكم ابتدائي يتوجب الفصل فيه وفق قواعد القضاء المستعجل".
وإذْ أكدت أن أضافة الفقرة 17إلى الحكم بعد النطق به، والتي تنص على أن" يتم إعادة جميع المتهمين المفرج عنهم إلى السجن لشمولية الحكم بالنفاذ المعجل" جاء لغرض تسويغ تصرف النيابة التعسفي بالقبض على الخيواني وإيداعه السجن المركزي، اعتبرت هذه الإضافة تزويراً في محرر رسمي، وفعل إجرامي أخرق.


***

هيئة الدفاع عن الخيواني:
حبسه غير قانوني، وتزوير الحكم فعل جرمي أخرق
* ولاية القاضي ترتفع فور النطق بالحكم، بحيث لا يجوز له، بعد النطق، تعديل الحكم، أسباباً ومنطوقاً، حذفاً أو إضافة
* إضافة فقرة إلى منطوق الحكم تمثل تزويراً في محرر رسمي ونتدارس الخيارات الممكنة مع موكلنا
* ندعو نقابة الصحفيين وكافة الفعاليات المدنية والحقوقية والسياسية إلى التضامن الجاد، لاسيما وأن الأمر ماعاد يخص عبدالكريم الخيواني وحده، بل يمس الشرعية القانونية في البلد برمتها


بيان صادر عن هيئة الدفاع عن الكاتب الصحفي، الأستاذ/ عبد الكريم الخيواني
تود هيئة الدفاع عن الكاتب الصحفي الأستاذ/ عبد الكريم الخيواني أن تعلن، بمسؤولية، عدم قانونية حبسه، باعتبار الآتـــي:
- أن الرجل وبعد أن اقتحم منزله واقتيد قسراً إلى مقر النيابة الجزائية المتخصصة، بالطريقة التي يعرفها الجميع، كان قد أودع الحبس الاحتياطي على ذمة تهمة لم تكن قد وجهت إليه حينها. وعندما أحيل إلى المحاكمة أفرج عنه من قبل رئيس المحكمة الجزائية السلف، القاضي نجيب القادري، اعتداداً بالأسباب التي ابتنى عليها طلب الإفراج، ومنها الأسباب الصحية، كونه يعاني من أمراض القلب، بحسب التقرير الطبي المقدم صورة منه كمستند لطلب الإفراج، وبالضمان التجاري الأكيد. وأُيّد قرار الإفراج هذا استئنافاً بموجب قرار الشعبة الإستئنافية الجزائية المتخصصة، القاضي برفض استئناف النيابة بخصوصه وتأييد قرار الإفراج الابتدائي ذاك، للأسباب التي قام عليها.
- في جلسة 9/ 6 الماضي، المحددة للنطق بالحكم، والتي مثلت بالنسبة لموكلنا، بالنظر إلى ثبوت براءته مما نسب إليه عسفاً وظلماً، جلسة للنطق بالظلم، سارعت النيابة الجزائية المتخصصة إلى الأمر بإلقاء القبض عليه من قاعة المحكمة عقب النطق بالحكم بفقراته الست عشرة، ومن ثم إيداعه السجن المركزي، دون سند من القانون. وبالمخالفة لمقتضى قرار الإفراج المؤيد استئنافاً، المذكور آنفاً. ذلك أن الحكم المنطوق به في تلك الجلسة، لم يشتمل على وصف النفاذ المعجل، وقد تمثل رد وكيل النيابة الذي اعترضنا لديه على أمره ذاك، بأنه آنئذٍ، بصدد تنفيذ حكم، بينما رد رئيس النيابة الذي تظلم لديه عدد من الصحفيين في ْ يوم الجلسةه بأن أحكام المحكمة الجزائية المتخصصة مشمولة بالنفاذ المعجل بقوة القانون، وهو غير صحيح مطلقاً. في حين رد رئيس المحكمة، مصدر الحكم بما نصه "أنا انتهت ولايتي"، وهذا صحيح طبعاً؛ إذ المعلوم أن ولاية القاضي –أي قاضٍ– ترتفع فور النطق بالحكم، وتصير علاقته بالحكم المنطوق به، بمجرد الانتهاء من النطق به، تماماً كعلاقة الغير به، بحيث لا يجوز له، بعد النطق، تعديل الحكم، أسباباً ومنطوقاً، حذفاً أو إضافة، بأي حال من الأحوال. لذلك، أي لأن النيابة سارعت إلى إلقاء القبض على موكلنا على الرغم من أن الحكم لم يشتمل على وصف النفاذ المعجل، توجهنا إلى فضيلة النائب العام نشكو إليه تصرف النيابة ذاك، فأفادنا حينها بأنه سيأمر بالإفراج عن موكلنا فوراً، ما لم يكن الحكم مشمولاً بالنفاذ المعجل، فأكدنا له أن الحكم، فعلاً، لم يتضمن وصف النفاذ المعجل، وقدمنا لفضيلته شريط فيديو، يثبت بالصورة والصوت وقائع جلسة النطق، وخلو الحكم المنطوق به من ذلك الوصف. وبعد أسبوعين من التردد والمتابعة، فوجئنا، بل صعقنا، عندما أبلغنا فضيلة النائب العام بأن الحكم مشمول بالنفاذ المعجل وقدم لنا صورة لمزعوم محضر جلسة النطق بالحكم، متضمناً فقرة مضافة هي الفقرة (17) والتي تنص على أن "يتم إعادة جميع المتهمين المفرج عنهم إلى السجن لشمولية الحكم بالنفاذ المعجل"!! ما يعني أن إضافة الفقرة 17 قد تمت لغرض تبرير وتسويغ تصرف النيابة التعسفي أصلاً، المتمثل بالقبض على موكلنا وإيداعه السجن المركزي؛ بدليل الآتـــي:
- أن الحكم المنطوق به في الجلسة لم يتضمن سوى ست عشرة فقرة، وهذا ثابت في تسجيلات العديد من القنوات الفضائية والوسائل الإعلامية الأخرى، وهي تسجيلات مأذون بها من قبل رئيس المحكمة، رئيس الجلسة، نفسه. وبشهادة جمع غفير من الصحفيين والحقوقيين والسياسيين الذين حضروا جلسة النطق تلك.
- أن أسباب الحكم المتلوة في الجلسة، وكما هي الآن بعد تحرير النسخة النهائية للحكم لا تتضمن أي إشارة لجهة تسويغ اشتمال الحكم على النفاذ المعجل، على نحو ما يتطلبه القانون بنص المادة 475/6 إ. ج.
- إن الفقرة الأولى من منطوق الحكم تقضي بإعدام المتهم الأول، قصاصاً وتعزيراً كما قيل. ويستحيل عقلاً ومنطقاً وقانوناً، اشمال الحكم على النفاذ المعجل في هكذا حال!!
وعلى الرغم من أن خبر تلك الإضافة قد نزل على هيئة الدفاع نزول الصاعقة، بالنظر إلى الخطورة البالغة لتلك الإضافة، من حيث كونها تمثل تزويراً في محرر رسمي، وهو فعل جرمي، أخرق وشائن، غير مسبوق، في حدود علمنا على الأقل؛ إلا أن هيئة الدفاع، لم تتعامل مع الأمر بمنطق ردود الأفعال المتسرعة والمتشنجة عادةً، بل ارتأت التريث، مراعاة منها لاعتبارات عديدة، فما من إنسان سويّ يرغب أو يسر أن يوصف القضاء في بلده بالتزوير. ولذلك أحجمت عن الإدلاء بأي تصريح حول الموضوع، مثلما أحجمت عن اتباع أي من الخيارات العديدة الممكنة والتي من شأنها أثارة الموضوع وكشفه (كسلوك طريق دعوى المخاصمة أو الشكوى... الخ) وتعاملت مع تلك الإضافة كواقعة مادية مجردة ولجأت إلى سلوك طريق القضاء ذاتها، إذ تقدمت إلى الشعبة الإستئنافية الجزائية المتخصصة، بطلب مستعجل لوقف تنفيذ الحكم الابتدائي، وأرفقت بهذا الطلب شريط فيديو يسجل وقائع جلسة النطق بالحكم ويثبت بالصورة والصوت عدم اشتمال الحكم لما أسمي بالنفاذ المعجل، وبحسبان أن هذا الطلب سيوفر فرصة ثمينة، لقضائنا المبجل لإزالة الخطأ وتصحيح الصورة. وكان المتعين على عدالة الشعبة نظر هذا الطلب والفصل فيه وفق قواعد القضاء المستعجل، أي البت فيه خلال 24 ساعة (م 243/ مرافعات) وكنا نأمل، ونتوقع، أن يستجاب للطلب بحيث يؤمر بوقف التنفيذ، ويسدل من ثم الستار على واقعة التزوير تلك؛ حرصاً على سمعة القضاء، وعلى ثقة الناس به، المتآكلة أصلاً، وإعمالاً لأحكام القانون أساساً.
غير أن الشعبة وبعد أن كانت قد حددت جلسة يوم الثلاثاء الماضي (الموافق 29/7/ 2008م)، لنظر الطلب والفصل فيه، كما يفترض، فاجأتنا بعقد الجلسة لنظر موضوع الدعوى، وأغفلت أو تغافلت عن طلبنا المستعجل ذاك بكل ما قام عليه من أسباب وأسانيد، إذ قررت تأجيل البت فيما وصفته بطلب الإفراج إلى ما بعد الإجازة القضائية، هكذا وكأن الطلب المعروض عليها يتعلق بطلب إفراج عن متهم محبوس احتياطياً، لا بطلب وقف تنفيذ حكم ابتدائي يتوجب الفصل فيه وفق قواعد القضاء المستعجل.
الأمر الذي لم يعد معه أمامنا من سبيل سوى الإعلان، بمسؤولية، وأسف، بأن إيداع موكلنا الأستاذ/ عبد الكريم الخيواني، السجن المركزي، تم من قبل النيابة الجزائية المتخصصة، بالمخالفة لأحكام القانون، وسوغ وبرر، لأحقاً، بمقتضى فقرة مزورة في الحكم. وأن الهيئة تتدارس الآن كافة الخيارات الممكنة بالتشاور مع موكلها، باعتباره المعني بالأمر وصاحب القرار في خصوصه. وإذ تعلن ذلك، تدعو هيئة الدفاع نقابة الصحفيين اليمنيين وكافة الفعاليات المدنية، الحقوقية، والسياسية، وغيرها من فعاليات المجتمع المدني عموماً، إلى التضامن الواسع والجاد إزاء هذه القضية، لاسيما وأن الأمر ما عاد يخص أ/ عبد الكريم الخيواني وحده، بل يمس الشرعية القانونية في البلد برمتها.
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.
هيئة الدفاع عن الكاتب الصحفي أ/ عبد الكريم الخيواني
المحامون:  هائل سلام, نبيل المحمدي, محمد المداني
صنعاء في 3/8/2008م.


***


في قضية الخيواني
القضاء اليمني يخسر المواجهة الاخيرة من اجل السمعة!


ماجد المذحجي
maged231@yahoo.com

لم يعد القانون محل تعويل على أراضي الجمهورية اليمنية. تتآكل الثقة به والركون عليه في ظل تعليمات تصادر على القضاء استقلاليته، وتدفع ليس إلى التلاعب بالقوانين، أو تجاهلها، بل إلى التزوير في الأحكام الصادرة باسم القائمين عليه! ذلك مآل محزن يصير له الحلم بدولة القانون والمؤسسات في "اليمن الجديد"، حيث تنخفض الحساسية الاخلاقية، ويصبح يسيراً اللجوء لمنطق العصابات حيث كل شيء مباح.
لقد عملت هيئة الدفاع عن عبدالكريم الخيواني ضمن تقاليد القانون وبأدواته، مستسلمة للثقة بكونه محترم ونافذ، ولكنها أعلنت في الأخير أنها كانت "كمن يتملق ضبعاً"! ذلك يصف تماماً تمسكها بالقانون في مواجهة كل ذلك التعسف والتوحش القائم ضد موكلها، وما دفعها لهذا الغضب كان واقعة تبرره بالتأكيد: إنه "تزوير في محرر رسمي" وفق ما وصف به الدفاع إضافة فقرة إلى منطوق حكم جلسة 9 يونيو، التي تحولت بإرادة مهيمنة من 16 فقرة في البداية إلى 17 فقرة لاحقاً، رغم توثيق الحكم من عدد القنوات الفضائية ووكالات الأنباء التي حضرت ووثقت بإذن القاضي نفسه!
المسألة كلها تفصح عن العبث، وعن "فعل جرمي أخرق وشائن غير مسبوق" دفع هيئة الدفاع (المكونة من هائل سلام ونبيل المحمدي ومحمد المداني) إلى اللجوء لمؤتمر صحفي بمقر نقابة الصحفيين، يوم الأحد الماضي الموافق 3 أغسطس، لإعلان صدمتها وموقفها من التزوير في الحكم، الذي تم التسويغ له بقرار شعبة الاستئناف في الجزائية عدم النظر في الطلب المستعجل الذي قدمته لتوقيف الحكم، وهو طلب مكفول قانوناً وفق المادة 243 مرافعات، والاستمرار تبعاً لذلك في حبس غير قانوني للخيواني حسب إعلان هيئة الدفاع في مستهل البيان الصادر عنها.
لقد حاولت هيئة الدفاع فور وقوع التزوير استنفاذ الخيارات "كي لا يوصف القضاء الوطني بالتزوير"، وحتى لا تضطر إلى "سلوك طريق المخاصمة، أو الشكوى" بالقاضي، ولجأت إلى "القضاء" ذاته بطلب مستعجل لتوقيف الحكم، مع إرفاق الطلب لشعبة الاستئناف بتسجيل فيديو يوثق منطوق الحكم الذي تلاه القاضي، وهو القاضي الذي ترتفع ولايته فور النطق بالحكم، وتصبح علاقته به عقب ذلك كعلاقة أي شخص آخر، ولا يجوز له بعد النطق به "تعديل الحكم، أسباباً ومنطوقاً، حذفاً أو إضافة، بأي حال من الأحوال"، مراهنة على أن هذا الطلب سيوفر فرصة لـ"قضائنا المبجل لإزالة الخطأ وتصحيح الصورة"، كون المفترض بـ"الشعبة" هو النظر في الطلب والفصل فيه وفق "قواعد القضاء المستعجل"، وهي فرصة تم إهمالها لصالح تأكيد انطباع "شائن" عما تهدره السياسة من "كرامة" للقضاء حين تتسلط عليه.
يتفرغ القضاء للتنكيل بالصحفيين دفاعاً عن سمعة تمت إهانتها بتزوير علني وموثق، ومجلس القضاء الأعلى وجد من فتحي أبوالنصر، وصحيفة "الثوري"، ضحية سهلة ينتقم فيها لنفسه حين عجز عن مداراة واقعة بشعة تنال منه حقيقة أكثر مما ألحقته به مقالة "ابوالنصر" المفترض أنها أهانته! وحتى الآن لم يجد المجلس المبجل وقتاً للتفرغ للرد على مذكرة نقابة الصحفيين، ومذكرة منظمات المجتمع المدني، بخصوص واقعة التزوير، التي وصفت بـ"التحوير" تأدباً أمام القيمة الكبيرة التي يمثلها القضاء، مثلما وجد وقتاً شبيها لرفع الدعاوى على الصحفيين، ليصبح بذلك "الخصم والحكم"!
إنه تناقض صعب ومخجل ذلك الذي يسير نحوه مصير العلاقة بين القانون، كمحل للعدالة والإنصاف والنزاهة، وقضية الخيواني. ويصبح القضاء في بلادنا تبعاً لذلك حارساً على عدالة مشوهة يتم النيل منها علانية ودون محاسبة، وليصبح التأكيد على استقلاليته، وعلى دولة يسودها روح القانون وتعاليمه، افتراضاً نظرياً يجافي وقائع متكررة تقول بالعكس تماماً (وهي وقائع وإن أفلتنا بها من قضية الخيواني، ستصل بالضرورة إلى محاكمات قيادات الحراك الجنوبي، والحبس غير القانوني لمعظمها في مقار الأمن السياسي، وعدم توجيه التهم لهم أو تحويلهم للنيابة، رغم انقضاء فترات طويلة عليهم في السجن السياسي، وكل ذلك بالطبع خارج ما ينص عليه القانون بخصوص مكان السجن، أو مدته، أو القائمين على تقرير الحبس ذاته، قبل المحاكمة! علاوة بالطبع على قضية الفنان الجماهيري فهد القرني الذي يحاكم على التهم نفسها "ذات الطابع السياسي الصرف والتي تتعلق بحرية الرأي والتعبير" مرتين، في تعز وصنعاء، وأصدر الحكم عليه في الأولى الساعة الـ 6:30 صباحاً، أي قبل بدء الدوام الرسمي، وهو ما تم كما يبدو هروباً من الناس وخجلاً بالحكم!).
لقد أعلنت هيئة الدفاع "أسفها" كون إيداع عبدالكريم الخيواني في السجن تم من قبل النيابة الجزائية المتخصصة بالمخالفة لأحكام القانون، وهو ما تم تداركه لأجل تبريره بإضافة فقرة مزورة في الحكم! كل ذلك تم نكاية بتمسك هيئة الدفاع بالقانون، والعمل من خلاله باحتراف لم يألفه القائمون على الأمر؛ الأمر الذي هدد "الفبركة" كلها، مما اضطرهم إلى كل ذلك: التزوير، والحبس المتعسف، والنيل من سمعة القضاء والقانون في اليمن.
إنها خيارات اليائس الذي استنفد كل ما لديه فأصبح يجاهر بالخصومة والأخطاء دون أن يأبه أو يخجل، وما يحدث الآن من اصطفاف تجد فيه الصحافة، والعمل المدني والسياسي، نفسها بمواجهة القضاء هو نتيجة لتمسك السلطة بانتقامها المخزي ودفاعها المجنون عن شهوة التنكيل بخصم أعزل.
بالتأكيد يحتاج الأمر إلى أكثر من جرأة هيئة الدفاع وأسفها، يحتاج إلى تحرك واسع لا ينقذ فيه الخيواني فحسب من السجن والتعسف، بل ينقذ فيه القضاء أيضاً من الأخطاء، والأوامر، والضعف، والتسلط السياسي، والسمعة السيئة. يحتاج الأمر لمواجهة سلطة بائسة تفسد بإصرار حلم هذا المجتمع بدولة حقيقية ومحترمة، وتحول مصيرنا الجماعي نحو مستقبل لا تقبل منه سوى الكوارث والحروب.


صحيفة النداء

الخيوانية.. طريقة جديدة في العمل الاعلامي الحقوقي






 منى صفوان

الخميس , 17 يوليو 2008 م
 
يتعرف المجتمع الحقوقي في اليمن كل يوم على طرق جديدة لتوثيق الانتهاك. هذه الطرق تأخذ وقتا للتدريب عليها. بينما الانتهاك ذاته لا يحتاج لأي خبرات أو تطوير مهارات. هذه المفارقة تجعل المجتمع الحقوقي لا يعمل بعيدا عن النشاط الإعلامي، فأصبح الارتباط بينهما يتجاوز مستوى العلاقة التقليدية، لشراكة حقيقة غير معلنة.
بإطلاق الجزء الأول للفيلم التسجيلي القصير "الخيوانية: طريق الحرية"، بدأ فعليا تدشين طريقة جديدة للتعامل مع القضايا الحقوقية. استند الجزء الأول إلى حديث الطفلة "إباء الخيواني" لإثارة تعاطف أكبر حول القضية التي تمتاز منذ البداية بردود أفعال غاضبة، جراء ما تعرض له الصحفي عبد الكريم الخيواني من تعسف قانوني قضى بحبسه؛ تكون طرق الضغوط الإعلامية الحقوقية قد أخذت طريقة جديدة، تعتمد على تأثير الصورة.
حديث "إباء" في فيلم قصير بما يكفي، خلال ثلاث دقائق، لزيادة التعاطف مع قضية تأخذ مساحتها الإنسانية قبل صوتها السياسي، هدف إلى إحداث تضامن دولي بالفيديو، منضما بذلك لوسائل الضغط الأخرى التي بدأت فعليا بالتواجد منذ حبس الخيواني.
الفيلم بجزأين. واعتمد جزؤه الأول على الصوت الإنساني للقضية، من خلال حدث عاشته طفلة، قبل سماع الصوت السياسي، الذي يقول بالتعسف القانوني والتراجع في مجال الحريات الصحفية، وهو مضمون الجزء الثاني الذي يستعد فريق الفيلم لرفعه على الموقع الأسبوع القادم.
الفيلم يعرض حاليا على موقع HUB التابع لمنظمة "وتنس" http://hub.witness.org، سردت فيه ابنة الخيواني الصغيرة: تفاصيل اعتقال والدها العام الماضي، مدى تأثرها بالحادث، وما يتعرض له والدها حاليا. زاد ردود الفعل المتعاطفة معها ما يصل عبر التعليق على الفيلم في الموقع.
الطريقة الجديدة غير معمول بها في مجال الحقوق في اليمن، الذي يأخذ نشاطه المتحمس صوتا مسموعا في الخارج، مستجيبة له المنظمات الحقوقية الدولية. منظمة "وتنس" (الشهود) واحدة من أهم المنظمات الحقوقية ومقرها الولايات المتحدة، الفرق في تعاطيها مع القضايا الحقوقية أنها توثقها بالفيديو، وتؤثر في مسار قضاياها بالصورة. إنها تستخدم الصورة كدليل مادي على الانتهاك؛ هذه هي طريقة "وتنس".
وبشراكتها -في الشرق الأوسط- مع منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان، قدمت تدريبا خاصا لمتطوعين في المنتدى لإنجاز مشروع فيلمين خلال ثلاثة أعوام. فيلم "الخيواني" ليس جزءا من هذا المشروع؛ ولكنه جاء بعد حماس أعضاء الفريق المتطوعين لعمل فيلم يرفع سريعا على موقع المنظمة.
عمل بسيط، ويأخذ وقته، ليقدم شهادات تحقق هدفا واحدا، وهو تكثيف نجاح مشروع التضامن مع قضية الخيواني. ولأنه عبر الفيديو، فهو الأول من نوعه في المجال الحقوقي في اليمن، وكباكورة الشراكة بين منتدى الشقائق ومنظمة "وتنس" الدولية.
حرص "وتنس" على شراكة عملية مع "الشقائق" يأتي بعد نجاح الأخير في طريقته مع القضايا الحقوقية التي اهتم بها، ليكون الشريك الأول في المنطقة، الذي عليه أن يستوعب مضمون النشاط الجديد للطريقة التي تفرضها هذه الشراكة.
طريقة فيها الكثير من فرص الابتكار والتأثير؛ طريقة ترى وتصدق، والأهم أنها يمكن استخدامها لاحقا كدليل مادي، لاحتوائها على شهادات حية وقرائن. عادة تستخدم الأفلام الوثائقية والتسجيلية لقضايا حقوقية كأدلة في المحاكم في قضاء يعترف بها. وإن كان هناك قضاء لا يجد في هذه الطريقة المبتكرة ما يصلح كدليل يستخدم في محكمة تقليدية، فإن هذا لا يمنعها من البقاء محاصرة في دائرة الضغط، كوسيلة تأثير تنطق قضايا تحتاج أن توثق.
الشريك اليمني معني بتقديم قضيتين -على الأقل- في مشروع فيلمين تسجيليين، أحدهما في الغالب سيكون عن الحقوق المهدورة للنساء، والتعسف القانوني. المهمة الصعبة هي اختيار أهم قضيتين من مجمل مواضيع تصلح جميعها لتكون فيلما قصيرا يعرض في نصف ساعة على الأكثر. هذا هو الجديد الذي يضيفه "الشقائق" خلال الأشهر القادمة للمجتمع الحقوقي.

صحيفة النداء




الخميس , 17 يوليو 2008 م
 
يتعرف المجتمع الحقوقي في اليمن كل يوم على طرق جديدة لتوثيق الانتهاك. هذه الطرق تأخذ وقتا للتدريب عليها. بينما الانتهاك ذاته لا يحتاج لأي خبرات أو تطوير مهارات. هذه المفارقة تجعل المجتمع الحقوقي لا يعمل بعيدا عن النشاط الإعلامي، فأصبح الارتباط بينهما يتجاوز مستوى العلاقة التقليدية، لشراكة حقيقة غير معلنة.
بإطلاق الجزء الأول للفيلم التسجيلي القصير "الخيوانية: طريق الحرية"، بدأ فعليا تدشين طريقة جديدة للتعامل مع القضايا الحقوقية. استند الجزء الأول إلى حديث الطفلة "إباء الخيواني" لإثارة تعاطف أكبر حول القضية التي تمتاز منذ البداية بردود أفعال غاضبة، جراء ما تعرض له الصحفي عبد الكريم الخيواني من تعسف قانوني قضى بحبسه؛ تكون طرق الضغوط الإعلامية الحقوقية قد أخذت طريقة جديدة، تعتمد على تأثير الصورة.
حديث "إباء" في فيلم قصير بما يكفي، خلال ثلاث دقائق، لزيادة التعاطف مع قضية تأخذ مساحتها الإنسانية قبل صوتها السياسي، هدف إلى إحداث تضامن دولي بالفيديو، منضما بذلك لوسائل الضغط الأخرى التي بدأت فعليا بالتواجد منذ حبس الخيواني.
الفيلم بجزأين. واعتمد جزؤه الأول على الصوت الإنساني للقضية، من خلال حدث عاشته طفلة، قبل سماع الصوت السياسي، الذي يقول بالتعسف القانوني والتراجع في مجال الحريات الصحفية، وهو مضمون الجزء الثاني الذي يستعد فريق الفيلم لرفعه على الموقع الأسبوع القادم.
الفيلم يعرض حاليا على موقع HUB التابع لمنظمة "وتنس" http://hub.witness.org، سردت فيه ابنة الخيواني الصغيرة: تفاصيل اعتقال والدها العام الماضي، مدى تأثرها بالحادث، وما يتعرض له والدها حاليا. زاد ردود الفعل المتعاطفة معها ما يصل عبر التعليق على الفيلم في الموقع.
الطريقة الجديدة غير معمول بها في مجال الحقوق في اليمن، الذي يأخذ نشاطه المتحمس صوتا مسموعا في الخارج، مستجيبة له المنظمات الحقوقية الدولية. منظمة "وتنس" (الشهود) واحدة من أهم المنظمات الحقوقية ومقرها الولايات المتحدة، الفرق في تعاطيها مع القضايا الحقوقية أنها توثقها بالفيديو، وتؤثر في مسار قضاياها بالصورة. إنها تستخدم الصورة كدليل مادي على الانتهاك؛ هذه هي طريقة "وتنس".
وبشراكتها -في الشرق الأوسط- مع منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان، قدمت تدريبا خاصا لمتطوعين في المنتدى لإنجاز مشروع فيلمين خلال ثلاثة أعوام. فيلم "الخيواني" ليس جزءا من هذا المشروع؛ ولكنه جاء بعد حماس أعضاء الفريق المتطوعين لعمل فيلم يرفع سريعا على موقع المنظمة.
عمل بسيط، ويأخذ وقته، ليقدم شهادات تحقق هدفا واحدا، وهو تكثيف نجاح مشروع التضامن مع قضية الخيواني. ولأنه عبر الفيديو، فهو الأول من نوعه في المجال الحقوقي في اليمن، وكباكورة الشراكة بين منتدى الشقائق ومنظمة "وتنس" الدولية.
حرص "وتنس" على شراكة عملية مع "الشقائق" يأتي بعد نجاح الأخير في طريقته مع القضايا الحقوقية التي اهتم بها، ليكون الشريك الأول في المنطقة، الذي عليه أن يستوعب مضمون النشاط الجديد للطريقة التي تفرضها هذه الشراكة.
طريقة فيها الكثير من فرص الابتكار والتأثير؛ طريقة ترى وتصدق، والأهم أنها يمكن استخدامها لاحقا كدليل مادي، لاحتوائها على شهادات حية وقرائن. عادة تستخدم الأفلام الوثائقية والتسجيلية لقضايا حقوقية كأدلة في المحاكم في قضاء يعترف بها. وإن كان هناك قضاء لا يجد في هذه الطريقة المبتكرة ما يصلح كدليل يستخدم في محكمة تقليدية، فإن هذا لا يمنعها من البقاء محاصرة في دائرة الضغط، كوسيلة تأثير تنطق قضايا تحتاج أن توثق.
الشريك اليمني معني بتقديم قضيتين -على الأقل- في مشروع فيلمين تسجيليين، أحدهما في الغالب سيكون عن الحقوق المهدورة للنساء، والتعسف القانوني. المهمة الصعبة هي اختيار أهم قضيتين من مجمل مواضيع تصلح جميعها لتكون فيلما قصيرا يعرض في نصف ساعة على الأكثر. هذا هو الجديد الذي يضيفه "الشقائق" خلال الأشهر القادمة للمجتمع الحقوقي.

صحيفة النداء

إدانة محلية ودولية للحكم القضائي، ومناشدات للرئيس بوقف محاكمته.. النائب العام وعد النقابة بالإفراج عن الخيواني لتصحيح خطأ النيابة الجزائية


  الخميس , 12 يونيو 2008 م


تأمل الأوساط الصحفية والحقوقية أن تثمر الجهود والمناشدات المحلية والخارجية للإفراج عن الزميل عبدالكريم الخيواني الذي تلقى حكماً بالسجن لمدة6 سنوات الاثنين الماضي.
وصدرت دعوات ومناشدات إلى رئيس الجمهورية من الاتحاد الدولي للصحفيين ومنظمات حقوقية في اليمن والخارج لوقف الانتهاكات ضد الخيواني، والإفراج عنه. (تفاصيل داخل العدد)
والتقى عبدالله العلفي النائب العام في مكتبه، ظهر اليوم الأربعاء، وفداً من نقابة الصحفيين حمل إليه مذكرة من نقيب الصحفيين الزميل نصر طه مصطفى تطلب الإفراج عن الخيواني  لأن تنفيذ الحكم بحبسه يخالف صريح القانون. ولفتت مذكرة النقيب إلى أن منطوق الحكم الصادر بحق الخيواني لم يتضمن نصاً يفيد بأن الحكم مشمول بالنفاذ المعجل. علماً بأن الخيواني قيد استئنافه ضد الحكم القابل للنقض.
كما أشارت إلى أن الخيواني سبق أن أفرج عنه بضمانة تجارية بقرار من القاضي الابتدائي، وتم تأييد القرار، الذي استأنفته النيابة، من هيئة الاستئناف بالمحكمة.
وعلمت «النداء» أن نقابة الصحفيين، تلقت تأكيدات من النائب العام بإعمال القانون وتصحيح أي خطأ قد تكون النيابة الجزائية ارتكبته، واعداً بالاطلاع على منطوق الحكم، وفي حال تبين أنه لم ينص على النفاذ المعجل، فإنه سيوجه بالإفراج عن الخيواني.
وخيَّب القاضي محسن علوان توقعات المنظمات الحقوقية والصحفية في اليمن والخارج عندما قرر حبس الخيواني دون أن يورد أي حيثية تسوِّغ قراره. وأدى الحكم إلى إلحاق أضرار فادحة بسمعة القضاء اليمني، ومصداقية التزامات اليمن تجاه المجتمع الدولي.


***


في أصداء مأتم حرية التعبير والصحافة في اليمن..
600 ألف صحفي من 120 دولة يدعون الرئيس إلى الافراج الفوري عن الخيواني


 سامي نعمان

تقف الحكومة اليمنية في موقف احادي معزول عن العالم، في الداخل والخارج، في قضية الصحفي عبدالكريم الخيواني، الذي تلقى حكما بالسجن لمدة ست سنوات ليسجل القضاء أشد الاحكام قسوة في تاريخ الصحافة اليمنية، بحق صحفي كان ينتظر تكريما وشيكا من الخارج، على تضحياته في صحافة حقوق الانسان المعرضة للمخاطر، وهو ما لا تؤمن به السلطات اليمنية..
ورغم عمومية التهم الموجهة بحق الزميل الخيواني، وهشاشة الادعاء، وقوة الدفع المقدم من محامي الدفاع ببطلان الدعوى فقد صدر الحكم اتساقاً مع وجهة النظر السياسية التي تصنف الخيواني في قائمة اعداء النظام، غير ان تهم الارهاب الموجهة للزميل والتي باتت شماعة لاستهداف الناشطين والصحفيين والمعارضين، الا انها لم تكن كافية لاقناع الحليف الاستراتيجي للنظام اليمني في الحرب على الارهاب، بجدية التهم... ايضا لم تحل دون تضامن محلي ودولي منقطع النظير مع قضية ألِفت المتهم فيها -رسميا- المنظمات الدولية الفاعلة في الدفاع عن حقوق الانسان وحرية التعبير، ونوجز هنا ابرز ما تناولته بيانات ورسائل الادانة الصادرة عقب الحكم والتي رصدت حتى مساء امس الثلاثاء..


الخارجية الاميركية: الحكم مدعاة للحزن والالم

لم تحضر اليمن في حديث المتحدثين الرسميين باسم الخارجية الاميركية، الا في سجل الخيواني الحافل بالانتهاكات، فقد اعتبر بيان للمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية شون ماكورماك إدانة الصحفي اليمني عبد الكريم الخيواني والحكم عليه بالسجن لمدة ست سنوات دليل على توجه يدعو إلى الحزن والألم في اليمن لتخويف الصحفيين المستقلين ومقاضاتهم أمام المحاكم الجنائية والأمنية.
اشار ماكورماك أنه قد تم شجب وإدانة الحكم الصادر بحق الخيواني من قبل الصحافة اليمنية والدولية ومنظمات حقوق الإنسان غير الحكومية، مشيراً أن الخيواني نفسه قد وقع ضحية للعنف والتخويف وعمليات الاختطاف(سبق ان صرحت الخارجية الاميركية العام الماضي بشأن اختطافه)، وأضاف المتحدث باسم الخارجية الاميركية: وحتى الآن لم تقم الحكومة اليمنية بإجراء تحقيق كامل وشامل فيها وملاحقة المسؤولين عنها وتقديمهم للعدالة.
وختم تصريحه بمطالبة الحكومة اليمنية بحماية الصحفيين اليمنيين وصون حقوقهم في حرية التعبير وممارستهم مهنتهم الصحفية، ذلك لأن الإعلام المستقل والحر هو عنصر أساسي في أي مجتمع ديمقراطي.


العفو الدولية: يجب اطلاق الخيواني فورا والتوقف عن اضطهاد الصحافة

كان الامر مختلفا بالنسبة لمنظمة العفو الدولية، التي كان مقررا أن تستضيف الخيواني على قائمة تصفية نهائية لنيل جائزتها السنوية المخصصة للصحفيين المدافعين عن حقوق الانسان، اذ لم يكن متوقعاً، بالنسبة لهم على الاقل، ان يحول القضاء دون حضور احد ابرز المرشحين لنيل جائزتها، ذلك مالم تعهده المنظمة طيلة عشر سنوات، هن عمر الجائزة التي تمنح سنويا.. لن يقتصر الامر على عدم مقدرة الصحفي الن جونسون مراسل البي بي سي الذي اختطف كرهينة لمدة اربعة اشهر في غزة العام الماضي على تسليم جائزة هذا العام للخيواني على اقوى الترجيحات، أكثر من ذلك وصل الحكم بحق الصحفي الذي ينتظر التكريم الى الادانة بالسجن لست سنوات لمجرد ممارسته عمله الصحفي بشكل محترف.
المنظمة أدانت سجن الصحفي البارز في اليمن عبدالكريم الخيواني وذلك قبل أيام فقط من فعالية في لندن، كان مقررا مشاركته فيها، حيث يتقاسم الحظ مع صحفي اذربيجاني لنيل الجائزة السنوية الإعلامية لصحفيي حقوق الإنسان، وحال استقرت الجائزة عليه، وهو الراجح، فإنه"سيكون في موقع ساخر، كونه غير قادر على تسلمها بنفسه بسبب سجنه الاخير"، قال مدير منظمة العفو الدولية معلقا على سجن الخيواني"هذه القضية تعني الكثير حول الوضع السيء لحرية التعبير في اليمن".
من حيث المبدأ فإنه لا يجب مطلقا أن يحاكم الخيواني في المركز الأول، وفقا للسيد مايك بلاكمور مدير منظمة العفو الدولية الذي اضاف "يبدو سجنه كحالة جلية للسلطات التي تضع صحفي مهتم بشكل مستقل خلف القضبان لمجرد نقده السياسات الحكومية.".
وقال السيد مايك: يجب على السلطات اليمنية أن تطلق سراح السيد الخيواني فوراً، ويجب أن تتوقف عن إضطهاد الصحافة الشرعية المتميزة. كما يجب عليهم اطلاق سراح المعتقلين الآخرين المحتجزين حالياً بسبب الإحتجاجات السلمية والنقد السلمي للدولة. "، ويبدو سجن الخيواني كان مناسبة لاستحضار الاعتقالات التي تمت على هامش الاحتجاجات في المحافظات الجنوبية، حيث ربط السيد مايك بين اعتقال الخيواني والمعتقلين الاخرين، اذ ابدت المنظمة قلقها الجدي حول تضييق الخناق الحالي على حرية التعبير في اليمن، ذاكرة أن الإحتجاجات السلمية الأخيرة في جنوب البلاد أدت إلى اعتقال عدد من نقاد الحكومة، ثلاثة منهم إتهموا بتقويض إستقلال البلاد، وهي تهمة تحتمل عقوبة الاعدام.
اشارت المنظمة ان الخيواني الذي حوكم مع 13 متهم آخرين، يبدو أنه كان قد أدين نتيجة لعمله المحترف "كصحفي"، بما في ذلك تغطيته للإصطدامات المسلحة بين القوات الحكومية ومؤيدين لرجل الدين الزيدي الشيعي الراحل حسين بدر الدين الحوثي في محافظة صعده اليمنية الشمالية، وأفاد البيان أن الخيواني واحد من بين عدد من الناشطين الصحفيين والنقاد للدولة في اليمن الذين إضطهدوا لنقدهم السلمي للسياسات الحكومية، وقد استهدف مراراً وتكراراً لعمله الصحفي، ويعاني من سنوات المضايقة، وتهديدات القتل، والضرب والإعتقال التعسفي، مستدلة بحادثة واحدة احتطف فيها الخيواني من قبل جماعة مسلحة من امام مكتب الصحيفة، على خلفية مقال متعلق بإنتهاكات حقوق الإنسان في السجون اليمنية، وأثناء تلك المحنة تعرض للضرب كما ذكر وهدد بالموت إذا واصل نشر مقالات ناقدة للحكومة.
قبل فترة قصيرة من سجنه كان الخيواني يتحدث للعفو الدولية: " تعمل السلطات اليمنية على إسكاتي وعلى ما يبدو فهم مستعدون حتى لسجنني تحقيقا لذلك، وبالتأكيد فأنا لا ارغب بدخول السجن ثانيةً لمجرد ممارسة عملي كصحفي فقط، ولكن في نفس الوقت لست مستعدا لمراقبة نفسي من أجل ان اعيش حياة سهلة، وأضاف " دعم العفو يعني الكثير بالنسبة لي وأعتقد أنه من المهم جداً تخصيص هذه الجوائز للصحفيين الواقعين تحت التهديد. "


فدرالية الصحفيين:  الحكم اشارة على محاولة السلطة ارهاب الصحفيين

دعت الفدرالية الدولية للصحفيين (IFJ) إلى الإطلاق الفوري للصحفي عبدالكريم الخيواني الذي يتعرض لحكم بالسجن لستة سنوات صدر من قبل محكمة أمن الدولة، وابدت الفدرالية الدولية للصحفيين قلقها العميق حول الحكم الذي ادانته وطالبت بمحاكمة عادلة، مشيرة أن هذا الحكم التأديبي لم يُبرر بالدليل الشحيح المقدم ضده، ويعطي إشارة أن السلطات تحاول ارهاب الصحفيين على ذكر القضايا الأمنية الحساسة.
الفدرالية الدولية للصحفيين التي تمثل 120 الف صحفي من قرابة 120 دولة حول العالم قالت بوجوب مراجعة قضية الخيواني ووجوب اثبات الإدعاءات ضده بالدليل الذي يمكن أن يصدق في محكمة علنية، "وفي هذه الأثناء، يجب أن يخرج الخيواني من السجن فوراً بانتظار الاستئناف ومراجعة الإجراءات".
واعتبر أيدن وايت الامين العام للاتحاد الدولي للصحفيين في رسالة بعثها للرئيس علي عبد الله صالح أن السيد عبدالكريم الخيواني عوقب بسبب عمله الصحفي، "ونحن خائفون من أن يكون الحكم متعمدا ليكون مثالا ورادعا للصحفيين الآخرين من التطرق للشؤون الأمنية"،مشيرا الى أن المحكمة أعلنت حكمها دون أن تبدي أي توضيح للجريمة التي يُزعم إرتكابها،وقد أخفق الإدعاء في اثبات أي ارتباطا مباشر بين الخيواني والمجموعات المسلحة النشطة في اليمن، عدا إمتلاكه الصور التي تحصل عليها عبر طرف وسيط وهي متطلبة لتقاريره الصحفية.
كما ابدى الاتحاد مخاوفه من الظروف الطبيعية للخيواني"فهناك قلق إضافي بالبنسبة لنا من صحة الخيواني السيئة ونحن نحث الرئيس أيضاً على الأسس الإنسانية لضمان إطلاقه كي يتمكن من الحصول على الرعاية الطبية التي يحتاجها.


لجنة حماية الصحفيين: حكم سياسي مغلف بتهمة الارهاب

وأدانت لجنة حماية الصحفيين الدولية الحكم بالسجن ستة سنوات الصادر ضد الخيواني واعتبرت اللجنة في بيان صدر عنها مساء الاثنين أن الحكم ذو خلفية سياسية بحتة، وتم تغليفه بقضية أخرى هي الإرهاب.
وتمنى "جويل كمبانا" مسؤول الشرق الاوسط وشمال افريقيا في اللجنة أن تصلح محكمة الاستئناف هذا الخطأ وتقلب الحكم الذي "يستهزئ بالتزام اليمن بدعم الديمقراطية وحرية الصحافة". وأشار إلى إن هذه القضية منذ بدايتها، مرتبطة بالتغطية التي قام بها الخيواني كصحفي، وقال أن هذه الحالة ينظر إليها على أنها "عمل انتقامي بسبب انتقادات الخيواني الشديدة للحرب الحكومية على (الحوثيين)" بالإضافة إلى "كتابته المنتقدة لمحاباة الأقارب".
وأشار بيان اللجنة إلى الأدلة التي استخدمها الإدعاء في القضية والتي هي عبارة عن أشرطة وسيديهات صور من محافظة صعدة ومقابلات صحفية ومقالات وكتابات عن الحرب بما في ذلك مقالة كتبت عن الرئيس علي عبد الله صالح، وقال إن المحكمة ركزت على قرصين مدمجين زعم أنهما أعطيا إلى الخيواني من قبل أحد الأعضاء المدانين في الخلية التي يحاكم فيها. وأنهما (القرصين) تضمنا صوراً للمعارك الدائرة في "صعدة". ونسب البلاغ الى المحامي هائل سلام (ريئس هيئة الدفاع عن الخيواني) أن ايضاً الإدعاء استخدام أدلة أخرى عبارة عن مكالمة هاتفية للخيواني تمت مراقبتها من قبل الحكومة.
وفي لقاء جمعه مع صحفيين عرب الاثنين في مقر لجنة حماية الصحفيين بنيويوركاعتبر جويل كمبانا اليمن مثالاً لبلدان عربية باتت تغطي انتهاكاتها للصحافة والصحفيين تحت مسميات أخرى مثل الارهاب والقضايا السياسية معتقدة أنها بذلك تستطيع تتويه  الرأي العام الدولي بحيث تقوم بمحاكمة الصحفيين وإغلاق الصحف بذريعة تلك التهم، مستشهدا بقضية الصحفي عبد الكريم الخيواني التي قال أن متابعتها من قبل اللجنة استغرق شهرين لمعرفة طبيعتها وتفاصيلها. وتوصلت اللجنة الى أن الخيواني كاتب معارض انتقد نظام الحكم كثيراً وقد تم إسناد التهم اليه لخلفيته المعارضة أكثر من أي مبرر آخر، وفقا لموقع الصحوة نت.


مراسلون بلا حدود: الصحافة كبش المحرقة المعتاد

وعبرت مراسلون بلا حدود عن احتجاجها على القرار الصادر عن محكمة أمن الدولة التي حكمت على عبد الكريم الخيواني بالسجن لمدة ستة أعوام بتهمة التعامل مع حركة التمرد، مشيرة الى وضع وضع الصحافي قيد الاحتجاز فور انتهاء النطق بالحكم، بالرغم من طعنه في الاستئناف.
وأعلنت المنظمة التي تنطلق من باريس: "إن عبد الكريم الخيواني يدفع مرة جديدة ثمن التزامه المهني بتغطية النزاع الدائر شمال اليمن. وكما يحصل في معظم الأحيان عندما يشهد الجو السياسي تدهوراً ملحوظاً في البلاد، تشكل الصحافة كبش المحرقة المعتاد. فيبدو هذا الحكم وكأنه تحذير موجه إلى كل الأصوات الناقدة في المؤسسات الإعلامية. لذا، ندعو السلطات في صنعاء إلى التحلي بالوضوح والوعي ونناشدها بإخلاء سبيل هذا الصحافي في أسرع وقت ممكن".


الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان: الخيواني من صحفي معرض للخطر إلى سجين رأي..

أدانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان "الحكم، ضمن 14 متهما فيما يسمى بـ "خلية صنعاء الثانية" التي تتهمها الحكومة اليمنية بدعم جماعة الحوثي، ذاكرة أنه وفور النطق بالحكم على الخيواني والمتهمين الآخرين، قامت قوات الأمن بالقبض على الخيواني واقتياده للسجن بشكل عنيف، دونما اعتبار لظروفه الصحية.
وقال جمال عيد المدير التنفيذي للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان: " رغم جرأة وشجاعة العديد من الصحفيين اليمنيين، فقد كان الخيواني أكثرهم عرضة للملاحقات نتيجة لكتاباته النقدية الحادة التي طالت الحكومة اليمنية والرئيس اليمني، وهذا فيما يبدو السبب الحقيقي وراء هذا الحكم".
 بصدور هذا الحكم القاسي خلصت الشبكة تحول الخيواني من صحفي حريته معرضة للخطر إلى سجين رأي، وهو ما يستدعي تكاتف كل الجهود العربية والدولية لإطلاق سراحه واستعادته لحريته، لاسيما في ظل المخاطر التي تحيق به في السجن كخصم مباشر لرئيس اليمن.


منظمة المؤتمر الإسلامي الأمريكي: المحاكمة اختبار حساس للاصلاح في العالم العربي


وأدانت منظمة المؤتمر الإسلامي الأمريكي الحكم وقال ناصر ودادي مدير برنامج التوعية بالحقوق المدنية: "إننا نطالب الرئيس اليمني بتصحيح هذا الخطأ و العفو عن الخيواني فورا"و إلا يكون النظام اليمني بذلك يؤكد قولنا بأن اليمن أكثر قسوة على الصحفيين منها على تنظيم القاعدة الإرهابي."
أشارت المنظمة أن القضية أجتذبت أعين العالم طيلة الأشهر الماضية، و تمثل ذلك في التغطية الإعلامية الواسعة و توقيع أكثر من ألف وأربعمائة شخص على الخطاب الموجه إلى المسؤولين في اليمن والعالم، فضلا عن قيام منظمة العفو الدولية بمنح الخيواني جائزتها الخاصة بـ "صحفيي حقوق الإنسان المعرضين الخطر".
وذكر بيان المنظمة: وبينما تعرض الخيواني لذلك، كان إرهابيون مشهورون، مثل مدبري عملية تفجير يو إس إس كول، يتجولون في شوارع العاصمة اليمنية بكل حرية، وقال ودادي "إن هجوم النظام على الخيواني هو في حقيقته هجوم على حرية الصحافة المستقلة في اليمن،" و أضاف "إن النظام يحاول حجب أي تغطية إعلامية للحرب الأهلية الدائرة في إقليم صعدة، ومن ثم استهدف النظام الخيواني لأنه تجرأ على تناول هذا الصراع في كتاباته."
ورأت المنظمة التي تدير برنامجاً خاصاً بدعم الحقوق المدنية في الشرق الأوسط أن محاكمة الخيواني كانت بمثابة إختبار حساس لعملية الإصلاح في المنطقة العربية، مشيرة أنها تستضيف على موقعها الإليكتروني حملة للتوقيع على خطاب بخصوص قضية الخيواني.


اللجنة العربية لحقوق الانسان: قضاء التعليمات يصدر حكما سياسيا على الخيواني

اعتبرت اللجنة العربية لحقوق الإنسان الحكم على عبد الكريم الخيواني جائرا ومسيسا،وطالبت المقرر الخاص بحرية التعبير في المفوضية السامية لحقوق الإنسان بـ التدخل لدى السلطات اليمنية، كذلك تستنفر كل منظمات حماية الصحافيين لأخذ موقف صارم تجاه سياسة خنق الأصوات الحرة بكل الوسائل ووضع حد لملاحقة الصحافيين، خاصة وهناك عدة ملفات تنتظر مصيرا لا يختلف عن هذه القضية.
وقال البيان إنه نظراً لـ "الاستشراس الأمني والقضائي الاستثنائي بحق عبد الكريم الخيواني، فقد فوضت اللجنة العربية لحقوق الإنسان الدكتور هيثم مناع بزيارة الخيواني في صنعاء بحضور الزملاء في منظمة "هود" من أجل تتبع دقيق لكل ما تعرض له من ملاحقة ومضايقات وأخيرا تهم تتعلق بالإرهاب، هذه الشماعة الجاهزة لإرهاب الكلمة الحرة والمعارضين.
وأضاف: "بعد ذلك عرضنا ملف الخيواني على أكثر من محام وحقوقي وصحفي عربي وأوربي، وكانت خلاصة متابعتنا القانونية، أن الأمر يتعلق بتوجيهات من رئاسة الجمهورية مباشرة لقضاء استثنائي أُستعمل أكثر من مرة كقضاء تعليمات للسلطة التنفيذية. وبالتالي كنا نتوقع الحكم، وبدأنا المطالبة بتدخل رئاسي لوضع حد لهذه المهزلة التي أصبحت للأسف، في أكثر من جانب، تصفية حساب لقمة السلطة التنفيذية مع صحفي تجاوز ما تعتبره خطوطا حمراء.


نقابة الصحافيين واتحاد الادباء: الحكم ضد الخيواني ناجم عن نشاطه الصحافي ونطالب بالافراج الفوري عنه

دانت نقابة الصحافيين واتحاد الادباء والكتاب اليمنيين الحكم الصادر ضد الزميل عبدالكريم الخيواني، واعتبراه «جائراً وشكل ضربة مؤلمة للاسرة الصحافية "، وطالبا بالافراج الفوري عنه.
واعتبر بيان وزع  الاثنين عقب اجتماع مشترك بعد صدور الحكم الذي قضى بحبس الخيواني 6 سنوات  تنفيذ الحكم فور صدوره "اخلالاً بالاجراءات التي يقرها القانون .. واهدارا للضمانات الدستورية والقانونية المتصلة بحق التعبير وحرية الصحافة".
واستغربت النقابة والاتحاد منطوق الحكم "الذي لم يتضمن في حيثياته أية إدانه للزميل الخيواني ولم يدحض أوجه الدفاع التي قدمها المحامون عنه».
واذقال البيان ان الحكم شكل ضربة مؤلمة للأسرة الصحافية في يوم الصحافة اليمنية الذي صادف الـــ9 من يونيو الجاري، أكدت النقابة والاتحاد أن كل الاجراءات والانتهاكات التي استهدفت الخيواني ناجمة عن نشاطه الصحافي.
ودعى البيان الذي تلقت النداء نسخة منه كافة المنظمات الحقوقية والمدنية داخل اليمن وخارجها إلى التضامن والضغط على السلطات لوقف الانتهاك الذي يتعرض له الخيواني.


"الشقائق": الحكم يدل على رغبة بالانتقام السياسي

قال منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان أن الحكم الصادر بحق الخيواني تقع في خلفيته رغبة بالانتقام السياسي وتحميله تبعات تمسكه بحقه الكامل في التعبير عن أرائه وحقه في الوصول للمعلومات.
وإذ أشار إلى أن المرافعات القانونية لهيئة الدفاع عن الخيواني تضمنت دفعاً وتفنيداً قانونياً كاملاً لصحة وثبوت الاتهامات القائلة بجرم الخيواني المفترض، علاوة على نقضها الكلي للمبنى الإجرائي للاتهام.
وأكد أن القرار الصادر بحبسه مجرد تحايل على القوانين وإفصاحاً شديداً عن الرغبة بالتنكيل بالخيواني والنيل من حريته.
منتدى الشقائق وفي بيانه وصف الحكم بحق الخيواني بالقرار,معبراً عن إدانته بشده له.
وطالب بـ وقفة جادة من منظمات المجتمع المدني في الداخل والخارج لوقف استمرار الانتهاكات ضد الخيواني،وإبداء التضامن والقيام بتحركات واسعة من قبل المنظمات الحقوقية العربية والدولية المهتمة بحق الرأي والتعبير للضغط على الحكومة اليمنية باتجاه الإفراج عنه ووقف ما يتعرض له.


هود تدعو الصحفيين ترشيح الخيواني نقيباً لهم

من جهتها دعت منظمة هود كافة الصحفيين الحاصلين على البطاقة العاملة في النقابة إلى ترشيح سجين الرأي عبد الكريم الخيواني نقيباً للصحفيين، رداً على الحكم القاسي الصادر بحقه من محكمة امن الدولة،والذي قضى بسجنه ست سنوات


منتدى الإعلاميات اليمنيات:القرار انتقامي ويسيء لمشروع الديمقراطية الذي يتفاخر به الرئيس

أدان منتدى الإعلاميات اليمنيات قرار المحكمة الجزائية المتخصصة بقضايا امن الدولة بسجن الخيواني ست سنوات باعتباره المتهم رقم 10 في خلية إرهابية.
ورأى في بيان له،أن القرار يأتي مكملا للمجموعة المضايقات والانتهاكات البشعة والملاحقات القانونية التي تعرض لها الخيواني في السنوات الأخيرة,معبراً عن ويعبر عن استنكاره الشديد للقرار الذي قال إنه سياسيا أكثر من كونه قضائيا.
ودعا منتدى الإعلاميات المنظمات المحلية للاجتماع الفوري والبحث عن كيفية حماية الخيواني من الحبس مرة أخرى.
كما طالب الرئيس على عبد الله صالح لتنبه لمثل هذه القرارات الإنتهاكية التي تسيء إلى سمعة اليمن,وتسيء للمشروع الديمقراطي الذي يتباهى به الرئيس كا أحد أهم انجازاته.

صحيفة النداء