الاثنين، 1 أبريل 2013

توافق ,وتوفيق, واتفاق



عبد الكريم محمد الخيواني


كما تعلمون، لا توجد جلسات حوار يومي الخميس والجمعة، رسميا بالقاعة؛ لكن ثمة لقاءات كواليس خارج القاعة، وللأمانة لقد انتظمت بمقيل الرئيس, وفي إطار أجواء الحوار، وعن جدول أعماله ومهامه .
اللائحة الداخلية لمؤتمر الحوار ينظر إليها البعض كمقدس لا يجب المساس به, ومقرر أنها لا تطرح للنقاش بالقاعة, وتستغرب من الدفاع المستميت عنها من غير بعض أعضاء اللجنة الفنية الذين أنجزوا اللائحة, وبعضهم يعترف بوجود ثغرات ومطبات داخلها, ويبررون لذلك. وصحيح اللائحة حوت أشياء جيدة وأخرى سلبية؛ لكن من حق المؤتمرين نقاشها، ولا يكفي التسليم بها "كواليسيا" كقرار رئاسي ملزم .
السياسة تعرف بفن الممكن, واحيانا بفن المستحيل؛ لكن باليمن أضيف تعريفا جديدا, هو أن السياسة فن "الكولسة", أو "الفهلوة"، وهو ما يجيده اللاعبون السياسيون، أيام صالح وبالوقت الراهن, وهو الذي أدى بالبلد إلى هذا النفق, والسياسي الجيد هو "المكولس" الجيد .
يبدو سيصدر قرار رئاسي ببدائل أسماء المتغيبين, وهم أكثر من 40، بينهم بعض المتغيبين من حصص الأحزاب, وهم قلة, كان هناك خلاف حول 6 أسماء، وتم حسم الأمر بأن يقتسمها أحزاب المؤتمر الشعبي والمشترك الذي تباكى كثيرا على المستقلين والشباب والمرأة. المهم أصابت البلد حمى التوافق, ويوشك أن يصاب بحمى التوفيق, بلافتة اتفاق. ومن التوافق إلى التوفيق إلى الاتفاق، كلها نتيجة كواليس, وربنا ينجي البلد من حمى الكواليس.
المستقلون مايزالون محل مزايدة كبيرة, ولا أعرف من هم المستقلون, أو كيف أجد تعريفا محددا للمستقل، مواقفه وانحيازاته, وربما ولاءاته ومصالحه, وعندما يهتم قادة أحزاب بالمستقلين أكثر من أحزابهم فثمة سبب، وسبب وجيه جدا!!! سأعود إليه لاحقا .
المهم نصت اللائحة على لجنة اسمها لجنة التوفيق, وهي لجنة لها مهام بالمؤتمر للتوفيق بين الأطراف عند الخلاف؛ لكن لها مهام خطيرة باللائحة, فهذه اللجنة التي تتكون من الرئيس ونوابه ورؤساء الفرق الـ9, حسب محاور المؤتمر الوطني للحوار, يرأسها رئيس الجمهورية, ومهامها تمتد لما بعد الحوار, لذا فالرئيس مهتم جدا بها, فهي أداته للتحكم بمخرجات الحوار, وهي صاحبة الحق بتفسير النصوص، والمتابعة !!!
بعيدا عن المؤتمر، يناقش رؤساؤها، بعد أن صارت تتكون حسب المعلومات من الرئيس وهيئة الرئاسة الـ8, ولا أعلم هل ذلك موجود باللائحة أم لا! وهو عادي لكن المهم أن للرئيس حق إضافة عدد يختاره تحت مسمى التوازن، ولا أدري أي توازن يقصد هنا, ما يعني أن اللجنة قد تكون 25, وربما أكثر, وبالكواليس يناقش مقترح أن يكونوا رؤساء الفرق الـ9 من المستقلين, وضده مقترح آخر أن ينتخبوا باللجان, ما يعني أن بعض المكونات قد يكون من حصته أكثر من رئيس لجنة .
عرضت أسماء، وبين الأسماء أسماء مستقلة فعلا ومحل احترام، بعضها, وبعضها لا يخلو من تحيزات؛ لكن يبدو أن مقترح المستقلين بطريقه للتوافق, ودعوني أرجع لقضية الحرص على المستقلين, وأعتقد أنها ليست بريئة، فالأحزاب تريد ألا تتحمل بعض مسؤوليات لجنة التوفيق, مثلا كالتمديد للرئيس, الذي يرأس لجنة التوافق, والتي مهمتها متابعة تنفيذ مقررات الحوار بعد الحوار, والتي ستمتد بعد انتهاء فترة العامين, وقد يأتي الاقتراح بالتمديد منها في حالة أي إرباك، حد تفسير أحد قيادات المشترك النقية والثورية .
وهكذا الأحزاب عمليا لن تخرج بمقترح المستقلين؛ لكنها لن تتحمل أي مسؤولية، بينما مكونات أخرى هي التي ستخسر وستشعر بخسارتها لاحقا بعد انتهاء شهر عسل الافتتاح والكولسة. أما المقترحة أسماؤهم كمستقلين فلا أعلم سوى أن ما يحدث ليس حبا بالبعض, بقدر ما قد يكون إحراقا لهم، أخشى عليهم. أما آخرون فقد يكون طرح أسمائهم كنوع من المكافأة على تمرير قضايا باللجنة الفنية, وبعد أن أثبتوا فاعلية في التمرير والتبرير .
أما آخر ما توصلت إليه الكواليس فهو إعلان أسبوع إجازة للحوار، ينجز خلالها طبخة الكولسة, ويعود بعدها أعضاء الحوار إلى ما أنجز. غدا السبت يوم جديد نريد أن نقف فيه أمام ما حدث بالجنوب, أمام ما تعرض له حاشد والجرحى الذين سقط شهيد منهم أمس, ونريد أن نرى حلا لمدخلات الكواليس قبل مخرجاتها .

نشرت بالشارع

لقاءات خارج القاعة وقاعة خارج جدول الأعمال



عبد الكريم محمد الخيواني

انتهت ورشة العمل وعادت الجلسة العامة واستمرت الفضفضة وإلقاء الكلمات. كانت السعودية حاضرة بقوة في بعض الخطابات, وتساؤلات عن الحدود والمغتربين, وكراسي الصف الأول ماتزال محل حظوة وتنافس.
جدول الأعمال ما يزال سريا، وكل يوم بيومه والأمر عاجب البعض, ورافعين شعار "ما بدا بدينا عليه". اللائحة الداخلية يتحدث عنها البعض بحكم المحسومة وغير القابلة للمناقشة والتعديل, ويبدو أنها ستمر كما مرت لجنة المعايير وبالتزكية, فالمطلوب لتعديلها نصف عدد أعضاء المؤتمر.
أما اللجان الـ9 فلا يعرف مكان توزيعها بالمحافظات، ويقال إن الأصل أنها ستنعقد بالعاصمة, وستنتقل إلى الـ5 محافظات حسب الحاجة. أما الأدهى والأمر فمعلومة تقول إن نواب الرئيس سيراجعون قوائم اللجان لإبداء الرأي والاعتراض على بعض الأسماء, ولا أعلم بأي صفة ودخل يقومون بذلك لو صحت المعلومة. الشيء الآخر أن رؤساء اللجان، الذين بالطبع سيكونون أعضاء بلجنة التوفيق، سيخضعون لنفس الشيء, ما يعني أن كل من هو ليس محل رضا الأحزاب والقابعين بالمنصة لن يقبل، والأمر متوقف على صلابة الترشيح.
المهم عشرة أيام والقاعة بعيدة عن جدول أعمالها, وتناقش كل القضايا بدون جدول, وتلاحظ أن كل القضايا حضرت داخل القاعة من باب الفضفضفة والتنفيس سوى قضايا المؤتمر مرتبة, قضية المياه أخذت حيزا من الحديث والنقاش, وهي مهمة ولكن ما جدوى طرحها الآن بالقاعة؟ وللعلم مشاكل المياه تناقش أيضا بمجلس النواب. يبدو قضية المياه بديل لكل لمة لا يوجد معها جدول أعمال.
أما خارج القاعة البعض يعلم سبب التسويف والمماطلة, ويهمس قرارات مهمة ستعلن قريبا جدا بعد عودة الرئيس, طبعا لن تكون بعيدة عما يخص تركيبة مؤتمر الحوار وأعضائه بشكل رئيسي. اللهم اجعلها خيرا. وفيما يجمع البعض توقيعات لبعض القضايا تجد البعض يعترض على جمع توقيعات الأعضاء, وهناك من يتحدث عن جلسات الحوار كدوام وظيفي, أو فصول مدرسية, والأمانة العامة ترضي هذا وذاك.
وخارج المؤتمر ثمة نشاط دبلوماسي مكثف, لقاءات بالأطراف والمكونات, الاتحاد الأوروبي من جهته, والسفير الأمريكي, والبريطاني. أما الأمم المتحدة فلقاءاتها لم تنقطع، جدولها مليء, والملاحظ أنها تتكلم أكثر مما تسمع, وإذا سمعت لا تدون ما تسمع وتسوق كلامها بشكل نصائح قانونية. الفرنسيون يقدمون نصائح عن الدستور, مدعومة بالأمثلة والنماذج والتجارب وباللطف الفرنسي المعهود.
معلومات تقول إن البريطانيين كانوا حادين وصريحين مع الإصلاح حول الجنوب, بل وطلبوا من الإصلاح إيقاف إشعال النار بالجنوب, في لقاء حضره رئيس هيئة الإصلاح الأستاذ اليدومي الذي كما يقال وافق لكنه طلب أن يتفهم الجنوبيون حق الناس الذين مع الوحدة في التعبير عن موقفهم وآرائهم. ولم تخل اللقاءات الدبلوماسية مع باقي الأطراف من نصائح على الطريقة الدبلوماسية وقد تأتي بعض النصائح بشكل ورشات عمل وتعليم وتدريب عن فن الحوار والتحاور.
منتصف الأسبوع القادم سيشهد توزيع المتحاورين لفرق عمل وقد يعود الرئيس لرئاسة إحدى الجلسات ليبدأ بعدها مرحلة تيه المشترك مربط مع بعضه قياديا والتنسيق معهم فرادى أو مجتمعين غير مأمون الجوانب. أما رؤيته العامة فلم يفصح عنها والمؤتمر الشعبي, شغال على أنه طرف عريض لا يمكن تجاوزه, وأنه قادر على التنسيق بهذا الموضوع هنا وذاك الموضوع هناك, ومع هذا وذاك ولا رؤية طرحها ولا موقف أبداه والاستقطابات الفردية, شغالة تجد الغزل والابتسامات توزع من وجوه كالحة وكأنك في مهرجان انتخابي وبنفس الأسلوب القديم المعتاد.
كنت أبحث عن فرصة أذكر فيها بالزميل السجين عبد الإله حيدر بطريقة تؤدي إلى تحقيق نتيجة غير الفضفضة, فلم أجد أحد معنيا, ربما الأسبوع القادم, ولم أتمكن من لقاء الأستاذ عبد الوهاب الآنسي لكي أقول له: امنع نجلك عامر من تهديد صحيفة "الشارع".
من آخر الصفوف أرقب المشهد والتحولات ولعل القهوة والحلوى والعك والتيه ترفع نسبة السكر, فغادرت, سائلا نفسي طيب أنا أعرف لما يكولس البعض, لكني لم أدرك لما يستغفل نفسه البعض الآخر هذا الحد؟
في نهاية الأربعاء سألني صديق: الحوار يناقش المياه ويطلب وزير الداخلية والدفاع بأي صفة؟ إنه ليس مجلس نواب؟ يا صديقي نحن في وضع اللادولة, ليس لمؤتمر الحوار صفة, وهؤلاء أيضا ربما يحتاجون للفضفضة والتبرير هل سمعت يوما مسؤولا باليمن يقول إنه مسؤول؟ أبدا.
بانتظار ما تسفر عنه الكواليس واللقاءات السبت القادم وسنعرف ما يمهدون له... جمعة مباركة


نشرت في صحيفة الشارع