الأحد، 8 يناير 2012

توضيح للنقابه ردا على افتراء وكذب الزميل المجيدي



عبد الكريم محمد الخيواني
7/1/2012...السبت

الاخ أمين عام نقابة الصحفيين المحترم
الأخوه أعضاء نقابة الصحفيين المحترمون
تحيه طيبه وبعد
الموضوع ردا على إدعاء الزميل عبد العزيز المجيدي وإساءاته لي :
اسمحوا لي ايها الزملاء بتوضيح ما يلي :
1) ملفات التوريث والفساد التي تم نشرها في صحيفة الشورى المصادرة عامي 2004-2005 نشرت باسم قسم التحقيقات وتم جمع معلوماتها من قبل كثير من الزملاء، وكانت ضمن خطط الشورى من أول اجتماع في يناير 2004, ولتأكيد أن الفكرة لم تكن حصرية للزميل المجيدي فقد سبق أن نشرت الصحيفة قبل ذلك تحقيقاً بعنوان، (جوهر أزمة وزارة الشباب والرياضة توريث المناصب على أفراد العائلة)، من إعداد الزميل منصور الجرادي.
2) تم جمع المعلومات للزميل المجيدي لتحريرها، وتولى تحريرها دون ذكر اسمه، وما كان ليجرؤ على تحريرها على ذلك النحو، ونحن نتفهم طبيعة التحفظ على نشر الاسم في ملفات تفتح لأول مرة في حينه..
3) تعلمون ان ما ينشر دون اسم، يتحمل مسؤوليته منفردا رئيس التحرير، وهو ما كان.. وليس خافياً على الجميع أنه تم استدعائي إلى جهاز الأمن القومي الذي باشر معي أول مهامه ضد الصحافة بعد تأسيسه، فأين كان الزميل من هذه التهم أثناء التنكيل والسجن والخطف .
4) إضافة الى ضبط المادة، ومراجعتها مني بشكل متكرر، والمشاركة بمعلوماتها الاساسية، كانت معلومات الحلقة الثانية من المتصلين المحتجين على ذكر بعض الاسماء، واغفال اسماء البعض، وكنت من تلقى المعلومات ومد الزميل المجيدي بها .
5) في الحلقة الثالثة، كنت قد استدعيت من قبل الامن القومي وتلقيت التهديدات بسبب ملفات التوريث، وتم تصحيح اسم وكيل الجهاز (عمار) بدلا من (طلال)، وقمت بذلك أنا وهو ما يؤكد ان المجيدي لم يكن منفردا بكتابتها، كما يدعي اليوم.
6) استمر نشر المواد باسم قسم التحقيقات باعتبارها ملكاً لصحيفة الشورى، وتقع مسؤوليتها على رئيس التحرير دون اعتراض المجيدي طيلة السنوات الماضيه، وفي عام 2005، بعد خروجي من السجن بأيام، قد ذكرت في لقاء مع منتدى المجلس اليمني ان المجيدي هو من حررالمادة.. ويعلم ذلك الزميل سمير جبران الذي نسق اللقاء مع المجلس اليمني وأطلب شهادته لكم، ما يؤكد افتراء المجيدي وسوء قصده مما يفعل.
7) المدونة التي في مكتوب ليس لي علاقه بها، وأخبرت المجيدي بذلك، وعرضت عمل رسالة لمكتوب لحذفها.
8) نشرت التحقيقات في مدونه أنشأها لي احد المغتربين على جوجل، وتم التنويه فيها انه حررها الزميل المجيدي، فكيف اكتب بمدونة اسمه كمحرر، وبالاخرى أنها منسوبة لي، فيما لو كانت المدونتين تابعتين لي، ما يؤكد سوء النية والقصد من شكوى المجيدي .
9) رغم العرض على المجيدي بالتعاون لحل وازالة اي التباس حول هذا الأمر، مراعاة لظروفه وظروف صحيفته المغلقة، لكنه فضل "الشرشحة"، كما هددني برسالة تلفونية، ونفذها فعلا رغم محاولات الزملاء ثنيه عن القيام بهذا..
الاخوه اعضاء النقابة :
لن أتسائل عن أسباب ودوافع الزميل، أو عن غرضه من التشهير والإساءة، او عن من دفعه لذلك وما هي مصلحته، وأين كان طيلة السنوات الماضية، ولن أجزم بأنه تم تسخيره لهذا الغرض، عبر ممارسة الإبتزاز والظهور كأحد الشجعان، لكني سأذكره بمخاوفه أيام تحرير المادة، واذكره بالتضحيات المنفردة التي دفعت ثمنها ويعلمها الجميع، وما لاقيته من تنكيل رسمي بي.. سأذكركم بأن صحيفة الشورى صودرت، مع ارشيفها ومقراتها, اين كان زميلنا من كل ذلك لينبري اليوم ببطولة ليلقي تهما باطلة كاذبة..
نتفهم طبيعة الخوف والجبن من المبارزة بالاسم عام 2005 عندما ذكرت اسمه بالمجلس اليمني، وعاتبني على ذكر اسمه في مقابلة مع المجلس اليمني باعتباره محرر التحقيقات، وقال لا داعي لذكر الاسم؟ وهو يعلم بأنه ليس مثلي بحاجه لكي ينسب مادة باسمه ايا كانت. ويتصيد مدونات لاعلاقة لي بها، وهذا يدفعني للشك بأن يكون ضالعاً في انشائها كغطاء وذريعة للاساءة لي، خاصة والشكوى لم تقدم للنقابة بل تم نشرها وتعميمها بغرض "الشرشحة"، كما هدد الزميل الهمام.
ان المناخات الحالية توفر جهدا ملائما للإساءة والتشهير بكل صاحب موقف محترم، والنيل منه، وتوظيف الأدوات في سبيلها سهل .. لقد اساء المجيدي لنفسه وهو يوظف نفسه للاساءة لي والتشهير بي كذبا وافتراءا.. وأنا اشعر بالأسف لانزلاقه في هذا الاتجاه الذي كان في غنى عنه، متجردا من قيم الاخلاق والزمالة، والصداقة، كما أنه يعلم ان لاعلاقة لي تماما بالمدونة المنسوبة لي وأني أسعى لحذفها.. لكنه أصر على الإساءة فقط لغرض الإساءة..
الزملاء الاكارم ,
لابد للنقابه من وقفة جاده تجاه مثل هذه الممارسات والتشهير والاساءة، حفاظا على سمعة الصحفيين، والصحافة التي تتعرض للإساءة بأدوات صحفية، تدعي وتتهم، وتسيء للآخرين ضمن جوقة تستخدم للتغطية وأطالب النقابة باتخاذ إجراء حازم لإنصافي، ورد اعتباري، واتخاذ الاجراءات اللازمة بحق المتجني على الآخر، علماً بأني أحتفظ بحقي في مقاضاته على افترائه وادعائه .
وتقبلوا خالص تحياتي؛؛
عبد الكريم محمد الخيواني
صحفي مستقل

رائحة الموت تزكم انفه .. !!



عبد الكريم الخيواني في حوار مع مجلة الرجل اليوم الإماراتية: أنا ضحية الرئيس

حاوره: محمد السياغي ( 10/09/2005 )



يقول أنه " لا يصدق الرئيس اليمني على عبد الله صالح "، و يعتبر نفسه" أكبر جمهوريا في اليمن ويرى أن : "أن قيم الجمهورية يجب أن تثبت ، ولا يجب أن تكون ديكور ولا شعارا اسميا فقط".
الصحفي اليمني المعروف عبد الكريم الخيواني ، أفرج عنه مؤخرا بناء على توجيهات عليا من الرئيس اليمني على عبد الله صالح بعد اعتقاله بتهمة التحريض ضد النظام، غير أنه يرجع الفضل لتضامن الصحفيين مع قضيته ، و كتاباته تشي بأن حياة السجن لن تثنه عن مواصلة مواجهة النظام ، تحت مبرر: " البحث عن الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية" .
في حوارنا هذا معه ، نسلط الضوء على تجربته في السجن ، وسر موقفه المعارض للنظام، وبالتأكيد فإن الحديث لا يخلو من مفاجآت، فالخيواني من أصحاب الأقلام الصحفية الجريئة ، ، يعزف بكتاباته -كما يقولون- على الأوتار الحساسة ، ومن خلال موقعه كرئيس تحرير لصحيفة الشورى الحزبية الأسبوعية المعارضة التي يعتبرها البعض في كفه، وبقية صحف المعارضة اليمنية في كفه أخرى ، فتح ملف التوريث الذي يعتبر أكثر القضايا جدلا وأثاره ، ويبدو أن محاولات اختراق الخطوط الحمراء ، مسلسل لم تنته حلقاته بعد.
أعترف انه لا يوجد نظام ديمقراطي في اليمن.

• كيف تنظر إلى الإحداث الأخيرة التي شهدتها اليمن من أعمال شغب وعنف في أعقاب تطبيق الجرعة ورفع أسعار المشتقات النفطية؟
ما حدث أعتقد أنه كان انتفاضة الجياع في اليمن وكان استفتاء على شعبية الرئيس على عبد الله صالح الذي أراد أن يمرر الجرعة في ظل وهم وذهول الجماهير بفراقه المزعوم بعدم تشريح نفسه للانتخابات الرئاسية 2006م، فإذا بالجماهير تخرج لكي تهتف ضده وتمزق صوره..وهذه ألانتفاضه في تصوري كانت استفتاء ضده.

•يا ترى عم تبحث من وراء كتاباتك ؟ الشهرة ، أم أن هناك رسالة تريد إيصالها ؟
سنبلور توجها يقول "كفاية" في اليمن .
(ضحك ) أبحث عن حقي كمواطن ، أبحث عن الحرية المواطنة المتساوية والقانون ، عن العدالة
والقيم والأخلاق وعن أهداف الثورة والجمهورية، أنا أعتبر نفسي أكبر جمهوري داخل اليمن ، لأنني كنت من أوائل من هاجموا التوريث ، ورفضوا توريث الحكم ، وتوريث الوظيفة العامة ، قيم الجمهورية يجب أن تثبت ، ولا يجب أن تكون ديكورا ولا شعارا اسميا فقط.
الرئيس اليمني لدية تجربة ، أما أن تحسب له ، أو أن تحسب عليه ، أنا أحد الذين صدقوا على عبد الله صالح ، وكنت ضحية مباشرة له ، لأنني صدقته ذات يوم ، أما اليوم فلا أصدق على عبد الله صالح ، لأنه قال : أن الديمقراطية سيعالجها بمزيد من الديمقراطية ، وقال: انه لن يسجن الصحفيين ،لكني استثنيت من هذا المبدأ ، أدخلني السجن بالرغم من أني كنت أعتقد أنه بذلك الكلام يريد أن يرفع سقف الحرية ، وأن الديمقراطية تعالج بمزيد من الديمقراطية ، لكن وجدت أنها توأد ، كنت أعتقد أني أساعد الرئيس في تثبيت التجربة الديمقراطية التي ستحسب له لو ثبتها .


•ماذا تقصد بمساعدته .. هل معنى ذلك أن لديك ضوءا أخضر منه ؟
بعد السجن وقبل السجن لا اعتقد أن ثمة ضوء أخضر،هناك مقوله يرددها أحد الزملاء وهي : أن اليمنيين لا يريدون مشروع شهيد لكي يصدقوا،لكنهم يريدون شهيدا حتى يصدقوا ،(يضحك).


•تعرف أن مشروع انتقاد الحكام فكرة أمريكية، هل معنى تبنيك لها أن لديك ضوءا أخضر من أمريكا ؟
معي ضوء أخضر من الخلافة الإسلامية،أبو بكر الصديق رضوان الله عليه قال في أول خلافته :قوموني بحد سيوفكم، عندما جاء الإمام الهادي بن الحسين إلى اليمن قال : إن بيني وبينكم (عقدا) هذا لكم وهذا لي إذا خالفته لكم حق الخروج علي ، أنا لا أعتقد أن على عبد الله صالح أكبر من هؤلاء ،هو بشر ليس أكبر من الخطاء .
أما الأمريكيون فقد أخذوا قيمنا وخصالنا الجميلة وهذا ليس عيبا، هم يستفيدوا من التجربة الإنسانية ، لماذا نحن لا نستفيد من التجربة الإنسانية؟ أنا لا اعتقد أن أمريكا تعطي خطوطا خضراء وصفراء وحمراء ، وقد اعتقلت في مارس 1993م ، وكنت المتهم الأول في قضية المظاهرة ضد العدوان الأمريكي على بغداد.


•لكن المعروف أنك دخلت السجن بتهمة التحريض ، والإنسان في النهاية كما قلت بشر ليس معصوما من الأخطاء أو أكبر منها .. ألا تعترف بالاتهامات الموجهة إليك ؟


حالتي تكشف كذبة الديمقراطية في اليمن
أعترف أنه لا يوجد نظام ديمقراطي في اليمن ،وأني ضحية لعلي عبد الله صالح ،وأقول : إن علي عبد الله صالح يستخدم الأحزاب والتعددية السياسية على هامش حرية التعبير كديكور لاستمرار القروض والمساعدات ،لكني لست متواطئ معه ، بل أنا أكبر حالة تفضح هذا الزيف ،ومن السهل في بلد لا يوجد فيه قانون أن تلفق فيه التهم وألوان التعسف .
كان هذا الواقع زائفا في الخارج ، وكنا نغالط حتى جاءت قضية اعتقالي وسجني فكشفت هذا الواقع ، كشفت كذبة الديمقراطية اليمنية، وعيوب النظام اليمني وعدم الالتزام بالديمقراطية والتعددية..كل ذلك مجرد كذبة كبيرة .. وبالتالي التهمة مردودة على من يقولها .
•كيف تصف تجربة السجن ؟
تم اعتقالي في ليلة 5 سبتمبر 2004م ، وباختصار تجربة السجن تجربة مريرة علي، لكن بالإمكان القول إنها كانت تجربة لمعرفة الصورة الحقيقية للمجتمع اليمني ، وللسلطة اليمنية .
عادة ما كنا نعتبر أن السجون هي قعر المجتمعات،لكني اقتنعت بعد دخولي السجن أنها واجهة المجتمعات ، وليست قعرها كما يتصور البعض .

في السجن سترى صورا مختلفة لمواطنين أقصى ما يريدونه جميعا المذنب وغير المذنب هو أن يكون هناك احترام للقانون ، للدستور ،أن يكون هناك قضاء حقيقي ، أن توجد عدالة ، وأن يتم التعامل معهم وفقا للقوانين ،وجدت في السجن مآسي تمثل صورة غائبة عن أذهان المجتمع ، وعن الصحفيين والقوى السياسية والمجتمع المدني ، وجدت أناسا يتمنون فقط أن يحكوا عما يتعرضوا له وأن يشرحوا قضاياهم .

•بصراحة ألم تعلمك تجربة السجن مثلا مراجعة النفس والاستفادة من الأخطاء ؟
الأخطاء ! أي اخطأ ؟ الأخطاء كما قلت أن تكون التوجيهات هي سيده الموقف،لقد سجنت بتوجيه من الرئيس على عبد الله صالح ،وربما بيمين الرئيس كما قيل !!


•قلت أن ممارسات تعسفية مورست ضدك في السجن ؟ما صحة ذلك؟
في داخل السجن تعرضت أولا لحادثة اعتداء من قبل أحد المحكومين بالإعدام لكن السجناء استطاعوا إيقافها من بدايتها، وقد تعرضت لمحاولة اعتداء أستطيع أن أقول إنها كانت محاولة قتل تمت بمعرفة البعض في إدارة السجن ، وتمت بتعليمات من مسئولين .
أضف إلى ذلك أنه لم تكن تتاح لي أشياء كثيرة مثل الكتابة،وقبل ثلاثة أسابيع من صدور قرار الإفراج كان هناك تحقيق قام به أحد المحققين في قضية كول ، وكان يتفاخر أنه أحد المحققين في هذه القضية ، حقق معي حول النوايا وقال إنني أنوي تأليف كتاب عن انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن وهم يحتفظون بذلك التحقيق.
تصور كيف يمكن أن يكون الحال لو كان هناك شيء مادي في يد هذا المحقق ؟ كنت متهم أيضا بأنني وراء ما تنشره الصحف عن السجن المركزي من مظالم السجناء ، وأنني شجعت المساجين على شرح قضاياهم في الصحف .


•إلا ترى كلامك حول محاولة القتل يفتقد للإثبات؟
أستطيع أن اثبت ذلك ، وقد تنازلت عن القضية بالرغم من أنها كانت ستقدم إلى المحكمة .

•لماذا ؟
لأنني وجدت أن المنفذ وحدة من سيدفع الثمن ، بينما من وجهه سينجو بفعلته ،لدي ملف بذلك،ونتيجة التواطؤ الذي كان موجودا تطوع سجناء بانتداب أحدهم لمرافقتي ،ونتيجة التهديد بطعني من الخلف ، وبالتحديد كان يقال أن الطعنه ستكون في أسفل الظهر لإحداث عاهة مستديمة ،وكتبت ورقة وحملت فيها إدارة السجن المسئولية ، ونتيجة ما كانت تكتبه الصحف تم الموافقة على أن يكون معي حارس شخصي من السجناء ،وكان متطوعا ،ويخرج معي في وقت واحد ، ولم أكن أغادر العنبر الذي كنت فيه إلا في وقت واحد هو الزيارة فقط ولمدة محدودة .


•لكن يقال إن الحارس كان يتقاضى راتبا من صحيفة الشورى التي تعمل فيها؟
مروان العباسي كان عنده تعاطف مثل باقي السجناء ، وأؤكد لك أن محاولة الإساءة كانت أكثر مما تعتقد ،وقد نشرت إحدى الصحف وأنا في السجن أن لدي امتيازات ولدي وثيقة انه كان مدفوع من إحدى القيادات الإعلامية التي صدرت في حقهم قرارات جمهورية مؤخرا ، وهو زميل اخجل أن أسمية زميلا، إنه دخيل على الصحافة اليمنية لا أريد أن أذكر أسمه هنا .
لماذا لم تبلغ عن حادث القتل؟
قدمت بلاغا بعد خروجي من الأمن القومي ،وجبن الكل عن التعامل معه .


•هل نعتبر هذا بلاغا ؟
نعم .


•يبدو من خلال حديثك أن الطريق الذي سلكته صعبا ، لماذا لا تغيره ، إلا تخاف؟
عندي قناعة أن الأعمار بيد الله ،والخوف أن أقول أنني أخاف ،لكن ما أعرفه بالضبط كتبته مؤخرا في إحدى مقالاتي حيث قلت إنني أشم رائحة الموت تزكم أنفي .
عندما خرجت من باب السجن قبل أن أغادر البوابة الخارجية قالوا لي بشكل واضح وفي رسالة رسمية بأني سأموت مقتولا وأن (....) سيقتلني، منذ طفولتي اسمع أن الأشجار تموت واقفه ، أعجبتني هذه العبارة فأريد أن أموت كالأشجار.


•إلا ترى أن في كلامك نوعا من المبالغة وفي نبرة حديثك نوع من الغرور والنرجسية أو الاعتداد بالنفس؟
(ضحك )، وقال: أعوذ بالله من الغرور ، لا أعتقد أني نرجسي ، لكن سبحان الله سأحاول أن ألاحظ ذلك لأصلحه ،أما الاعتداد بالنفس فليس سيئا .


•كتبت عقب خروجك من السجن أن هناك مظالم في السجن ستحملها على عاتقك ماذا عنها ؟
أنا قلت ذلك ثاني يوم بعد خروجي في اتصال هاتفي للرئيس اليمني.


•من بادر بالاتصال بالآخر ؟
طلب مني أن اتصل فاتصلت ثم اتصلوا بي ،المهم شكرته على دخولي السجن، وقلت له: أن في السجن مساجين تسكنهم السذاجة ،صدقوا انه لا يسجن الصحفيون ، فاعتقدوا أن دخولي السجن محاولة لكشف تلك المظالم وإيضاحها له أو رفعها إليه ، وقلت له إني خرجت معبا ومهموما ومثقلا بهذه الهموم ، وسألته إن كان يريد أن أضعها أمامه قبل أن تكون مماحكات سلطة و معارضة، قال الرئيس : "إن هناك قضاء"، فقلت له : "إنهم موظفون" ، فرد علي : "هذه تهمه الملكيين يرددونها كما كان في الملكية "، لم أجد استجابة من الرئيس حيث ركز على موضوعي أنا ، وقد كان هناك موعد تقرر بعد أسبوع لمقابلة الرئيس وسرعان ما اختزل الأسبوع إلى أيام ، المهم أنى لا قابلت الرئيس ولم استلم منه أي فلس .


•تناهى إلي مسامعنا بأنك مازلت تتردد على السجن.. هل نفهم انك تتوقع العودة أليه مرة أخرى؟
أنا أمنع من زيارة السجن حاليا ويخافون من زيارتي للسجن ، وأعتقد أنني سأذهب إلى القبر وليس للسجن ، ولو ذهبت إلى السجن سيكون الأمر مختلفا هذه المرة .


•هل يعنى انك ستواصل تبني فكرة انتقاد الرئيس ؟
المسألة ليست أن أقول نعم أو لا ، ما أكتبه هو الذي يؤكد ذلك أو ينفيه، أعتقد أنني في مقالاتي أنادي الناس بأن يرفضوا المربع الطائفي والعنصري ، وأن يحملوا قضاياهم مباشرة إلى رئيس الجمهورية باعتباره صاحب كل قرار في اليمن وتختزل السلطة كلها في شخصه وأن يقولوا كفاية للتوريث،كنت في خطاب قبل أسبوعين أقول أيضا كفاية لعلي عبد الله صالح بعد ثمانية وعشرين سنة حكم .


•ماذا تريد من وراء انتقادك للرئيس بالذات ؟
أعتقد أن على عبد الله صالح بعد ثمانية وعشرين سنة حكم يجب أن يؤكد مبدأ التداول السلمي للسلطة الذي يتغنى به ، كنا قبل الثورة والجمهورية نقول : إن الهيمنة السياسية في اليمن تستند إلى مذهب وهذه حقيقة كانت تستند إلىٍ مذهب ، لكن بعد الثورة ما هو مبرر أن تستمر الهيمنة السياسية ؟ وهل هي تستند إلى منطقة جغرافية أو إلى القوة العسكرية ؟ لماذا لا نجد رئيس جمهورية من تعز أو الحديدة أو أبين أو من أي منطقة أخرى؟ لماذا نريد أن نحتكر الحكم باسم الدين أو باسم الجغرافيا أو باسم القوة العسكرية ؟
نحن نريد أن نؤكد مبدأ التداول السلمي للسلطة ، وأن يكون لليمني الأكفأ القوي الأمين لذلك الذي تتحدث عنه الشروط الدستورية ، نريد أن يكون ولي أمرنا هو الدستور لا هو الحاكم بمزاجه ،أنا أعتقد أن هذه القيم التي أتكلم بها اليوم تخرج المسلمين من مشكلة أربعة عشر قرنا.

هناك أصول إسلامية تقول : إن ولي الأمر هو العقد الاجتماعي وهناك أصول إسلامية تؤكد ذلك، ليست المسألة بعيدة ، فعندما بويع أمير المؤمنين على بن أبي طالب كرم الله وجهه قال بشكل واضح إنه يريد المبايعة من الناس ورفض قبل ذلك سيرة الشيخين ، وقال ما معناه: إنه سيكون له أيضا رأيه وله عقده الاجتماعي مع الناس ،وجاء عمر بن عبد العزيز رضوان الله عليه وأكد على هذا المبدأ في خلافته .
الأمام الهادي عندما جاء لليمن وقال للناس بشكل واضح : إن هذا لكم وهذا لي حقوق وواجبات يعني عقدا اجتماعيا قبل (مونتس كيو) أبو بكر الصديق أكدها قبل الجميع في أول توليه الخلافة فقد قال قوموني بسيوفكم فما معنى هذا؟ معنى هذا أن هناك أصول إسلامية وأن هناك ضوابط يمكن أن يتعاقد الناس عليها ،إذن نحن نخرج من إطار الولاية الشرعية لندعي الولاية الدينية التي دائما وعادة ما تستخدم ضد حقوق المواطنة ، بل أن يكون العقد الاجتماعي أساس تكوين الدول وتنظيم شؤون الأفراد ، وبالتالي فإن تنظيم شؤون الأفراد يجب أن يتفقوا عليها ويكون هناك مبدأ أن يكون ولي الأمر هو الدستور ،وأعتقد أننا سنخرج من معضلة احتكار الحكم في نسب أو في منطقة أو قوة والنفس أمارة بالسوء والحكام دائما أنفسهم أمارة بالسوء .


•هل نتوقع أن تتزعم تنظيما سياسيا باسم "كفاية" على غرار ما حصل في مصر؟
أعتقد أن الفكرة واردة في رأس أكثر من صحفي ، والمسألة ليست مسألة أن يتزعمها فرد، أنا أنادى بها وكثيرين ينادوا بها واعتقد أننا سنبلور جميعا في المحصلة توجها يقول كفاية في اليمن ،ونحن نعتقد في تشابه الظروف بين الدول العربية وخاصة بيننا وبين مصر .


•نعود إلى موضوعنا ، يقال إن هناك إغراءات قدمت لك في السجن ما صحة ذلك؟
سمعت في السجن شيئا من هذا القبيل ورفضته ، قالوا لي إن الرئيس صرف مبلغا ، وأنا رفضته ، لأنني لا أقبض ثمن سجني ، وأعتقد أن من أخرجني هم الصحفيون والضغط الداخلي والخارجي وليس شيئا آخر ،كان وقوفهم مشرفا وأعتقد أن الصحفيون لقنوا النظام درسا في احترام الحرية وعدم إيذاء الصحفي .

•ماذا عن دور الصحفية الأمريكية جين نو فاك ؟
لا شك في أن جين نوفاك كان لها دور كبير جدا لأنها استطاعت أن تنشر القضية في 65 موقعا إلكترونيا يزوره في اليوم 350 ألف زائر ، وكانت من أهم الشخصيات التي تضامنت معي واستطاعت أن تؤثر بشكل قوي حتى بت أخشى عليها، وأحمل لها في نفسي ودا كبيرا .


•تكلمت عن الهاشميين هل أنت هاشمي ؟ وما علاقة ربط قضيتك مع قضية الحوثي وتصورك للقضية التي اتضح من خلال كتاباتك انك وقفت معه في وقت اصطف الكثيرون ضده ؟


قضية الحوثي مفتعلة للهروب من الإصلاحات
نعم أنا هاشمي ، أما حسين الحوثي فقد كنا معا في حزب واحد وكنا أعضاء لجنة تنفيذية حزب الحق، وحضرنا ذات ليلة رمضانية عند الرئيس ، الشهيد حسين الحوثي رحمه الله كان يحضر الدكتوراه في السودان ، من قطع منحة الحوثي وأعاده إلى اليمن ؟ من الذي شجع حسين الحوثي في حمل ذلك الشعار؟ من الذي كان يرسل جماعات إلى الجامع الكبير؟
تصوري لقضية الحوثي أنها قضية مفتعلة للهروب من الإصلاحات ، فقد عمد النظام اليمني في عام 1994م من الإصلاحات إلى الهرب كما هو اليوم ، من يصدق أن رجلا في86 من عمره يتمرد ، فطالما كانت تهمة التمرد توجه لكل مخالف للنظام، فقد وجهت لعبد الله عبد العالم ومعه الطائفية ،ووجهت للمناطق الوسطى ومعها التخريب ،ووجهت للمحافظات الجنوبية ومعها الانفصال ، ووجهت للحوثي ومعها الرجعية ،إنها أساسا تهمة مستهلكة يستخدمها النظام للهرب من الإصلاحات، أصبحت الأزمات هي وقود النظام اليمني واستمراره، وبالنسبة للربط أعتقد أن اليمني يولد بتهمته ،تهمتك في اسمك في منطقتك ولهجتك وملابسك ،حدد لي من غير متهم ، السلطة أوجدت لكل مواطن تهمته قبل مقعدة في المدرسة .

•المعروف أن الخيواني "جاوي" حتى اللحظة وانتقل إلى حزب الحق ومن ثم إلى اتحاد القوى
السلطة أوجدت لكل يمني تهمة قبل معقد المدرسة
الشعبية ، ترى هل وجدت ضالتك المنشودة ؟
كنت أحب الناصريين ومازلت أحبهم ، وأعتقد أنها حركة قدمت الكثير لليمن وغيرها من الدول، وبالنسبة للأستاذ عمر الجاوي رحمة الله عليه كان رجلا بحجم الوطن وكانت علاقتي بالجاوي كأستاذ ومفكر وأب وزعيم ، وهي علاقة أعتز بها .كثيرا ،هذه العلاقة مدتني بالكثير وأشعر بأن للجاوي فضلا كبيرا علينا ، في حزب الحق كنا نريد حزبا ولد بعد الوحدة متخلصا من رواسب الحياة السرية ،ولكن لم ننجح أفشلتنا العقلية الفردية والأبوية، أميل ألان إلى الاشتراكي ، واتحاد القوى الشعبية هو حزب ليبرالي مدني وأعتقد أنه يستطيع أن يبلور بشكل فعلي رؤية أوضح للمستقبل .
•فتحت ملف التوريث .. هل من مشروع أخر جديد ؟
قضية التجار المسئولين ، الجمع بين المسئولية والتجارة ، أعتقد أنها مكمن الفساد في اليمن وأنها أساس المشكلة 0
•هل سيكون الرئيس اليمني أحد شخوصها ؟


الجمع بين المسئولية والتجارة ، مكمن الفساد في اليمن .
ربما يدخل الجميع ، وربما تعرض هذا المشروع للوأد قبل أن يفتح (يضحك).
بصدق لو كنت في مكان الرئيس اليمني هل ستقبل الانتقاد بنفس الروح الديمقراطية ؟
على عبد الله صالح ، أنا ، السلطة ،المعارضة ، نتاج فرز اجتماعي واحد ، والرئيس تعرض لحملة نقد شديدة قل أن يتعرض لها غيره من الحكام ،ولو لم يتعرض بعض منتقديه للغياب والاستقطاب ، والسجن ، والضرب ،وتلفيق التهم ، لكان من أفضل الحكام الذين تعاملوا مع النقد، الأهم لو أنه استفاد من النقد فعلا ، إنما الواضح أن صدر الرئيس صار أكثر ضيقا بالنقد وإذا ضاق صدر الحاكم ضاق الوطن وتحول إلى سجن يحكمه العناد الرسمي .
وعموما لو كنت في مكان الرئيس لاستفدت من كل التجارب ولعملت على إصلاح أوضاع البلد والاحتكام للمؤسسات ، واستفدت من النقد عالجت أخطائي، كسبت البسطاء، أستفيد من شافيز ، مهاتير محمد ، سأعمل على إصلاح عيوبي ، وإحياء قيم الحب والخير والسلام والمساواة والعدل ، سألتزم بالدستور وأضرب مثلا للناس في التواضع واحترام الحرية والحقوق والأموال .
ربما أذكر هذه القيم لأؤكد أنني لن أكون خصما لمواطن أو حزب أو فئة ، أو منطقة، وربما سأكون مريضا بوهم السلطة ، وحب العرش ، لكن ما أثق به أنى سأكون حينها مهموم وخائف على الناس والبلد ، وليس على نفسي من الناس ، هكذا أفكر الآن ، ولن يثبت ما أقوال إلا إن حكمت ، لكن الأفضل لي أن ارتاح بدون لقب وهم وغم ، أنا الآن أفضل حالا ، أرجو إن لا يستشهد هذا الكلام كدليل على مؤامرة انقلابية ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!! الدنيا سلامات.
نقلاً عن مجلة الرجل اليوم العدد 15 سبتمبر 2005. ومنع هذا العدد من التوزيع في اليمن بعد أن حجز في مطار صنعاء
نقلا عن موقع المجلس اليمني

http://www.ye1.org/vb/forumdisplay.php?f=4