علي الكيماوي... علي (كاتيوشا)




23/6/2004 عبد الكريم الخيواني

علي محسن الأحمر... اسم يتردد منذ 27 عاماً كأقوى رجل في النظام.. البعض يقول ان قوته يستمدها من قرابته للرئيس والبعض يرى أن كلا الرجلين يستمدان القوة من بعضهما البعض الا ان الواقع يؤكد ان كًّلا منهما يمتلك عوامل القوة الخاصة به. الرجل عسكري محترف يقود الفرقة الأولى مدرع من على تبة طالما عرفت انها درع الرئاسة وذراعها الأقوى، كما للرجل ذراع طويل يمتد لكافة فروع المؤسسة العسكرية سواءكان رقمه 1 او 3 في هذه المؤسسة. على مستوى القبيلة يعتقد البعض ويجزم بأنه ثاني أقوى شخصية قبلية بعد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، شفاه الله ورعاه، على مستوى اليمن وان كان طارئاً على المشيخ ولا يلقب بشيخ الا انه نادراً مايغيب اسمه عن خلاف او مشكلة قبلية. وبقدر مايرتبط اسم الرجلين بالتيار الاسلامي الا ان ارتباط اسم علي محسن بالمتشددين والعائدين من افغانستان اكبر واكثر حميمية ودعماً الى حد ان البعض يعتبره زعيم المجاهدين الاول في اليمن- بقدر مايرتبط- يتميز الشيخ الاحمر باتساع القواسم المشتركة فيه مع الجميع... الجيش والقبيلة لم يشغلا الرجل عن اهتمامات اخرى كتدبير انشقاقات الاحزاب واستنساخها، ويسجل له الفضل بملء فراغ قائمة لجنة شئون الاحزاب. حرب صيف 94م كانت المعركة الأخيرة له في حربه ضد الشيوعية والاشتراكي التي قد لاتكون بدأت مع الأزمة او الوحدة وانما قبل ذلك بكثير.. الاشتراكي وعلى لسان الوحدوي الصادق علي سالم البيض، كان يعترف بقوة وقدرة الرجل وشدة تأثيره.. والاعتراف قد ينسحب أيضاً على المقدرة في «التطفيش»، وان لم يقلها البيض. العميد الركن كما يتقن العمل بسياسة الارض المحروقة يتقن تجاوز الازمات التي تعترضه كما فعل بعد احتلال اريتيريا لجزيرة حانش التي تقع ضمن قيادة منطقته. أو حين اشتد الرهان على وجود اسمه في قائمة المطلوبين امريكيا فاذا به يظهر في مناورة مشتركة مع الامريكيين. والعميد الركن كما يعرف بقربه من علماء السلفية ومشائخ التشدد وامراء الجهاد على نطاق يمتد الى افغانستان.. يعرف ايضاً بأنه من دمر وخرب ولاحق علماء كالمجتهد السيد بدر الدين الحوثي. وكما يشهد بقوة نفوذه داخل اجهزة الدولة وتوجيهاته المتعددة حتى لرئيس الحكومة التي لم يرفضها الا (النزيه فرج بن غانم) مفضلاً نظام (خليك بالبيت)، كما اشتهر الرجل بعدائه للزيدية، والصوفية والاسماعيلية والشيوعية والمدنية.. والاحزاب والحرية.. والجاوي، وبالرغم من انه لم يسجل له قوله انه من ثوار سبتمبر، الا انه ثوري جداً الى حد ان الملكية ومخاوفها حاضرة في ذهنه بقوة.. ويكفي ان يظن او يخالطه الشك في انسان ما ليعلق له التهمة.. وتعليقه تلك اللافته فوق مركز بدر وسجن المحطوري قبل سنوات، لم يكن اول عمل له وما يقوم به في صعده ضد حسين بدر الدين الحوثي حالياً كقائد للحملة العسكرية يؤكد ذلك. المؤكد ان له دائماً حساباته الشخصية ولا يتوانى عن اكمال مابدأه.. فكما خرب ودمر منزل العلامة بدر الدين الحوثي في 94م ولاحقه حتى شرده.. هاهو اليوم يدمر بيوت آل الحوثي وغيرهم، وغيرهم في صعده ويلاحق حسين والهتافين ضد امريكا واسرآئيل.. لايمنعه التزامٌ ديني ولا توقفه مآسي ضحايا.. انه رجل دولة مأمور كما يحب ان يبرر لنفسه أو يوحي بمسئولية الرئيس عما يعمل.. والرئىس ليس ببعيد ولم ينكر عليه عملاً. الصورة متشعبة التفاصيل الا ان بعض معالمها موجودة عربياً وسيذكر التاريخ ان علي الكيماوي لم يكن حاله عراقية خاصة..وإن كان على (كاتيوشا) حالة يمنية، أو ليس إسما الرجلين يثيران الرعب ويتصفان بالقسوة؟ أو لاتجمعهما كراهية الشيعة والتشيع والديمقراطية؟ بقي فقط ان نقول ان مسألة نجاح علي محسن في استغفال امريكا والعالم باستبدال طارق الفضلي بحسين الحوثي غير ممكن.. قد ربما يحرف الانظار ولكن الى حين.. وبين كيماوي وكيماوي اخر مسافه الشهادة. والتضحية التي نحتاج اليوم الى من يشعلها في نفوسنا! خبرته كرجل دولة لاشك كبيرة ويرفض توريث (السناكي) ويسعى للحفاظ على السلطة من منظوره الخاص لكنه يجهل ان الدم انتصر على السيف من الحسين الى زيد (ع) وأن السجن إنتصر على العنصرية كما أكد مانديلا، ومن المؤكد انه لايعلم اين (وحشي) وبن ذي الجوشن وعلي الكيماوي في التاريخ..
نقلا عن الشوري