الاثنين، 13 مايو 2013

اليوم.. "غاغة" صدق!



عبد الكريم محمد الخيواني

12مايو2013

لم يكن الحوار في يومه الثاني من النزول الميداني للحوار أفضل من سابقه, قاعات تمتلئ وتفرغ في لحظات, برنامج غير واضح, البعض انتقلوا إلى محافظات, بينما الباقي ينتظرون نتائج, تسأل عن سر اللخبطة فيقال: الأمانة العامة, وآخرون يقولون: هيئة رئاسة الحوار لم تقم بدورها كما يجب. وتجد من يسأل عن رئيس الفريق ملمحا لمسؤوليته عن اللخبطة, وينقضي أغلب اليوم في ممرات القاعات .
أمس حسمت قضية رئاسة فريق صعدة, وتم اختيار الهيئة كلها من المستقلين, ولعله أهم إنجاز يسجل بقضية صعدة, وأسبوع النزول الميداني؛ لكن بالمقابل نزلت مجموعة الإخفاء القسري لمجلس النواب بناء على تنسيق وتواصل مسبق بين الأمانة العامة ومجلس النواب, وهناك لم تجد المجموعة سوى حراسة المجلس وموظفين, أما أعضاء لجنة الحقوق فما بين مسافر واجازة ومقاطع, وعاد الفريق من أقصر الطرق بخيبة أمل بحجم المجلس .
مجلس النواب الذي طال أمده وتجاوز مدته وخسر صلاحياته، ولا يذكر به سوى اعتصام القاضي احمد سيف حاشد وإصراره أنه برلمان ويجب احترام حصانة نوابه فعلا والقيام بدوره وممارسة صلاحياته, بينما المجلس نفسه لم يعد مباليا, ولا يجتمع كما يجب إلا متوافقا لتمرير أمر حسم خارجه, كقانون الحصانة, أما استقبال لجنة حوار تخوض في قضايا الانتهاكات والإخفاء القسري والعدالة الانتقالية, فأمر لا داعي له, ولا يلزم, والمجلس الموقر ذاته سيقر ويمرر أي قانون عدالة انتقالية تتوافق عليه الأحزاب الحاكمة, المتهم أغلبها بالانتهاكات, في العقود الماضية, بمباركة أممية وإقليمية, ولا عزاء للضحايا وذويهم, ولن يخجل نائب من ذلك أو ينسحب من مجلس عفا عن الجلاد وأدان الضحية, وكل شيء متوقع من مجلس براعي أو بلا راعي, لم يحسن سوى التمثيل بالشعب, ورحم الله بن شملان الذي انسحب يوما من عضويته لأنه مدد لنفسه .
المخرجات بالكواليس, نعم, لكن ستجد البعض قضيته بالحوار التحريض ضد مكون، الدفاع عن جلاد, تشويه رؤية طرف, النيل من شخص استجلاب أشخاص انتقصوا تضحيات الشباب, بل وسفهوها لصالح  الجناة, ستجد من يدافع عن فتوى التكفير في 94, باختراع فتوى تكفير لغالبية الشعب, الذي تعايش, دون أن يعرف الطائفية, ولا يمارسها رغم الشكوى من الهيمنة السياسية بحجة دينية,تجد هذا ولكن ليس بالقاعات, بل بالممرات أكثر, وتعرف من حركة هذا أو تلك أن لوجوده شأنا آخر غير الحوار: التقرب من مسؤول ما بنقل أخبار وأعلام وإثبات الولاء,ولا يخفى ملاحظة شغل أمني معتاد يجري بغرض محدد وليس الا طمعا بنيل مكافأة ما.
وبالمقابل ستجد جدية وصدقا، ومعهما حسرة الخوف والأمل مما يدور,مصحوبة بعلامة استفهام واضحة بالوجوه, وسط هذا كله, وبمشهد مربك, سئلت من أحدهم: كيف الحوار اليوم؟ فقلت: "اليوم غاغة صدق", متذكرا نكتة للعزيز محمود ياسين, وفعلا كانت "غاغة" أتمنى ألا تطول.

صحيفة الشارع

أي دولة يبشر بها الحوار ؟


عبد الكريم محمد الخيواني

12مايو2012

صممت خطة النزول الميداني لأعضاء الحوار بغرض كسب الثقة الشعبية بالحوار , بأسلوب ترويجي , وكسب الثقة الجماهيرية بالحوار مهم , لكنه لن يتحقق عن طريق الترويج , والضجة الإعلامية, المفتعلة, بل من خلال ملامسة القضايا , وتشخيصها ودراستها وتوثيقها ,وايجاد حلول لها , من خلال توصيات عاجله لهيئة الرئاسة والرئيس , ومن خلال استخلاص محددات رئيسيه موجهات عامه , تترجم في نصوص , الدستور والقوانين , تحول دون استمرار ذلك الخطأ , وتمنعه .
لكن كما قلت سابقا , أن النظام الداخلي لمؤتمر الحوار , وخطط العمل , وطبيعة سير الحوار , تمنع تحقيق أي نجاح ,على أي صعيد , فالنقاط ال20 التي تم تجميدها ,خلقت فجوه كبيره بين المواطن ,وبين الحوار , وبقدر ما اكتسب الحوار تأييدا خارجيا فقد التأييد والثقة الوطنية,وصور الحوار ,كأنه مجرد بند من بنود المبادرة الخليجية ,والتسوية السياسية ,مفصول عن واقعه , وليس مطلبا وطنيا , ووسيلة لرسم ملامح الدولة التي يريدها الشعب اليمني .
الحوار مستمر , والسيطرة على الوظائف العامة يتم على أكمل وجه , الاغتيالات مستمرة , مراكز القوى تتمتع بنفس امتيازاتها , والفساد مستشري بصوره اكبر , والحصانة يراد تعزيزها بحصانه دوليه , والضحايا , يستمروا بتجرع مرارات ظلمهم , والانتخابات يتم العمل عليها وكأنها لا تتعلق بالدستور ,والنظام الانتخابي الذي يفترض أن يكون من مخرجات الحوار, والعدالة الانتقالية , تخضع بكواليس الحكومة لعملية مناقصه , ويكادوا ينتهوا من وضع الرتوش ,وإذا نحن أمام قانون عدالة انتقائية وليس انتقاليه ,والحكومة مطنشة , للجرحى , والتحريض والتعبئة ,لم يتوقف , والإرهاب والقاعدة ,لا تناقش بالحوار بل بالضربات الجوية للطائرات بدون طيار , الخ الخ الخ .
بالأمس كانت وسائل الإعلام تتناقل خبر وصل فريق الحكم الرشيد إلى محافظة إب , وكنت أحاول فهم ما سيطرحه الفريق على الناس , وهكذا , والأمانة العامة ورئاسة الحوار , لا تناقش احد بهذه المواضيع ولا بالمنطق , الخطط ,وضعت بأسلوب الكلفتة , وتضييع الوقت , وافتعال المشاكل , وتم مراجعتها بنفس الطريقة المهم النزول , لا بأس من العمل على كسب الثقة الشعبية لكن , بهذا الأسلوب ,ستفقد الثقة أكثر , بالحوار ونتائجه مسبقا , وكان لا أحد مبالي بإفراغ الحوار من مضمونه , مسبقا , ولا أعتقد هادي سيرفد النزول السياحي بقرارات , حقيقية وحلول هنا أو هناك .
فريق صعده ما تزال رئاسته منتقصه ,بدون نواب , ولا احد مبالي بالأمر , كولسوا ومرروا ما يريدوا , ووضعوا العقدة بالمنشار في قضية صعده , وعاجبهم الأمر , فيما يشبه استعراض قوة الإصلاح بالعرقلة,ألحقتها مع المؤتمر الشعبي العام برؤى لقضية صعده , أعلنت من خلالها , تراجعها عن ما سبق أقرته في النقاط ال20 , والغريب حالة العقل والحكمة , الفائضة لأنصار الله بالتعامل مع الموضوع برمته .
التراجع عن ما سبق إعلانه بالنقاط ال20 من قبل المؤتمر والإصلاح , شمل القضية الجنوبية وقضية صعده , ويبدوا أن عدم تنفيذ هادي , لتلك النقاط يرجع في جزء منه إلى معرفته بمواقفهما ,إضافة إلى شيء في نفسه ,وحسابات خاصة به .
إذا انه أسبوع للنزول , كنوع من السياحة الداخلية , والترويج , لحوار ,ومؤتمر , نتائجه مجهولة المعالم , والنزول لا يكفي لخلق اطمئنان وطني عام , ولا اعلم ماذا سيقال لأبناء الحديدة وعدن وحضرموت ,وأبين وصعده , ماذا سيقال لنازحيها , ماذا سيقال عن التعويضات , واسترداد الأراضي ,والأموال , أي دوله سيبشر بها الحوار ,ونحن لا نعرف مداخلاتها ولم نتفق على عناوينها بعد , بل والبعض يهمه تثبيت الأمر الواقع , لأنه يكسب فيه ولا يهمه الخروج برؤية لدوله حقيقية , ارجوا أن يكون بالحسبان أن المواطن اليمني ليس غبيا , قد يستغفل لكنه يعي ويفهم , ولم يفقد ثقته بمسئوليه عبثا .
الأسبوع هذا , سيمر كسابقاته , والمفروض أن ترفع التقارير للجلسات العامة , في 21 مايو2013, أي بالأسبوع الذي يلي النزول إذا , متى وكيف ستناقش وتعد وووو , في غضون 3 ايام الا إذا كانت معده سلفا , ويتم كلفتتها باللجان لترحل جميعا إلى مستوى خطابي , وأداري أعلى , تديره منصة الرئاسة , بطريقتها المعتادة , ومبرراتها المعهودة,في حوار كواليس مكشوف بشكل أكثر , قد يفرز مواقف حينها .

صحفية الشارع