• الخيواني في حوار صحفي عن الثوره: الرئيس عاش على مخاوف الشعب ولم تجن البلد سوى الدمار،. من A Krim Alkhaiwani في 06 أبريل، 2011، الساعة 01:16 صباحاً



    الخيواني: من الصعب الاطمئنان لكني مؤمن بالثورة ومراهن عليها
    عبدالكريم الخيواني، الحديث عن الموقف والتوجه لا يحتاج لكثير من التفسير، فما تعرض له رئيس التحرير السابق لصحيفة الشورى خلال السنوات الماضية من اعتقالات واخفاءات قسرية وتعذيب كان كفيلاً بان يشرح العلاقة العدائية التي ربطت الخيواني بالسلطات اليمنية، مثلما كان معبراً واضحاً عن المعاناة التي يعيشها الصحفيون اليمنيون في ظل بلد يعاني من توتر (شبه دائم).


    ومنذ اندلاع الثورة، كان الخيواني في مكانه المنتظر، ساحة التغيير بصنعاء، حيث يشارك نخبة من المثقفين والناشطين والقانونيين ورجال المجتمع في المطالبة باسقاط نظام الرئيس صالح، ومن هناك تحدث الينا الخيواني في هذا الحوار، عن تطلعاته وآماله ومخاوفه بخصوص الثورة، نظام صالح، والمستقبل.. الى الحوار:
    حاوره: احمد شوقي احمد
    · الان وقد اندلعت الثورة الشعبية.. احتكاماً للواقع، اين تضع نظام الرئيس صالح وأين تضع مناهضيه؟
    - اولاً لا اعتقد ان الرئيس صالح كان لديه نظام حاكم، للاسف الرجل كانت لديه عصابة من الاقارب، والعشيرة والحاشية، حكم بها وتحكم بنا كشعب، حتى انه اختار اسوأ الناس كممثلين له في المحافظات من البلاطجة! والجهلة ليرى نفسه افضل منهم، وما كانوا الا انعكاساً له ولتفكيره.
    اما اين يمكن وضعه ومن معه، اضعهم بمكان العصابة التي تلاحق.. واما مناهضوه فمتنوعون، الشباب وفئات الشعب من المواطنين هؤلاء من الصادقين الحالمين بوطن صالح للعيش، واما الاحزاب، فتحاول اللحاق بالشعب، وهناك من يعتقد انها سترث النظام، وللاسف بنفس الادوات والعقلية، ونفس الاسلوب الذي يرفضه الشعب من صالح، وهي تحاكي صالح بنفس اسلوبه، فتراها خليطاً دينياً عسكرياً قبلياً فجا، يعتقد انه من خلال السيطرة على ميكرفون سيسيطر على الثورة ويقصي الشباب عن مطالبهم ويساوم براحته، ولا مانع في سبيل الوصول ان يتحالف مع مجرم وفاسد، هؤلاء هم نتاج فرز اجتماعي وسياسي واحد هم وصالح ويخافون من الثورة، ولكن كل يتصرف بطريقته، واعتقد ان الثورة ستلاحقهم جميعاً اما بمراحل او مجتمعين.
    · هناك من يقول ان صالح اصبح الان افضل، ولديه قدرة على المراوغة؟
    - صالح لم يكن يوماً اسوأ مما هو عليه اليوم، وقدرته على المراوغة معروفة ومكشوفة، وطالما لديه البنك مفتوح والنهب متاح فوسائله لن تخلو من المراوغة لكن تصرفاته اليوم تدل على الضعف وليس على القوة، وهو يعرف انه يكذب على نفسه، فما يجمعهم بالميادين يعرف هو اكثر من غيره ما هي وسيلته لجمعهم، ولن يستطيع الاستمرار بجمعهم طويلاً وسرعان ما ينفضوا عنه بعد الجمع والجمعة لانهم خرجوا مقابل اجر او بالاوامر ولا يقاس بهم مهما كان عددهم لان الف محتج اهم من مائة الف مناصر للسلطة بالمقاييس الديمقراطية.. ولن يجدي على صالح الاستمرار بمراوغته طويلاً وان راهن على الوقت.
    · برأيك.. ما هي دواعي مبادرته الاخيرة حول تسليم نصف صلاحياته لحكومة ائتلافية وكيف تقرأها؟
    - دواعي المبادرة هو الضعف والتشبث بالبقاء ومحاولة الوصول الى اتفاق مع طرف سياسي ما يقبل بهذا وينظم اليه، لينفرط عقد الثورة، ولعله بهذا يغري الاصلاح كحزب رئيس بالسلطة.. ولعل السعودية وسيط بهذا الشأن، والسعودية من اعداء الثورة والتغيير باليمن كعادتها.. ومخاطر هذا الامر كبيرة بالنسبة للاصلاح، الذي نأمل ان يأخذ بالنموذج الاخواني الراقي لاخوان مصر وان لا يفرط بتجربة المشترك، واعتقد ان قواعد الاصلاح لن تقبل من قيادته هذا الامر، وعموماً فان صالح حتى وان ضحى بالحكومة الان فانه سيستردها لاحقاً كعادته، وحتى لو قبل الاصلاح، فان ذلك سيضعف الاصلاح والرئيس ولن يلغي الثورة ولكنه سيطيل عمر بقاء النظام قليلاً.
    · هل تتصور ان هذه الثورة ستؤدي الى دولة مدنية حقيقية؟
    - الثورة قامت من اجل الوصول الى دولة مدنية حقيقية.. وهناك عوائق لا شك للوصول الى تحقيق هذا الهدف بعد اسقاط النظام، فالطريق ليس مفروشاً بالورود، لكنه ليس مستحيلاً ولا بديل لتحقيق الهدف الا نموذج طالبان، لهذا يجب على الثورة ان تنجز هذا الهدف وان تستمر بالميادين للنضال من اجل هذا الهدف.
    · هل تمتلك ضمانات لهذا الامر؟
    - لا توجد ضمانات للوصول للدولة المدنية الحديثة اليوم، سوى الشباب بالساحات وليس غيرهم، ولا احد غيرهم يمتلك ضمانات او يمكن الرهان عليه.
    · هل هناك سيناريو متفق عليه لدى الثوار حول مرحلة ما بعد السقوط؟
    - اعتقد هناك تصورات تتبلور لدى الثوار والشباب المستقلين، لمرحلة ما بعد السقوط، قد تختلف في لغتها لكنها موحدة، من خلال ما اطلعت وتابعت وجدت ان الشباب يقتربون من طرح تصور واضح، فهم مقسمون للمراحل بحيث يكون اولاً مجلس انتقالي من شخصيات مدنية وطنية لم تشارك بفساد النظام السابق ولم تكن من اعمدته، يتم اختيارها على اساس الكفاءة والنزاهة والمؤهل، بعيداً عن اي حسابات جهوية او مذهبية او عسكرية او قبلية، وتكون مهمة المجلس المؤقت صياغة دستور جديد لدولة مدنية يعتمد الفصل بين السلطات واستقلال القضاء، وصياغة قانون انتخابات، على اساس القائمة النسبية، وتشكيل حكومة مؤقتة، واجراء انتخابات رئاسية واستفتاء وتشكيل حكومة مؤقتة، واجراء انتخابات رئاسية واستفتاء وتشكيل حكومة ولجنة عليا للانتخابات بنفس معايير المجلس، وتعيين قيادة للجيش، والغاء الاجهزة الامنية القائمة ومحاسبتها، والغاء وزارات الاعلام والثقافة وحقوق الانسان والاوقاف، وتشكيل هيئات وطنية مستقلة للاعلام والثقافة، ولحقوق الانسان وللاوقاف بديل عنها، والجميل ان الثوار يؤكدون انهم سيبقون بالساحات لضمان انجاز تحقيق ثورتهم وهذا ما يجب ان يفهمه ويعيه كل الاطراف، وعي الشباب متقدم وان نقصتهم الخبرة في الجانب التنظيمي لكنهم واعون جداً وقادرون على طرح تصورات متتالية للمراحل اكثر وضوحاً، وتحديداً لانهم ينطلقون من روح صافية، لا تنطلق من المصالح والعصبيات.
    · ما رأيك بدخول مشائخ القبائل وقادة عسكريين كبار على خط الثورة؟
    -بالنسبة لدخول مشائخ وقادة عسكريين على خط الثورة هذا جيداً ومفيد للثورة لكن بشرط ان لا يحاول احد حرف مسار الثورة واستغلالها او ركوب الموجة استناداً على الوجاهة والامكانات والعلاقات والنفوذ، او ان يعتقد ان انضمامه سيعفيه من الحساب والمحاكمة عن الجرائم او الفساد الذي ارتكبه بحق الشعب اليمني واستغرب حقيقة بعض التصريحات التي تتحدث عن خروج آمن ومشرف للرئيس من بعض من يتحدثون وكأنهم قادة للثورة دون ان يفوضهم احد مثل هذه التصريحات تستفز الشباب وتستفز كثيراً من ابناء الشعب اليمني بل ويعيقون مسار الثورة السلمية بتجاهلهم الشباب ومدنية وسلمية الثورة وربما حان الوقت ليفهم الجميع ضرورة تغيير المفاهيم والاساليب عن كيفية التعامل مع الشباب والشعب، يجب ان يتأقلموا مع قيم الثورة وان لا يفرضوا ما ألفوه لكي يكونوا اضافة مفيدة للثورة ويقبلوا بمبادئ الحساب والواقع اننا لابد ان نصادف نماذج مختلفة، مثل البعض الذي بدأ مستعجلاً لقطف الثمار، كم كان الشيخ صادق الاحمر موفقاً بحواره ومحل اعجاب وهو لا يتكلف ولا يدعي وارتاح له الكثير.
    · هناك من يتهم السلطة بانها تقوم بذكاء المخاوف من هؤلاء لتفريق شمل المعتصمين، ويستدل بدعوة المشائخ والعسكر الى دولة مدنية حديثة؟
    - نعم السلطة تحاول إذكاء المخاوف من هؤلاء وتشكك بالمشائخ والعسكريين المنظمين بطريقتها المعتادة ليس حرصاً على مفاهيم او قيم بل بغرض افشال الثورة، والمشائخ والعسكريون ليسوا قالباً واحداً كما تصورهم السلطة ولسنا بصدد قراءة النوايا للمنضمين للثورة انما يجب ان يكون هناك تنبه وحذر لازالة الاخطاء وبحيث لا تستفيد السلطة من الشباب في اذكاء الاشاعات، وينبغي اعطاء الشباب دوراً اكبر في الساحات فليس من مصلحة الثورة ان تكون بطابع او صبغة واحدة ولا داعي للتشكيك باي صوت يحتج على الاخطاء ومحاكاة اساليب السلطة بطريقة اتهاماتها، التغيير يجب ان يبدأ من الساحات والقبول بالاخر واستيعاب المختلف بهذه الثقافة ستنتصر الثورة وليس بتكرار اساليب الرئيس.
    والقوي والقادر هو الذي يجب ان يبدأ بهذا ولن يخسر بل سيكسب ولن ينتقص منه واتمنى ان تعي مختلف الاطراف وان لا تتضايق من النقد، وان تستفيد من النموذج المصري وسيحسب لها طمأنة الاخرين واي نجاح يتحقق.
    · كصحفي وسياسي. كيف تقرأ- بحياد- الانفجار الاخير الذي حدث في ابين وما اسفر عنه من استشهار عدد كبير من المواطنين؟
    - الانفجار الاخير بأبين يحتاج لجنة تحقيق متخصصة لكن من حيث المبدأ تتحمل مسئوليته السلطة التي تركت المصنع عرضة للنهب، والتي تناور بتسليم السلطات المحلية للقاعدة والجهاد لتثير مخاوف اميركا وتسلم السلطة لتاجر سلاح بصعده، ما يحدث بالجنوب وصعدة مبرمج والسلطة تحاول الاستفادة منه واثارة مخاوف الخارج انه مخطط مكشوف ومتوقع وشهداء ابين شهداء للثورة ويجب مقاضاة المسئولين عما حدث.
    · الا تتخوف من انتكاسة قد تصيب اليمن او الثورة فيما لو نجحت باسقاط النظام؟
    - اعتقد ان سقوط النظام سيكون لصالح اليمن والدولة المدنية ولا اعتقد ان هناك وضعاً اسوأ مما وصلنا اليه من اوضاع لقد عاش الرئيس كثيراً على مخاوفنا كشعب ولم تجن البلد سوى الدماء واي وعود يقولها الرئيس لن يفي بها لانه لا يجيد غير ما صنع والمؤسف انه يعتمد سياسة الارض المحروقة بديلاً لأي حل يخدم البلد.
    · هل تشعر بالطمأنينة على الثورة الان ولاحقاً؟
    - من الصعب الاطمئنان وينتابني قلق من حين الى اخر لكني مؤمن بالثورة وضرورة نجاحها ومراهن عليها برأسي، انها الفرصة المتاحة لاستعادة الوطن وذاته وهويته وكرامته كما لا استطيع ان اقول ان الاطمئنان سيتحقق بمجرد اعلان قيام الثورة بل بتحقيق اهدافها والقلق امر طبيعي اذا كان محفزاً للنجاح وليس للاحباط.
    · الا تتخوف من فرز مذهبي وطائفي ومناطقي بعد ذهاب صالح؟
    - لست خائفاً لان الساحات اليوم صهرت الجميع والغت الفرز والانقسامات القائمة التي كرسها صالح ونظامه، الثورة اسقطت مطلب الانفصال لصالح مطلب اسقاط الرئيس وجعلت ابناء مأرب والجوف وصعدة وحرف سفيان يخرجون في مظاهرات سلمية، لقد توحد اغلب اليمنيين اليوم تحت شعار (الشعب يريد اسقاط النظام) وعلى السياسيين ان يحافظوا على هذا المكسب ويتجاوزوا كل حالات الانقسام والتشكيك والاتهمامات وان لا يجعلوا التشتت والانقسام وسيلة لجلب مصالح هنا او هناك، بقاء علي عبدالله صالح فيه خطورة شديدة على الوحدة اليمنية والوحدة الوطنية، وبقاؤه سيدفعه لملاحقة من خرجوا عليه للانتقام منهم، لهذا لا خيار الا الانتصار للثورة واسقاط صالح وما يسمى بـ (النظام) برمته لان بقاء اي احد منه، يعني بقاء لهذا النظام ولعقليته، والحديث عن هذا ليس مساً بالثورة فنحن قد تجاوزنا تكتيكات الستينيات السياسية.
    · كلمة.. رسالة.. سؤال لم اسأله؟
    - الثورة خيار لا يجب التراجع عنه ويجب التضحية في سبيله والتجاوز عن الاخطاء ووحدة الصف والكلمة واستيعاب التباينات والانتقادات، وانتقاد اخطاء الاصلاح او الشيخ حميد او علي محسن ليس خروجاً على الثورة، فمن حق البعض ان يقلق ويخاف ويرفض، وبدلاً من الاقصاء والاتهام والتشكيك فان الافضل طمأنة هؤلاء المنتقدين، وهذا ما آمله من هذه الشخصيات والجهات، ومن العقلاء تحديداً لمعالجة اي غلط من هذا النوع.
    وثمة شيء اخر، لقد فات وقت المبادرات والحوارات واي ترتيب لا يكون الشباب جزءاً منه فلن يكون محل رضا الساحات، وبالنسبة للملكة العربية السعودية فمن الطبيعي ان تقف مناهضة للثورة لانها لم تكن يوماً منحازة لخيارات الشعوب وخاصة باليمن، لهذا ليس علينا ان نثق بمبادراتها ولا يعتقد احد انه مخول بأي قرار بدلاً عن الشارع، والساحات اليوم قادرة على ان تفرض ارادتها بالتغيير واسقاط النظام على الكل، حتى على اميركا.
    و موقع يمنات
  • تعديل

    صعدة .. الحرب والتواطؤ

إظهار الأقدم