أعلنت منظمة العفو الدولية فوز الصحفي عبدالكريم الخيواني بجائزتها الأولى الخاصة بصحفيي حقوق الإنسان المعرضين للخطر عام 2008م. جاء ذلك خلال حفل أقامته المنظمة في لندن مساء أمس الثلاثاء، وتسلم الجائزة بالنيابة عنه جون بوملحة رئيس الفدرالية الدولية للصحفيين. وكانت المنظمة قد أدرجت إسم الصحفي عبدالكريم الخيواني من اليمن وعقيل خليل صحفي أذربيجاني ضمن قائمة جائزتها الخاصة بصحفيي حقوق الإنسان المعرضين للخطر للعام 2008، إلا أنه وبعد الحكم الأخير الذي قضى بسجن الخيواني 6 سنوات قررت المنظمة منح الجائزة الأولى للصحفي الخيواني. وتعد هذه إحدى جوائز المنظمة الإعلامية التي يتم تسليمها بشكل سنوي للإعلاميين المعرضين للخطر بسبب آرائهم. وبحسب بلاغ صحفي فإن الجائزة تمنح لأي صحفي من أي قطر في العالم تعرض للخطر نتيجة لأدائه لصحافة حقوق الإنسان. وأكدت المنظمة بأن الصحفي عبدالكريم الخيواني يتعرض لمخاطر كبيرة في عمله الصحفي، داعية السلطات المختصة لضمان سلامته و حماية حقوقه في التعبير الحر و التحرك الحر، مشددة على عدم مهاجمة أو حبس أي صحافي في أي مكان في العالم بسبب أدائه لمهنته." وتمنح الجائزة الخاصة بالمنظمة من قبل فريق من خبراء المنظمة والناشطين من مركز المنظمة الواقع في المملكة المتحدة ويستضاف الصحفي الفائز لاستلام الجائزة شخصيا في حفل الجوائز الإعلامية في الذي أقيم أمس والذي تغيب عنه الخيواني المسجون بالسجن المركزي. http://www.yemen90.net/topic-t3020.htm |
عندما زار الصحفي اليمني، عبد الكريم الخيواني، الجزائر لتسلم جائزته ''عمر أورتيلان الدولية لحرية الصحافة والتعبير''، نظم له مضيفوه في يومية ''الخبر'' جولة عبر العديد من أحياء العاصمة. الضيف سأل مرافقيه وهم صحفيون من ''الخبر''، وهو يعبر شارع ديدوش مراد بقلب مدينة الجزائر، عن المهندسين والجهات التي أنجزت تلك العمارات رائعة الجمال، كما قال، فقيل له إن سلطات الاحتلال الفرنسية هي من بنت تلك العمارات التي تبدو واجهاتها وكأنها لوحات فنية في غاية الجمال والإتقان.
الضيف اليمني عجز عن الكلام وهو يتأمل مبنى البريد المركزي. ثم سأل عن الجهة التي أنجزت مباني مقر ولاية الجزائر ومقر المجلس الشعبي الوطني وفندق السفير، وبقية التحف المعمارية التي تزين شارعي زيغود يوسف وتشي غيفارا. فقيل له فرنسا هي من بنى وشيد كل هذه العمارات.
الضيف صمت لبعض الوقت ثم قال بهدوء حزين: ''ليت فرنسا استعمرت اليمن''. ثم سأل زميلة كانت برفقته مع زملاء آخرين عن الأحياء التي بنتها دولة الاستقلال الجزائرية، فردت عليه: لقد بنت دولتنا حيا اسمه عين النعجة وآخر اسمه درفانة وثالث اسمه فاريدي ورابع باش جراح. وبنت دولتنا كذلك عشرات الأعشاش المماثلة ببقية المدن الجزائرية.
بجماهيرية القذافي، كشفت لنا ثورة الشعب الليبي ضد عقيده أو حرب هذا العقيد ضد شعبه، أن طرق وشوارع مدن بحجم بن غازي ومصراتة وحتى طرابلس لا زالت غير معبدة، وأن معظم أحياء هذه المدن غارقة في الأوساخ والأتربة والمياه الآسنة والحشرات والكلاب الضالة، أو بمعنى أدق، تعيش التخلف في أبشع صوره، وهو ما يعني أن ما يزيد عن الأربعين سنة من حكم القذافي الثوري لم تغير في الواقع الليبي شيئا. فهل يدرك العقيد وبقية زملائه الحكام والعرب أجمعين، معنى ضياع وتضييع أربعين وخمسين سنة من عمر الشعوب؟
المأساة أن كل هذا الضياع وكل هذا التضييع جاء بعد ثورات شعبية عظيمة، قدمت فيها الشعوب العربية تضحيات جسام، لتبتلى في نهاية المعركة بحكام أوصلونا إلى البراكين التي يكتوي الجميع بحممها.
أخطر من هذا... عندما انفجر الليبيون وتحركوا مطالبين بالتغيير، خرج عليهم العقيد مهددا بتقليص عددهم إلى المستوى الذي وجدهم عليه يوم قفزه إلى حكم ليبيا، وهو ما يعني أنه يرى نفسه مسؤولا حتى عن تناسلهم وازدياد عددهم. لقد خيّر العقيد الليبيين بين حكمه أو الفناء، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
إن ليبيا تتوفر على كل ما يؤهلها لأن تصبح أي من مدنها في مستوى التطور الذي حققته إمارة دبي على سبيل المثال. والجزائر تتوفر على الإمكانيات المادية والبشرية التي تؤهلها لاحتلال مكانة بحجم تلك التي حققتها كوريا في عالم المال والاقتصاد والصناعة والتجارة. أما مصر فولا حسني مبارك لكانت، على أقل تقدير، نمرا من النمور الآسيوية... لكن حكامنا، كل الحكام العرب، أرادوا غير ذلك. فهل تكفي المطالبة برحيلهم؟
العربي زواق
الضيف اليمني عجز عن الكلام وهو يتأمل مبنى البريد المركزي. ثم سأل عن الجهة التي أنجزت مباني مقر ولاية الجزائر ومقر المجلس الشعبي الوطني وفندق السفير، وبقية التحف المعمارية التي تزين شارعي زيغود يوسف وتشي غيفارا. فقيل له فرنسا هي من بنى وشيد كل هذه العمارات.
الضيف صمت لبعض الوقت ثم قال بهدوء حزين: ''ليت فرنسا استعمرت اليمن''. ثم سأل زميلة كانت برفقته مع زملاء آخرين عن الأحياء التي بنتها دولة الاستقلال الجزائرية، فردت عليه: لقد بنت دولتنا حيا اسمه عين النعجة وآخر اسمه درفانة وثالث اسمه فاريدي ورابع باش جراح. وبنت دولتنا كذلك عشرات الأعشاش المماثلة ببقية المدن الجزائرية.
بجماهيرية القذافي، كشفت لنا ثورة الشعب الليبي ضد عقيده أو حرب هذا العقيد ضد شعبه، أن طرق وشوارع مدن بحجم بن غازي ومصراتة وحتى طرابلس لا زالت غير معبدة، وأن معظم أحياء هذه المدن غارقة في الأوساخ والأتربة والمياه الآسنة والحشرات والكلاب الضالة، أو بمعنى أدق، تعيش التخلف في أبشع صوره، وهو ما يعني أن ما يزيد عن الأربعين سنة من حكم القذافي الثوري لم تغير في الواقع الليبي شيئا. فهل يدرك العقيد وبقية زملائه الحكام والعرب أجمعين، معنى ضياع وتضييع أربعين وخمسين سنة من عمر الشعوب؟
المأساة أن كل هذا الضياع وكل هذا التضييع جاء بعد ثورات شعبية عظيمة، قدمت فيها الشعوب العربية تضحيات جسام، لتبتلى في نهاية المعركة بحكام أوصلونا إلى البراكين التي يكتوي الجميع بحممها.
أخطر من هذا... عندما انفجر الليبيون وتحركوا مطالبين بالتغيير، خرج عليهم العقيد مهددا بتقليص عددهم إلى المستوى الذي وجدهم عليه يوم قفزه إلى حكم ليبيا، وهو ما يعني أنه يرى نفسه مسؤولا حتى عن تناسلهم وازدياد عددهم. لقد خيّر العقيد الليبيين بين حكمه أو الفناء، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
إن ليبيا تتوفر على كل ما يؤهلها لأن تصبح أي من مدنها في مستوى التطور الذي حققته إمارة دبي على سبيل المثال. والجزائر تتوفر على الإمكانيات المادية والبشرية التي تؤهلها لاحتلال مكانة بحجم تلك التي حققتها كوريا في عالم المال والاقتصاد والصناعة والتجارة. أما مصر فولا حسني مبارك لكانت، على أقل تقدير، نمرا من النمور الآسيوية... لكن حكامنا، كل الحكام العرب، أرادوا غير ذلك. فهل تكفي المطالبة برحيلهم؟
العربي زواق