الخميس، 21 مارس 2013

يوميات محاور// مرافقين مسلحين ,,,,وكواليس ....




عبد الكريم محمد الخيواني

20مارس2013

تتجه إلى فندق موفمبيك لحضور الحوار , حسب ما حدد في الساعة 8 , تتوقف بعدة نقاط تزداد كلما اقتربت من الفندق , وتفاجئ ببوابة الفندق بالسيارات الفارهة تحمل مجاميع مسلحه ,كأنها قدمت للتو من ساحات المعركة ,أو تتأهب لها , وبجانبها جنود الأمن المركزي , تخاف ,ويختلط عليك الأمر لأنك سمعت قرار منع السلاح وسحب رخص السلاح , وتكتشف أن المنع مجرد تصريح وإعلان ,أما الجلسة فبدأت 10ونصف ,بعد حضور فخامة الرئيس !!!
تسأل من هؤلاء المسلحين ,المحملين بالقنابل (والجعب) فيقال مرافقي الشيخ فلان , والوزير السابق فلان , أما الأهم منهم من المشايخ والمسئولين ,فتجد مرافقيهم بساحات الفندق مستلقين بساحات الفندق الخضراء ,أو فوق السيارات , وفرة السلاح لا تقل بل تزيد بحضور السفير الأمريكي ,وبحرس من المارينز القابع في شيراتون ,وتزيد أكثر بحضور الرئيس ,ويمتد انتشارها إلى داخل القاعة ,فتجدهم بنظاراتهم السوداء وبالزى المدني والعسكري وعلى الطريقة الأمريكية ,أمام المنصة , ممرات القاعات بين الحضور, في مشهد يوحي بالتوتر والقلق , ويؤجل بدء الجلسات , ويربك الأفكار , ويؤخر الوصول , لا اعلم هل يعي الرئيس أن غيابه عن رئاسة الجلسات يجعلها أقل توترا وأكثر هدوءا.
كانت الجلسة الثانية مخصصه لإلقاء الكلمات , الشباب ابلغوا أن يعدوا كلمة فجرا , وتوالت الكلمات ولست بصدد الحديث عنها بل عن القاعة ,التي حشدت , صور متعددة تتسع لتشمل ,النقائض , الثائر الحقيقي ,ومن ثار عليه , والضحية ,والبلطجي بمختلف مراتبهم ,وزير, شيخ وقاطع الطريق , تجد كل إفرازات نظام صالح ,ومخلفاته سلطه ومعارضه , الدخيل على المشهد شباب , شابات من هنا وهناك ,وآخرين ,جاءوا ومازالوا يحملون نفس الحلم ,والجميع تائهون ,وتقنع نفسك انك أمام الأيام الأولى لمرحلة تيه الحوار ,متمنيا أن لا يطول .
تنظر إلى المنصة, فإذا بك, في مواجهة الوجوه القديمة ذاتها, يتخللها وجوه حائرة, جاءت بها من خارج المشهد قضايا ودماء, وأمال تكاد تفقد بريقها في دهاليز السياسة.
وخلف المنصة ,بعدة اتجاهات كواليس , لها جذور من توقيع المبادرة , من تشكيل اللجنة الفنية , وفي الكواليس تدور أمور كثيرة ,توزيع اللجان ,أو فرق العمل ,ورئاسة بدون انتخاب ,كيفية تمرير اللائحة بالتزكية , كما مررت لجنة الرقابة ,أو القضاء , رجال الكواليس , مغلفين بهالات , قداسه أو وطنيه ,والمكولس ليس شرطا أن يكون رجل أول ,بل في موقع يؤهله للكولسه ,,منهم من يكولس لحزبه ,ومنهم من يكولس لنفسه ,وفي الكواليس ستجد النقيضين مجتمعين معا , المختلفين ,وتجد من ليس له مصلحه بالكولسه !!! لكنه يكولس ,معتقدا أن السياسة فن الكولسه ,وخلف كل (مكولس) قطيع , وستظهر نتائج الكولسه قريبا جدا ,فبعض الأسماء متوافق عليها أن لا تدخل لجان محدده ,لأنها تدرك اللعبة .
لم يبدأ النقاش العام , واستهلك اليوم الثاني بسماع كلمات , طالما رددت , ومن نفس الأشخاص ,كلمات وبرامج وخطط , لم يستفيد منها احد , ولن يستفيد منها أحد طالما لم تتحول إلى سلوك ,وعمل , يتحدثون عن الدولة المدنية القادمة , متناسين ترسانة السلاح الممتد من القاعة إلى الشارع , يتحدثون عن الديمقراطية , ولجان بالتعيين والتزكية , مهمتها تمرير,أجندات وأن تزينت بأسماء لامعه وبراقة ,من هنا وهناك ؟
اقسم المؤتمرين اليمين , وجاء البعض قائلا فلان لم يقسم ,قلت ضاحكا ما الفرق ,حتى لو أقسم , يقف المؤتمرين , لقراءة الفاتحة ,وإذا بالمتهم بأنه خطط لقتل الشباب , ومن مول وحشد ,ومن قطع الطريق والقاتل والانتهازي,واللص والفاسد والوصولي, والمعارض والثائر والضحية ,جنبا إلى جنب ,يرفعون أيديهم نحو السماء ,ويقولون أمين ,وكلا في نيته الفاتحة على الشهداء اللي برأسه ,ربما لا تلاحظ ذلك المنصة ,التي تظم خبراء الفشل الدائم والقادم ,خبراء ما فوق الستين ,المنظرين العاجزين عن النظر للمستقبل ,لأن هدفهم إنجاح التسوية السياسية ,والمبادرة التي وقعوها وأوقعتنا , وجمعت هذا وذاك اليوم ,في مشهد مثير للحزن والحسرة ,والسخرية ,وكما يقول المثل (ياذاك قل لذاك من مصكاع ذاك ),
شهادة اليوم الثاني حوار 19 مارس .... إلى اللقاء