الجمعة، 23 سبتمبر 2011


          
حوار مع الصحفي عبد الكريم الخيواني مع صحيفة العربي القطرية
بقلم/ بلا قيود نت - العربي القطرية - وهيب النصاري
الثلاثاء 19 أغسطس-آب 2008 06:30 م

من خلف قضبان السجن الخيواني:لـ'العرب القطرية'
=============================================
أنا صحفي مغضوب عليه من الرئيس وتحولت حياتي إلى جحيم



 صنعاء - وهيب النصاري



لايزال الصحفي اليمني المعارض عبدا لكريم الخيواني خلف قضبان السجن بالعاصمة صنعاء بتهمة التخطيط مع مجموعة أطلق عليها 'خلية صنعاء الثانية' لأعمال اجرامية إرهابية وتفجير منشآت عسكرية وتصفية قادة عسكريين.

 وغيرها من التهم وتعرض الحيواني لسلسلة اعتداءات واعتقالات منذ كان رئيس صحيفة الشورى عام 2004م حينما تبنى نشر ملفات عن توريث الحكم في اليمن وجانب من الفساد في ممارسة المسئولين للتجارة بينهم أقارب الرئيس اليمني صالح..

 حكم على الخيواني بالسجن لمدة عام في محاكمة مستعجلة وقضى من الفترة 7 اشهر خلف القضبان تعرض أثناءها لاعتداءات جسدية داخل السجن.

وفي المحاكمة التي تعد الثالثة أدرج اسمه ضمن مجموعة متهمة بالانتماء لخلية محسوبة على الحوثيين...تعددت طرق الاعتقالات التي تعرض لها الخيواني خلال الأربع السنوات الأخيرة من قبل أجهزة السلطات اليمنية ،آخرها في يونيو 2007م عندما اقتحم مجهولون ينتمون للاستخبارات منزله وصادروا مسودات مقالات ومقابلات واسطوانات مدمجة وبعض مستلزماته الشخصية.

اتهمته النيابة المتخصصة بقضايا الإرهاب بـ'التخطيط لقلب نظام الحكم' قبل أن تقرر تقديمه للمحاكمة بتهمة الانتماء لجماعة مسلحة للقيام بأعمال تخريبية ..ثلاثة تجارب تعرض لها الخيواني في السجن منذ قرر ' تشخيص الفساد' محاولاً الاقتراب من ما كان يعرف بالخطوط الحمراء لكن التجربة الأخيرة تختلف كونه بحالة صحية لاتساعده البقاء داخل السجن لفترة طويلة.

وقبل سجنه الأخير تم اختطافه من وسط العاصمة صنعاء من قبل مجهولين إثر تحقيق صحفي بعد خروجه من السجن تحت عنوان'ما قبل الدولة.. وطن وراء القضبان ..إذ يستنزف أرواح وعقول وجيوب المسجونين' كشف انتهاكات واسعة للسجناء.

وبعدها سجل وصية لمنظمة العفو الدولية في العاصمة صنعاء وقال' حملت الرئيس اليمني صالح المسئولية المباشرة إزاء أي مكروه قد أتعرض له أو أحد أفراد أسرتي '.،ومن ثم قضت المحكمة الجزائية المتخصصة في قضايا أمن الدولة في تاريخ 9يونيو الماضي بالسجن 6 سنوات بتهمة الاشتراك في عصابة مسلحة وتوزيع منشورات تؤيد الحوثيين، والتحريض ضد الدولة.

بعدها أعلنت منظمة العفو الدولية ان جائزتها السنوية الخاصة بصحفيي حقوق الإنسان المعرضين للخطر قد رست على الصحفي عبد الكريم الخيواني، الذي خاض التصفية النهائية مع الصحفي الاذربيجاني عقيل خليل.، وهي إحدى الجوائز الإعلامية السنوية التي تمنحها المنظمة، وتسلم الجائزة نيابة عن الخيواني السيد جيم بوملحة رئيس الفدرالية الدولية للصحفيين ( IFJ )،وأكدت منظمة العفو الدولية أنها على يقين ان سجن الخيواني كان متعلقا بممارسة مهنته كصحفي ومتابعته لإخبار الحرب الدائرة في صعده.

من خلف قضبان السجن بالعاصمة صنعاء تحدث الخيواني اشهر سجين رأي في اليمن عن خلفيات سجنه وتجربته خلال اربع سنوات مع القضاء وعن الممارسات التي يتعرض لها داخل السجن وغيرها

صنعاء-وهيب النصاري

 العرب : في البداية ممكن نعرف خلفيات سجن الصحفي عبدا لكريم الخيواني ؟

 - وجودي في السجن رغبه علياء وتعليمات فوقيه أخرجت عن طريق القضاء بشكل مكشوف فمن تهمة ملفقة إلى أدله غير محرمه صور وسيد يهان ومقالات لم تنشر إلى حكم بلاحيثياث وكل ذلك توج بتحوير منطوق الحكم بإضافة فقرة كاملة (للتنفيذ) المعجل وهو ما لم يورده القاضي وسجلته كاميرات 13 قضائية و كالات إنباء.

 العرب: هل كنب تتوقع صدور حكم ضدك يقضي ست سنوات في السجن ؟

- تجربتي مع القضاء تجعلني أتوقع ذلك وما هو أسؤ منه عند ما يكون القضاء غير مستقل والمحكمة استثنائية (محكمة امن دوله)، معروف انها محكمة أدانه لا يهمها النظر حتى في ملف القضية أو الدفوع التي تقدم أما مها أو المحامون مهما كانت قدراتهم وحججهم.

عضوا اللجنة الرئاسية السابقة المشرفة على إنهاء الحرب في صعده عبده الجندي كان قد تحدث في قناة الجزيرة مباشر قبل عدة أشهر وقال انه سيصدر حكم ضدي ثم يراجع طبعا بعد أن أبدى استغرابه للتهمة الموجهة لي (الأرهاب) وتضامنه معي كصحفي ،لكن كلامه يؤكد أن الحكم الصادر قرار من جهة رسمية ما وليس من قضاء مستقل ونزيه كنت أتمنى أن يسعى القضاء لكسب ثقة الناس في إصدار حكم عادل خاصة والقضية قضيه رأي عام لكن يبدو ان أحدا لا يبالي بذلك فقط يستأون من قول ذلك وكشفه او التعليق علية .

= العرب: ظهرت صورة الخيواني في وسائل الاعلام أثناء نطق الحكم مندهشاً وكأنك لاتتوقع هذا الحكم ،هل كان لديك معلومات مغايرة تجاه الحكم؟

- ربما كنت مندهشا من قوة الحكم ضد الجميع الذين اتهموا معي وليس ضدي فقط فشخص باع علاج يسجن خمس سنوات والذي أشترى العلاج 8 سنوات و.. أين الجريمة.

والاندهاش ليس مرده التوقعات وإنما المعلومات فا القاضي محسن علوان الذي اصدر الحكم كان قد تحدث إليَ إمام الزملاء الأستاذ عبد الباري طاهر وبلقيس اللهبي وعبد الرشيد الفقيه وقال بالحرف لا توجد عصابة ولا صفات عصابة وقال اطمئن وأضاف انه لم يتلق اتصالات ماء بشأن القضية كان هذا مثل الحكم بأسبوعين، فكيف لا اندهش من هذه الجرأة والاستهانة بالعدل ومكانة القضاء إلى هذا الحد.

=العرب:البعض يعتبر الحكم سياسي أي نقمة شخصية ضدك،وما الطريق لخروج الخيواني من السجن؟

- هذا صحيح فالحكم لا يمثل سوى نقمة وتنكيل شخصي مغضوب عليه من رئيس الجمهورية علي عبدا لله صالح حسب التصنيف السائد.

الطريق للخروج من السجن هو احترام القانون ونزاهة القضاء واستقلاله كما يفترض والمفروض أن يصحح الخطأ القائم أولا بالا فراج عني ابتداءً باعتبار أن فقره التنفيذ أضيفت بعد النطق بالحكم وهو ما يسقط الحكم في حالة رفعنا قضية مخاصمة ضدا القاضي .

رئيس الجمهورية معنى بالتدخل أيضا انتصارا للعدالة وسيادة القانون واستقلال القضاء والمحاكمة والحكم فضيحة كبيره تستدعي سرعة المعالجة وليس تهديد الصحفيين لغرض الهيبة وإلغاء ضمائرهم كما يفعل بعض مسئولي القضاء ما لم فسيحا كمون بتهمة الإساءة للقضاء.

 ان غياب العدل جعل المحاكم ساحة لتصفية الحسابات هو الإساءة للقضاء يا أصحاب الفضيلة والمعالي.

=العرب: ثم أحاديث في الأوساط السياسية والصحافية عن مطالب منك بتوجيه اعتذار شخصي للرئيس صالح؟

- لا توجد بيني وبين الرئيس صالح موضوع شخصي حتى يقال الاعتذار للرئيس وإذا كان خطأ يستحق الاعتذار فلست ممن تأخذهم العزة بالإثم إنما لا يوجد مسألة شخصيه هذا ما أعلنه تماماً، والذين يتحدثون عليهم هم ان يقولوا ما هو المطلوب الاعتذار عنه للرئيس أو لأي مواطن وساكون شاكر للتوضيح.

 ثم ما معنى الحكم والسجن من اجل اعتذار هذا الكلام يؤكد ان الحكم الصادر أسبابه أخذى لم أحاكم عليها وتهمة أخرى لم توجه في المحكمة .

عموما لا اعتقد انه من اللائق في حق فخامة الرئيس التعاطي مع الموضوع هكذا خاصة وانه لا توجد خصومه شخصية لي تجاه الرئيس صالح كشخص اطلاقاً او كمواطن تجاه شخص الرئيس الرأي لا يعني كراهية شخصية حتى وإن كان إنتقاد لممارسة ويجب علينا التفريق جيداً وعدم الخلط ..ونقاش كيف يحكم الحاكم ليس جريمة في بلد يقول أن لديه تجربه ديمقراطية وتعددية وحرية تعبير ولو شكلياً... والمصيبة أن يكون ذلك جريمة ويعتقد أن تلفيق التهم واستخدام القضاء تكفى لطمس الحقيقة.

 =العرب: الأحزاب السياسية أين موقفها من قضية الحريات واعتقال الخيواني ؟

- الأحزاب السياسية موقفها من قضية حقوق الانسان وحرية التعبير عموماٍ ليس واضحا وتختلف من حزب الى أخر حقوق الإنسان تعني للبعض ( حقي الناس ) والبعض ينظر اليها حسب جدول أولوياته ولا يعول عليهم كثيراً لو كان لهم جهد حقيقي ومغاير لما آلت حقوق الإنسان والحريات الى هذا الوضع المتردي لا أبالغ اذا قلت ان البعض ينظر للحريات نظره لا تختلف عن السلطة والحزب الحاكم (الكل نتاج فرز اجتماعي واحد في الأول والأخير) .



=العرب: انت تدفع ثمن إنتمائك لخلية تابعة للحوثيين المتمردين حسب أدلة الاتهامات ضدك؟

 – في الحقيقة ادفع ثمن رفع سقف الحرية منذ 2004م واستمرار التنكيل يؤكد ذلك فقط ،لان النطاق الواسع وتأثر سمعة اليمن خارجيا بسبب قضية سجن صحفي جعل السلطة تحول التهمة إلى إرهاب لمنع التضامن الدولي لكن ذلك لم يحدث وكانت المنضمات الدولية وقبلها المحلية رافضه للتهمة منذ اللحظة الاولى وحدوث المواقف على هذا الأساس ثم إن طبيعة الأدلة وقرار الاتهام يؤكد ان العمل الصحفي هو أساس الاتهام وما يحدث هو جوه من حاله القمع الرسمي للصحافة والصحفيين لماذا صحيفة الشورى مصادرة ومستنسخه ومواقع الشورى نت يحجب و...و..



=العرب: كيف يتم معاملتك داخل السجن؟

 – يتم التعامل معي كمعتقل سياسي والصحفي المغضوب عليه من الرئيس والسلطة وهكذا تصور كيف يكون الوضع والتعاطي معك والرئيس هو غريمك.

=العرب: كيف السجن للخيواني عام 2008م قياساً في سبتمبر 2004م ،وما الفرق بين التجربتين؟

- السجن لم يختلف كثيرا ، لكنه اشد قسوة ليس بسبب التنكيل المستمر او تجربه مرض السكر لكن لان كل شيء يتراجع بالبلد .

هل تعتقد ان السجن سيكون افضل حالا؟ هو يتراجع ايضاً ، والقانون المفقود خارج هو معدوم اكثر في السجن ، وهذا الكلام سادفع ثمنه عند ما ينشر التجربة الأخيرة أسوأ بكثير أنها عملية قتل بطيء مقصوده .



=العرب: جائزة منظمة العفو الدولية التي منحت لك مؤخراً هل خففت من صدمة الحكم ،وماهي القيمة المنوية والمادية بالنسبة للخيواني؟

- جائزة العفو الدولية كنت على علم فيها من وقت سابق للحكم حتي ان القاضي محسن علوان قال لي قبل الحكم جهز نفسك للسفر الى لندن عند ما سألته هل هناك مانع من سفري ؟؟

وفعلا الجائزة مهمة رائع ان يكون هناك من يقدرك وسط هذا التعسف والتنكيل وجميل ان تحظى بهذا التضامن الدولي والسلطة لاتوفر جهدا للتنكيل بك .



 السلطة تتصرف بهذه ألحمقه والرعونة وبهذا الشكل المكشوف لكني سعيد بالجائز وممتن للعفو الدولية في لندن على منحي هذه الجائزة .

اعرف قيمتها المعنوية فهي جائزة سنوية تمنح لصحفي واحد معرض للخطر تقدم في حفل يحضره كبار الصحفيون ، ويسلط الضوء على هذا الصحفي وقضية الحريات في بلده، اما الجانب المادي فلم يتسنى لي بعد ان اعرف ذلك .

اود هنا ان احي السيد جيم بوملحة الذي تسلم الجائزة نيابة عني ، وأقدم التحية أيضا للسيد اكلان جوتسون على تقديمه الرائع ، واشكر السيدة ناتاليا سميث على متابعتها المستمرة .

=العرب: عندما كنت رئيس تحرير صحيفة الشورى تبنيت بعض ملفات البعض إعتبرها محظورة وشائكة وخطرة كالتوريث في اليمن ..ماذا ترتب عملياً عن النشر في الواقع؟

- ملفات التوريت ، الفساد ، النفط ،أنتها كات الحقوق ، حرب صعدة ... كلها كانت ملفات في إطار نقاش قضية كيف يحكم الحاكم أردنا إن نشخص الاختلالات ، كمقدمه للمطالبة بالا صلاحات ، ولتوضيح ضرورتها .

لكن القضية تحولت من كيف تحكم الى من يحكم وحشرت ، البطن ، والصدر ، والأطراف وتحولت الى مسألة نقمة شخصية انا موجود في السجن على ذمتها للمرة الثالثة الآن ومنعت من السفر ، وتم اختطافي جهارا نهارا ، وصنفت كصحفي مغضوب عليه من رئيس الجمهورية ، وتحولت حياتي إلى جحيم ويقال انه انقلب على السلطة ، ومرة إرهابي .. يالطيف هكذا مرة واحده والاحظ أن السلطة العسكرية هنا تتهم موطن مدني يملك القلم فقط بعمل انقلاب .

 والان يكيف القانون ( العقوبات ) لكي يحمي ويقدس كل المسئولين ويضعهم في مكان العصمة ويبعدهم عن الحساب ، ومعتبر انتقاد موظف عام على ممارسته العملية جريمة تستحق السجن 15 عاماً ... زمان كان يقول الرئيس صالح يقولوا فساد ولا يسمون المفسدين وعندما بدأت ألصحافه تسميهم هاهو سيصدر قانون يناقش مشروعه أمام مجلس النواب يضع المسئولين في مكانه مقدسة بعيدة عن السؤال والمحاسبة وليس العقاب .

 = العرب: لنفترض أن أطفالك آيات ومجد الدين ومحمد جاءو لزيارتك في السجن ،ووجدتهم أمامك فجأة ماذا ستقول لهم من خلف قضبان السجن؟

- لا يعجبني ان يراني اطفالي من وراء تلك القضبان حفاظا على نفسيتهم ، مع ذلك اضطر فعلاً لرؤيتهم احياناً .. .

حاولت ان يحفظ ابنائي كجزء من التهيئة في أ وقات سابقة ، ابيات لشاعر فلسطيني

لو يقصرون الذي في السجن من غرف



 على اللصوص لهدت نفسها الغرف

لكن لها املاً أن يستضاف بها حراً



 فيعبق في إنحائها الشرف

ومؤخراً كنت اردد امامهم .. ايضا كتهيئه



لا يأخذ الموت من نفس لمنفرد



 شيئاً سواها أذا ما اغتال واحتشدا

= العرب: هل تحب أن تزورك زوجتك وأطفالك في السجن؟



- لا احب ذلك .. وعموما في الثلاث التجارب السابقة وحتى عندما بقيت 7 أشهر(سجن في سبتمبر 2004م بحكم على خلفية اتهامات أبرزها إهانة رئيس الدولة) لم تزورني زوجتي إطلاقا إلى السجن وزارني أطفالي ثلاث مرات فقط .. أفضل أن أجنبهم الواقع المأساوي المفروض علينا.

=العرب: ماذا عن واقع حرية الصحافة في اليمن؟

 – واقع حرية الصحافة في اليمن سيئ جدا انظر الى مرتبة اليمن في التقارير الدولية الصادرة عن منظمات الحقوق او الصحافية ستجدها في مرتبة متأخرة جدا .

وإذا نظرنا للواقع سنجد أن حاله القمع صارت ممنهجة ومخطط لها جيداً ، ضرب ، اختطاف ، محاكمات ، أحكام جائرة ، إغلاق صحف حجب مواقع إخبارية الكترونية كلها بلغت العام الماضي حوالي 250 حاله وهذا كثير جداَ.

وحاله القمع مرشح للزيادة فهناك مشروع قانون صحافة يعد نموذجاً للتخلف ولا ينتمي للعصر، الصحفي يجرم في قانون العقوبات وتشدد على الحرية مما ينا قض الدستور وما كان يعد مكسباً لليمن.

وعد الرئيس صالح بعدم سجن الصحفيين مند أربعة أعوام كلام انتهي ، وها أنا دليل على ذلك اليمن لم تعد بيئة آمنه للعمل الصحفي ، قمع الصحفيين موكل اليوم إلى ما تسمى هيئة الفضيلة التي بدأت بتفكير الصحفيين وتقديس الظلمة .

مازلت اعتقد أن القادم أسوأ للصحافة والصحفيين والبلد ، ولا احتاج لصدور أحكام ضد زملائي نائف حسان ، ونبيل سبيع ، ومحمود طه من صحيفة الشارع لكي أتأكد من ذلك .

= العرب: كلمة أخيرة للخيواني ؟

 – .. ما ابشع الحياة عندما يكون الحكم والخصم واحد .. ما أقبح الوطن عندما يضيق صدر الحاكم والوطن في البلاد العربية صدر الحاكم .. ما أقبح الكذب والادعاء والفشل والعجز ، والتناقض عندما يكون بحجم دولة.

يمكن ان يستمر الظلم لفترة ولكن في الأخير لابد أن تسري عليه السنين جميعاً

والتضحية ما لم نبذلها نكون كاذبين .. لابد من التضحية من اجل التغيير ، لنعلم الناس التضحية اذا وجدنا ان لا سبيل للتعبير الا بالتضحية وكما كانت حياتنا شوكة في عين الظلمة فليكن موتنا وصمة عار في حياة الظالمين .



عبد الكريم الخيواني
السبت , 14 مارس 2009 م
===============================================
مبدأ التضامن مبدأ إنساني وقيمي جميل وعظيم، تتضامن مع الضحية والمظلوم أياً كان وأينما كان، دون معرفة أو علاقة. والتضامن لا يحتاج إلى عصبية، لأنه من حيث المبدأ ضد العصبية، والطائفية والعنصرية.
إنما نحن في وقت اختلت فيها الموازين، وتغيرت فيه الاتجاهات، فإذا بالتضامن مع ضحية واحدة طائفية كما في توضيح وزير الداخلية لمجلس النواب حول قضية الدكتور درهم القدسي، أو يعد التضامن مع ضحايا حرب صعدة عنصرية وتآمر، ومع الضحايا في المحافظات الجنوبية انفصال وعمالة كما في الخطاب الرسمي والمحاكمات، ويصبح التضامن مع المعتقلين مسؤولية مجموعة نسوة مخدرات، يتقاذفهن التوجيهات الزائفة، من هنا إلى هناك.
وفي الوقت الذي خلا من أي تضامن عربي أو محلي مع الضحايا في دارفور ترتفع حمى التضامن مع الرئيس السوداني عمر البشير، تجاه قرار محكمة الجنايات الدولية لاعتقال فخامة المشير لمحاكمته بتهمة ارتكاب جرائم حرب في دارفور، كان التضامن سيكون طبيعيا وفي محله إذا كان البشير يحاكم فعلاً دون شروط محاكمة عادلة، واتضح أن القضية والمحكمة سياسية، لكن الرجل لم يعتقل بعد، ومازال يرقص طرباً، ويصدر قراراته بطرد المنظمات الإنسانية، كرد فعل على مذكرة اعتقاله، معتقداً أنه ينتقم من الجنائية الدولية، وأوكامبو، والامبريالية العالمية، فيما هو يضاعف معاناة الضحايا ويزيد أوضاعهم مأساوية،ولا يخدم قضيته.
قدر حجم ضحايا دارفور بمئات الآلاف من القتلى، واختلف معهم السودان رسميا برقم القتلى وكأن المسألة 600 ألف أو 35 ألف أو10 آلاف، ليس بنفي أعمال القتل والإبادة، تصور المواطنون مجرد أرقام لأكثر،أنه القبح بذاته،لا يجدي في تجميله مبرر نسب الفعل لقبيلة الجنجويد، كون النظام متهما باستخدامها ودعمها في حرب دارفور، التي أثبتت أن الحرب ليس حلا ولا غطاء لما اقترفته حربا سابقه.
لأعلم هل خطر مرة في بال النظام العربي الرسمي، مدى قبول العالم بفكرة أن التمرد مبرر كاف للإبادة؟ هل صدور قرار اعتقال، سببا وجيها لمنع منظمات إنسانية من إغاثة الضحايا والنازحين، والمشردين؟ هل فكر أحد خلال حرب، استمرت أكثر من عقد بضرورة وقف الحرب؟ بأنها حرب عبثية ضد مواطنيه؟ أو بكيف معالجة الأزمة بشكل حقيقي؟ وحل المشكلة والتصالح مع المواطنين،وتضميد جراح الضحايا؟ أما كان أدراك الحاجة للمواطنة المتساوية أفضل للجميع بدلا من الحرب، وتبعاتها.
لأدري ولكن لا يبدو أن هذه التساؤلات لا تحتل حيزا من التفكير الرسمي، حتى بعد ظهور أن قضية دارفور أكبر من أن تحلها اتفاقات هشة، ومحاكمات صورية، وخطابات، ومشاريع مياه والرئيس البشير ليس حالة استثنائية هو في الخلاصة حاكم عربي، والحكام العرب يختلفون في بعض التفاصيل لأكثر، وما السودان اليوم سوى حالة عربية سافرة.
الحاكم العربي لم يساعد نفسه لكي يجد المساعدة عندما يحتاجها، لا يقبل بقضاء مستقل، أو محاكم تمتلك أدنى شروط المحاكمة العادلة، لا قيمة لدستور أو قانون، أو مؤسسات لديها إمكانية مساءلة أو محاسبة أو محاكمة حكامنا، ومسؤولينا مهما فعلوا، النظام العربي يعتبر التضامن مع الضحية تمردا والاحتجاج على انقلاباً، والمعارضة خروجا على الطاعة، الحاكم هو الرمز والقانون والشرعية والعدالة والسيادة، والدولة، لهذا يريدون أن يصورون لنا أن صدور مذكرة اعتقال نهاية الدنيا.
صدور قرار اعتقال رئيس ليس كارثة، ولا مؤامرة، والمحكمة الجنائية ليست ساحة تصفية الخصومات، إنها ملجأ الضعفاء والضحايا، حسب أهداف أنشائها، وأوكامبوا ليس الشيطان، وما يحدث هو تعبير عن العجز والضعف في محاسبة حكامنا وأنظمتنا،ومسؤولينا، تعبيرا عن غياب القضاء المستقل النزيه، والعادل، عن غياب المساواة ومبدأ الثواب والعقاب،عن هشاشة مؤسساتنا ودولنا،عن سيادة الاستبداد والظلم.
محاسبة الحاكم، ليست أفكارا تآمرية غربية، أمريكية، بل هي نتاج تجارب إنسانية رائعة، وقبل تطبيقها الناجح في الدول الديمقراطية فهي لا تختلف مع المبادئ إسلامية، ألم يقال للخليفة الأول (رض) سنقيمك ولو بسيوفنا؟ ألم يسائل الخليفة الثاني (رض) عن طول ثوبه الذي يلبس؟ ألم يقف الخليفة الرابع(ع) أمام القاضي متساوياً مع خصمه المواطن اليهودي؟ رافضاً التمييز حتى باللقب، هل حكامنا أفضل من هؤلاء؟ أما أشاد النبي (ص) بحلف الفضول لنصرة المظلوم والأخذ على يد الظالم، بالرغم أن الحلف نشأ في الجاهلية؟ هل هذه قيم ومبادئ إسلامية أصيلة أم مجرد روايات وقصص، ويقول الله عز وجل «وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون».
سيقال: ولكن أمام قضائنا وقضاتنا، فأقول وأين القضاء العادل النزيه المستقل؟ لو كان موجودا وقادرا على محاسبة الحاكم والمسؤول ما لجأ الضحية والمظلوم إلى الجنائية الدولية أصلا، ويقول البعض: لماذا لا يحاكم مجرمي الحرب الصهاينة؟ فأقول لم يسعى حكامنا لذلك بما يكفي، ثم أن الشعوب ضحايا الطرفين إسرائيل تقتل مواطنين عرب حربا، والأنظمة تقتل مواطنين عربا، حربا وفقرا وقهرا وقمعا واستبدادا وخوفا، إذا محاكمة أحد الطرفين أمرا ليس سيئا بل مقدمة لمحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة أذا توفرت الجدية الرسمية ولم يثنها المعتدلون،الذين يرفضون محاكمة البشير، دوليا ويؤيدون محاكمة قتلة الشهيد الحريري دوليا، في تناقض يكشف طبيعة العقلية الرسمية العربية.
محاكمة البشير ليست اعتداءً على السيادة والكرامة العربية، هذه مثل تلك، آن الأوان أن يعلم الحكام العرب أنهم ليسوا أكبر من المحاكمة والمساءلة، إن الحروب والجرائم، والانتهاكات لن تمر بلا حساب. إن سلب حياة الإنسان بقرار جريمة، وإن عليهم أن يدفعوا أيضاً ثمن عدم بناء دولة المواطنة المتساوية، والعدل والقانون، والديمقراطية، والقضاء المستقل والنزيه، عليهم أن يعلموا أن رفضهم في تحقيق مقاصد ا لشرع، والقانون صار مكشوفا، وعليهم أن يواجهوا نتائج ما صنعت أياديهم، وكل سيلقى مكافأته التي يستحق.
لست ضد البشير إنما أنا ضد ممارسات حاكم عربي، لست ضد التضامن معه لكن لا أعلم كيفية التضامن مع الرؤساء؟ فأصحاب الفخامات، والجلالات، صوروا أنفسهم كأشياء لا تحتاج، لا تمرض، لا تموت، لا تكبر بالسن، لا تهزم، لا تخطئ، لا تعتذر، لا تنصف، لم يعلموا شعوبهم، التضامن، ولم يبالوا يوما بحب الشعب واحترامه،كل ما يهمهم خوف الشعوب منهم.
لعل الرئيس البشير يتذكر من حين صدور قرار الاعتقال، صفقة تسليم (كارلوس) إلى فرنسا باعتباره إرهابيا مطلوبا، الآن يدرك جيدا معنى أن تكون مطلوبا، لعل كلامي هذا سينزعج منه البعض، ولا أطلب منهم غير الصدق والواقعية، والوضوح مع النفس أولا، أقدر الشعب السوداني الشقيق قلبي معه وأعتقد أنه يستحق الأفضل ولا يجب أن يتحمل معاناة جديدة لأخطاء لم يرتكبها، ويستطيع الرئيس البشير وحده توفيرها على شعبه، في سبيل ذلك لا أملك إلا أن أضم صوتي لصوت الدكتور حسن الترابي... فخامة المشير سلم نفسك.
عبدالكريم الخيواني
alkhaiwani@gmail.com



عبد الكريم محمد الخيواني


من A Krim Alkhaiwani‏ في 24 فبراير، 2011‏، الساعة 01:51 صباحاً

===============================================داهمتنا عدوى ثورتي تونس ومصر على حين غره ,أفقنا لنجد,أن الشعب أذا أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر ,وأن التغيير ممكن ,وأننا على موعد مع التغيير .

 الشارع صار صاحب القرار,اخذ الشباب زمام المبادرة , وخرجوا ,للشارع ,الذي وقف متحسرا إمام شاشة التلفاز,وهو يتابع ثورتي تونس ومصر,لاستعادة ذاتهم وكرامتهم,ذكروه أنه الشعب .وما أن بدأ يستعيد وعيه ,حتى وجد السلطة قد استعدت لمواجهته بكل ما لديها من أدوات القمع,والبلطجة , والفساد بل,وبسلاح ,الفتنه,,,والفتنه,سلاح طالما أستخدم ,واستفادت منه أنظمة,وحكام  في وجه كل المحتجين والمعارضين.

قالوا أن الاستعمار ,كان يعتمد ,على سياسة فرق تسد ,وفي دولنا الوطنية ,اخترع الحكام الفتن الطائفية والمذهبية ,وضربوا الضحايا بالضحايا ,وخضنا جميع معاركهم وهم يضحكون,ومن البحرين ,الى مصر فلنقس ,وما صعده ,وتهمة, الإمامة ببعيد ,وحرب,الست,سنوات ,والنازحين.

حاليا ضاق الحاكم,والمفسدين,بتوحيد المطلب والهدف,في عدن وتعز وصنعاء, فسمعنا أن أبناء تعز برا غلة,وبلغ,ألأمر,حد ألقاء  قنبلة على,المتظاهرين ,وشاهدنا القتل في عدن ,وكان,أول شهيد للثورة طفل عمره 16 عاما فقط ,والمطلوب   رد   فعل ,طائفي من تعز ,وانفصالي من,عدن ,قد يتكفل,به,صاحب,الفعل,والخطة,ذاتها.المهم,أن  لا يتوحد مطلب اليمنيين ضد الرئيس, وإذا بالأكثر معاناة وفقرا وحرمانا,اليوم,هم أدوات ,الظالم,بوجه,أخوانهم ,مقابل مصروف,يومي,زهيد,استغلالا,للحاجة,وقلة,الوعي  وقهرا لإرادة الشعب ,بتحويل جزء منه الى عصابات ,وقتله ,وان كان لا يعي (آخرة المحنش للحنش) , أما القبائل ,فقد يستخدم بعضهم لكن ,يجب أ ن نعرف أنهم,يعانون مثلنا ,وليسوا مع الحاكم على طول الخط ,ولن يكونوا هراوة بيده,دائما والمسألة مسألة وقت ,لن يطول .

لقد اختار الرئيس البقاء,اعتمادا على الدم , وبسلاح,القمع,الفتنه,والبلطجة ,والمواجهة مفتوحة مع شعبه رغم أنه يقول أنه قد سئم الحكم ,وأن ا لحكم مغرم ,ويعلم الله ما سيفعل  لو لم يكن سئم ,(وغارم )بالحكم وليس غانما ....

لعل هناك من يقول ,الغرب وأمريكا لا تأبه ,فخوفها من الإرهاب جعلها ,لا تبالي بما يحدث هنا ,كما فعلت ,مع الغير ولو باسم حقوق الإنسان والديمقراطية ,مع الأخذ بالاعتبار فارق,الأهمية ,أنما يبدوا أنها تصنف الشعب اليمني كشعب معادي ,وهذا سؤ تقدير سياسي .

أحزاب المعارضة ,ليست صاحبة قرار التغيير ,ما تزال في مرحلة التلويح ,وسقفها لا يتعدى الحوار والشكوى من الحوار, وإذا جمعت الناس (هرتهم خطب)وقالت لهم أانصرفوا راشدين,وحرصت أن توصيهم بعدم التجمع والعودة إلى منازلهم,ولا يعلم متى ستلحق بالشارع..... ,ونرجو أن لا يطول أمد التفكير لدى قادة المعارضة .

كل شئ بيد السلطة القوه ,جيش امن ,مخابرات ,مال عام ,إعلام ,بلطجة ,الخ ,وكلها أدوات تحريض ومواجهه,وفتنه ,وقمع ,وكلهم اجمعوا على خيار البقاء ,بالحكم ,غاصبين ,وبأي ثمن ,و(ما لنا إلا علي) ,وطالما الحاكم الفرد لم يحترم إرادتنا , فليس أمام الساعيين إلى التغيير سوى الانتصار,ولنعلنها ,إما الرئيس وإما نحن ,السنا شعبا جديرا بالاحترام ؟.

 الشباب و,المدنيين ,والحالمين بالتغيير,ومعهم المظلومين والذين يعانون,قوه تخافها السلطة لذا,تضرب وتقمع بقوه, والحالة المدنية باليمن هدف رسمي دوما .

الشارع الذي خرج ,ونزف دماءه , وقدم الشباب أرواحهم ,لن يتوقف ,بسهوله ,وسيستمر ,ولا يجب أن يتوقف,لأن السلطة حينها لن توفر دما أو تحترم حقا بل ستنتقم من الجميع بمن فيهم الساكتين,والمتواطئين,لن توقف عقابها الجماعي .

لذا على الكل القيام بواجبهم ,تجاه الثورة والثوار,الشارع اليوم هو القائد والزعيم ,العصر عصر الشعوب,قد يطول أمد الإحداث والمواجهة ,نحن معنيون جميعا بما يحدث ,ولسنا محايدين ,نحن مواطنين أيا كانت إعمالنا,والمعاناة نفسها نتقاسمها,ولنا نفس الأحلام ,أذا فلنصنع المستقبل ولننتشل البلد من الخراب,والفساد والظلم ,وهاهي الفرصة ,ماذا ننتضر؟

اليمن حاليا دولة افتراضيه,فقط ,لا قانون ولا شرع ولا قبيلة ,مسخوا قيم شعبها ,وشخصية وهوية مواطنها ,وصارت محجوزة للفساد,والفقر , وواقعها ومستقبلها مرهون بالعيال .ونحن شعب مؤقت ,لا نفرض أمرا ونتعامل ,مع أنفسنا كعابرين ,و لكي تكون اليمن دولة نفخر بها ,وبأنفسنا ,كشعب عريق ,ما علينا إلا أن نصمم على التغيير التام ,للحاكم وإخوانه ,أبنائه وعقلية الحكم ,وثقافة الفساد,والواقع المزري المفروض علينا.

اعتقد,أننا لو تقاعسنا ,أو تهاونا أو تواكلنا,لن نسامح أنفسنا كيمنيين ,ولا يحق لنا حتى أن تشكوا ما نحن فيه ,لان التقاعس, قبول بالفساد والظلم ,والله تعالى لا يساعد من لا يساعدون أنفسهم ,وليس أمامنا إلا أن نتوحد جميعا بمطلب واحد ,ولا نسمح لهم أن يفرقونا أو يمزقونا ويستخفوا بنا ,لذا علينا أن نستمر ,ولا نتراجع ,ونتذكر كل من ضحوا من أجل اليمن ,وحرية وكرامة اليمنيين ,ولا ننتظر أحد أن يخلصنا,فنحن من بأيديهم الخلاص ,ونحن المخلص والمنقذ,ولسنا أقل من غيرنا من الشعوب ,فلننتصر للحياة والخير والجمال ,ونتوحد ضد أعداء الحياة.

alkhaiwani@gmail.com

الشاهد العدد الاول




بعد رحيل الشيخ عبدالله --> الذكرى الأولى

رجل بحجم الواقع والمخاطر *عبدالكريم الخيواني
 

الشورى نت 4/1/2008م

===============================================
ترك الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر عصاه ومضى. رحل الرجل. إنه في حضرة ربه العلي المتعالي.

سنواته الثلاث الأخيرة أهلته لهذا اللقاء مطمئناً، لم يعد هناك مجال للانشغال بإقصائه سياسياً أو مساومته على موقف ما.

رحل الرجل، وللموت جلاله، كان يوماً سيرحل، جاء الموعد وتهيأ له جيداً، لا أحد يدري هل بكى على نفسه، هل فكر في نعي ذاته، هل باغتته لحظة ضعف بشرية فدمعت عيناه التي قال ذات مرة إنه لم تسقط منها دمعة.

عرف الراحل الكبير خلال خمسة عقود كرجل بحجم الأحداث التي تشهد أنه كان رقماً صعباً في جميع معادلاتها، وعرفته اليمن مظلة بحجمها، عرفه الناس بسيطاً حد التواضع، يعرف كيف ينزل الناس منازلهم، ولا يغيب عن مناسباتهم، سباقاً في حضور الأفراح، حريصاً على تقديم العزاء والجنازة.

كما يفاخر بآبائه الشهداء ونضالهم. يتلمس طريق الإنصاف في لغته، مظهراً تعاليه عن الحقد، ساخراً من دوافع الانتقام.

إنه الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، الذي وصفه صحفي عربي بأنه آخر الزعماء القبليين في الجزيرة والخليج. منذ مرضه والقبيلة في مهب التساؤلات. لم ينافس على منصب ولم يدخل في صراع لكي يحكم، لكن الحاكم يحتاج إلى موافقته لكي يحكم، والموافقة على أسبوع أو عقد لا تفرق عنده. سياسي يعلم تماماً متى ينطلق وأين يتوقف، ومتى يستحب الكلام ومتى يكره، لا يحتاج إلى تلاعب بالألفاظ وتنميق للجمل والعبارات، لكن يعي أن أقرب الطرق بين نقطتين هو الخط المستقيم.

مضى رؤساء وبقي هو متيقظاً في المتراس، لم يسرج خيلاً للمضي، ولم يأبه كيف يترجل، مع أن الثائر الحر الشيخ مجاهد عندما استشهد أدرك الشيخ عبدالله أن جزءاً منه سبقه نحو حياة أخرى، وبدأ الشيخ يرتب أوراق الرحيل، ويحاول أن يضمن امتداد روحه وخبرته للمستقبل.

 دافع عن وجود ودور القبيلة دائماً، وانفتح على السلطة والتجارة والعلاقات الخارجية، وظل ثابتاً على موقفه من الصراع العربي الإسرائيلي، ومدافعاً عن القدس وحق المقاومة. كثيراً ما كانت تلزمه الحجة، مثلاً إذا قيل له: لماذا ما تزال صورتك مع بوش الأب معلقة وأنت ضد أمريكا، لا يتردد فوراً بالأمر بإنزالها.

قبل أكثر من عامين صرخ عالياً ان البلد وصل إلى نفق مظلم قوبلت الصرخة بصراخ رسمي بلغ حد السفسطة، تلاه اعتذار .

تعددت سفريات العلاج، وغاب الشيخ كثيراً عن رئاسة جلسات البرلمان، الذي عرفه في أول تجربة برلمانية عام 70 رئيساً عُرف عنه حينها الالتزام بالنظام واللوائح حد أنه كان إذا أراد الحديث كنائب ينزل إلى الميكرفون في القاعة. لاحقاً غابت التقاليد عن البرلمان، الذي لم ينكر الشيخ ذات حوار أنه برلمان ضعيف.

 حاول الرجل في آخر أيامه ترتيب أوراق مستقبلية لشكل العلاقة بين السلطة والقبيلة، والحفاظ على اتفاق تعايش أجيال، لكنه اتفاق يخضع لشروط المستقبل وتسري عليه أحكام السنن، كل السنن. ومؤكد أن الراحل الكبير كان يدرك ذلك، لأنه كان شخصية لا تتكرر بسهولة، ورجلاً بحجم الواقع والمخاطر. رحيله أعاد علي سالم البيض الذي لم يخرجه حدث 13 عاماً.

وبرحيله ستفتقد السعودية حليفها الأقوى، في اليمن والرجل الذي لم تضعف علاقاتها به، وسيفقد الاصلاح مظلته، وستفقد القبيلة آخر معاقلها، وستفقد اليمن صانع الحكام والحاضر في كل سياساتها ومواقفها لخمسة عقود. خسرت البلد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، رحمه الله تعالى


http://karimkhawani.blogspot.com

فضفضة تكفير سلفي.. تخوين رسمي.. كلنا في مرمى الرئيس!




عبد الكريم الخيواني

 أخي جمال... صدقني أقول أخي وأنا أعنيها تماماً.. لكني اكتبها وأنا خائفٌ من أن تكون رصاصة.. في صدري أو صدرك.. فالإخاء تهمة في فكرة المهووس السلفي صاحب الرسالة التهديدية التكفيرية، ومن (غرَّزوه) فكرة القتل ومن يمولونه ويوجهونه ويختارون أهدافه.

قلت لي لم يبق أمامنا إلا اللجوء الإنساني.. وسايرتك فقلت بل الهجرة لنضمن بداية أخرى في مكان يحترم إنسانيتنا ولا يفتش في أنسابنا ونوايانا وحبنا للفرقة وقائد الفرقة، للرئيس وعيال الرئيس وحاشية الرئيس، والفاسدين من المحسوبين، بلد يضمن لنا أن نعيش بكرامة الإنسان.. بلد لا يستكثر فيه الشاطر راتبك التقاعدي بعد 27 سنة خدمة لكني عدت وفكرت ألسنا باللجوء أو الهجرة نكون قد حققنا لهم ما يطلبون وأعفيناهم من المسؤولية؟!!

لا لن أهاجر ولن أطلب اللجوء.. وأترك البلد للرئيس وإخوانه وصبيانه.. أنه بلدنا.. لك ولي فيه مثل الرئيس، فليأخذوا هذا الرأس.. ماذا صنع بينوشيه برؤوس قتلاه.. ألم تينع الأكتاف رؤوساً أسقطت بينوشيه؟ علماني، أمريكي، شيعي، شيوعي، بعثي، ناصري، حوثي.. كلها تهم ما الذي بقي ليس تهمة.. ولا تكفر عليها.. ما تؤاخذنا السلطة يؤاخذوننا هم عليه باسم الدين.. الدين موظف في البلاط أيضاً.




 لا تصدق أن القتلة يمارسون القتل هواية فقط، بل هم نتاج برنامج صناعة القتلة، وأنت تدرك كما أنا أن الإرهاب والاغتيالات في اليمن هما ملف رسمي واحد.. فهل هناك من يحتار إن قتلوني أو قتلوك.. أو سامي غالب، أو نبيل الصوفي، أو نبيل سبيع أو رحمة أو حافظ أو أنيسة عثمان أو بلقيس اللهبي، أو نعمان قائد.. أو أي صحفي معارض. الكل يعلمون أننا أهداف متحركة في مرمى كتيبة القتلة.. فرقة السلفيين.. في مرمى النظام، وإن قتلنا غيلة.. أو بسيارة أو بمجنون يغار على وطنه أو قاطع طريق برتبة مقدم.. أو حارس برتبة رائد.. أو سجين برتبة ملازم.. بجلطة.. أو سرطان.. أو أطلقت علينا بذاءات منشورات حزب الحاكم..
نحن في ذمة الرئيس شرعاً وقانوناً وعرفاً.. حياةً وموتاً محسوبين عليه.. دعني أتساءل لماذا أاستكان الإرهابيون وخرجوا فجأة ليسوا خائفين من الحكومة وأمريكا؟

ولماذا يصطفون هكذا مع الخطاب الرسمي؟ ويكفرون غيرةً على الحكومة؟ وضد العلمانيين، والشيوعيين، والحوثيين، والشيعة؟ وراضين لرضاها! -وغاضبين لغضبها.. تخوين رسمي.. تكفير سلفي.. وفي وقت واحد.

أنها مفارقة مكشوفة الارتباط والتبعية والتوجيه خاصة للمتابع للأحكام التخفيفية الصادرة ضدهم!. مؤخراً.

سيقال لك لا تستفزهم.. دون تفكير بمن جمَّع السعواني على المهدي. في رسالة تفوح منها رائحة الموت.. والحقد والعنصرية والكراهية.؟ أليس المصدر واحداً!! والممول واحداً!! ويأتي بعد ذلك الشيخ عبد المجيد الزنداني في ندوته لتقوية الإيمان ليتحدث عن الوسطية والاعتدال.. اللي صارت موضة.. أي وسطية وأي اعتدال.. هل يصرح الشيخ الزنداني بحرمة دمائنا مثلاً.. مثلاً.. مثلاً.. أين الوسطية من مطاردة عالم في الرابعة والثمانين من العمر وأين الاعتدال عن الحكم على لقمان ومفتاح بالسجن والديلمي بالإعدام، أي وسطية وأي اعتدال في اعتقال الطفل إبراهيم والأحداث.. وأي ضمير في اعتقال انتصار وسب رحمة وحافظ ورشيدة.. وسبيع.. أية إنسانية في العنصرية الرسمية الموزعة بفرمان ضد فكر وتيار.. أولاً نريد أقرار حق الحياة ورفض سلبها تحت أي ذريعة..

 لن تنشغل جمعية علماء الفندم برسالة السلفي؟ كلا لن تسمع ولن يسمع أحد حتى بعد القتل.. هل لها موقف من اغتيال الشهيد جارا لله عمر أو التحضير لقتل الإسماعيلية والتخطيط لقتل العلمانيين وزملائنا الصحفيين العارية صدورهم في مواجهة تهديدات سافرة بالقتل.. جمعية العلماء لم يهتز لها جفن من قتل المئات في صعدة: نساء، شيوخاً، أطفالاً، شباباً، جنوداً.. ولم تُبالِ للحكم الظالم على العالمين الديلمي ومفتاح.. لكنها جندت نفسها للرد على السيستاني.. لا قيمة للحياة لدى الجمعية أصلاً.

* يا صديقي وأنا أغادر بوابة السجن همس أحدهم مودعاً.. علي محسن لم ولن يسامحك.. أمش على الرصيف.. سأحسن الظن ولن أحسبه تهديداً.. ومعروف أن علي محسن رجل لا يتسامح مع منتقديه كما يتردد..

ربما لا يعجبه أسمي.. ربما لديه خرافة ما حولنا.. كبشر.. كما لدى السلفي عن الشيعة والعلمانيين والصحفيين وعن المقالح محمد وعني وعن الشهيد حسين الحوثي والعالم الجليل بدر الدين الحوثي والعالم المجاهد يحيى الديلمي والعالم المجاهد محمد مفتاح والعالم الفاضل شرف النعمي والطلاب المعتقلين في غياهب غالب كافأه الله.. وفي الخلاصة من علي محسن أو أحمد أو عمار أو الحاشية.. كلهم واحد الرئيس.

يا جمال..إن السلفيين والمفسدين يهددونك لأنك صحفي مهني.. ولك موقف ضد الفساد.. ضد الظلم.. أنت تنحاز للبسطاء، للفقراء للمساكين. وهو انحياز مشرف.. تحترم قارئك وتخاف من عتابه.. تكره القتل والحرب والموت.. أنت تحلم بالعدل والأمن والانتخاب الحر والمواطنة المتساوية والتداول السلمي للسلطة.. أنت ترفض ظلم الإمام والرئيس والوزير والقائد لأنه ظلم.. أنت تحلم بوطن تسوده المحبة.. ودستور يكون ولي أمر الحاكم والمحكوم. هي نفس أحلامي وأحلام الأستاذ الصراري وحمدي البكاري ومحمد عايش وذكرى عباس وعيدي المنيفي وميفع عبدالرحمن وعبدالسلام جابر ونائف حسان ومحمد العبسي.. ومحمود شرف الدين وشجرة الدر.. و...و... كانت أحلام عيسى.. ولا تعتقد أني أذكر زميلنا محمد الصبري بالشهيد عيسى.. فلا أدري بمن أذكر الرفيق قاسم سلام.. وهو مع الإبادة الجماعية لكن على الطريقة القومية وإن كنت أعرف كيف أطمئن الأستاذ عبد الوهاب الآنسي من أن تصيب إصلاحية عدوى الخيواني المدمرة للأحزاب، بعد أن كنت مهموماً في السجن كيف أطمئنه وهو لا يخفي حسرته على حزب الحق وخشيته على اتحاد القوى الشعبية ليس حرصاً   على تضامنه المستحيل، ولكن تخفيفاً من تحريضه..

* مؤخراً كان اللقاء المشترك مهموماً ومشغولاً بمناقشة أداء الشورى والثوري.. تصوَّر.. كان آخر الهنود الحمر مهموماً بـ قيمة الطباعة لصحيفته وأنا لديَّ همومي وهم يريدوننا أن نهتم بنكات الإخوان في الستينات وفساد مكتب وزارة الخارجية بالجوف.. لا غرابه.. ماذا تتوقع بعد صلف التعامل مع تضحيات وجهود النبيل الصوفي، وجهنا الجميل وعنواننا المشرف الذي إخلاصه ورزانته ومهنيته وتماسكه لم تشفع له.. ولجمال أنعم بروحه النقية ومحمود ياسين بصفائه. وكل جهدهم في إخراج الإصلاح للناس وكسب ود الجميع له.

ما الفرق بين شورى الإصلاح وفردية أحمد الشامي.. وها أنا أخاف من صدقاتي لـ حمدي البكاري أن تجلب له المتاعب وأتجنب حيوية أنس سنان خوفاً عليه وأغيب عن النقابة لذات التهمة ودرءاً لنفس السبب..

أنت وأنا نعرف أن الناصريين أو قواعد الإصلاح يعرفون أننا ننتمي إليهم ونعبر عن همومهم كمواطنين وتطلعاتهم كناشطين سياسيين.. وأنت وأنا نعرف أن التحريض أياً كان والمواقف المتهرئة أياً كانت لا تعبر إلا عن صاحبها فقط.. ومشكلتنا مع ناهبي الخزينة العامة المتعالين على القانون والدستور، الرافضين للعدالة واستقلال القضاء.. مع أعداء الحياة.. وها هم الصحفيون الحالمون في المواجهة كطارق بن زياد.. ظهرنا مكشوف إلاَّ من بقايا حلم ومخزون ثقة.

* عفواً...إنها فضفضة متشعبة الاتجاهات بدون ضوابط.. فرضها مقال المهووس إياه، والذي ليس فيه فكرة تستحق النقاش سوى حقنا بالحياة..

* ستكون حصيفاً بعد هذا وتقول مش علي عبد الله صالح أفضل منهم.. وأقول لك رجعت!.. هو المسئول عن هذا الواقع السيئ وعن حياتنا.. وعن ما يحصل لنا.. وعن ما يعصف بالوطن وعن ما يهدد المواطن.. هو المسئول عن كل شيء.. حتى عن رداءة الشعر الحديث.. أليس هو الحاكم بأمره.. فقط يا عزيزي سنعيش هنا لسبب بسيط، لكي ندفن هنا.. لو خرجنا لن نضمن أمراً رئاسياً بالدفن في اليمن... فقط علينا أن نقرر أن نموت واقفين كالأشجار. وإذا غيبوا ما يستحق الحياة.. فعند الله سبحانه وتعالى ما يستحق الشهادة.. وهو أعلم بمن اتقى














الحركة الحوثية اسم ينسب إلى لقب مؤسسها السيد حسين نجل السيد بدر الدين الحوثي أحد كبار علماء المذهب الزيدي الذي يقطن بمحافظة صعدة في أقصى شمال اليمن.
نشأة الحركة الحوثية
لم تتأسس الحركة الحوثية في أول أمرها حركة سياسية منظمة لها أهداف ونظم ولوائح كسواها من الحركات السياسية, إنما بدأ إطارها الفكري يتشكل من خلال ملازم "منشورات" وتسجيلات للسيد حسين الحوثي على مجموعة من الأفكار الإسلامية التي تستهدف التجديد الديني في إطار المذهب الزيدي.

وتبلورت الحركة لتأخذ شكلها الخاص أثناء الحرب، حتى إن الاسم "الحركة الحوثية" لم يطلق عليها إلا أثناء الحرب، وأطلقته السلطات بعد اندلاع المواجهات بين الطرفين، فهي لم تتأسس حركة منجزة لها أهداف وطموحات سياسية، وإلا لكانت اختارت لنفسها اسما مختلفا عن الذي اشتهرت به.

فالحوثية تأسست كحالة فكرية ودينية منذ العام 2000 على يد السيد حسين الحوثي، وكان يطلق على مؤيديها وصف "جماعة الشعار" نسبة إلى تبنيهم "الشعار" أداة ووسيلة رئيسة لنشر أفكارهم ورؤاهم الفكرية والدينية، مع غياب تام لأي رؤية أو برنامج سياسي محدد.
ولكن الطبيعة الحركية للجماعة وظروف المواجهة مع النظام أحدثت نقلة نوعية في طبيعة الحركة، وتحديدا منذ العام 2005، حيث اتسعت مساحة انتشارها، وازدادت فاعليتها، وأخذت تفرض نفسها فاعلا غير رسمي باليمن, مستفيدة من استمرار الحروب الخمس التي شنتها السلطة ضدها, حتى إنها دخلت في مواجهة مباشرة مع المملكة العربية السعودية، وذلك بعد خوضها خمس حروب في مواجهة السلطات السعودية وتقول الحركة إن كل حروبها كانت دفاعا عن النفس.

أهداف الزيدية
الحوثية وبقية الفاعلين غير الرسميين
موقف السلطة من الحوثية
حدود الفعل الحوثي غير الرسمي
الحرب مع السلطة
مستقبل الحوثية
خاتمة

كان السيد حسين الحوثي حريصا على تقديم نفسه شخصية إسلامية مجددة في المذهب الزيدي، وأصدر لهذه الغاية مجموعة من الملازم تحتوي على أفكار ومراجعات فقهيه دينية تنطلق من المذهب الزيدي بشكل أساسي مع استيعاب آراء المذاهب الأخرى والواقع المعاصر, وقدمها في قالب عصري بعيد عن الطابع التقليدي متجاوزا الواقع المحلي السياسي وتفاصيله، وضمّن أفكاره بعدا قوميا وإسلاميا يقول أتباعه إنه لا يتصادم مع السياسة الرسمية لليمن.

والحوثي  كما يصفه مؤيدوه يرفض العنف حتى ضد الأطراف التي يهتف ضدها ويعتمد على التوعية والتدريس, ولا يريد المواجهة مع النظام الحاكم وهدفه تحصين البلد من الغزو الأمريكي الإسرائيلي، كما يقول، وليس هناك -برأيه- من شيء جامع كالقضية الفلسطينية ورفض الهيمنة الأمريكية, وعليه فقد تبنى الحوثي شعار "الله أكبر, الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل, النصر للإسلام"، وبدأ ترديد هذا الشعار في بعض المساجد عقب الصلاة, حتى وصل إلى مسجد الهادي بعاصمة المحافظة صعدة في العام 2001, وكانت الملازم والتدريس بالمراكز التي يشرف عليها وسيلته للوصول إلى الناس ومخاطبتهم، حتى كان يلتف الآلاف منهم بنهاية الفصل الدراسي حوله في مران فيما يشبه تظاهره سنوية، وكانوا يأتون من صعدة والمناطق المجاورة، ما لفت نظر السلطة إلى تعاظم شعبيته ودوره.

لم تكن السلطات اليمنية في البداية منزعجة من الشعار, بل كان الانزعاج لدى علماء الزيدية بصعدة الذين لم يجدوا من المناسب ترديد هذا الشعار عقب الصلاة في بيوت الله, ولكن كانت ملازم الحوثي تنتشر بسرعة وتستقطب الكثير من الشباب في مناطق تواجد المذهب الزيدي خاصة, وامتدت الهتافات بالشعار للجامع الكبير بصنعاء, وأصبح أنصار الجماعة هدفا للاعتقال عقب كل صلاة جمعة، ما جعلهم يعتقدون بأهمية ما يقومون به، وأن السلطات اليمنية تعتقلهم بضغط أمريكي, بل كان مرددو الشعار، رغم تكرار عمليات الاعتقال أسبوعيا ضدهم، واثقين من أن السلطة لا تستهدفهم وأنها موافقة ضمنا على هذا "الشعار".

http://www.aljazeera.net/Studies/KEngine/imgs/top-page.gif


"التشابه الأهم بين الحوثية والحراك الجنوبي أنهما جاءا معبرين عن معاناة ومطالب الشرائح التي يمثلونها, وذلك بغض النظر عن اختلاف هذه المطالب. كما أن تكوين الطرفين جاء من خارج إطار من يملكون "زمام الفعل ورد الفعل"، أي السلطة والمعارضة

"
تختلف الحركة الحوثية عموما عن غيرها من القوى الفاعلة غير الرسمية باليمن، لكنها قد تتشابه معها في جوانب أخرى، وتحديدا القبيلة والحراك السلمي الجنوبي.

ولعل التشابه الأهم بين الحوثية والحراك الجنوبي أنهما جاءا معبرين عن معاناة ومطالب الشرائح التي يمثلونها, وذلك بغض النظر عن اختلاف هذه المطالب. كما أن تكوين الطرفين جاء من خارج إطار من يملكون "زمام الفعل ورد الفعل"، أي السلطة والمعارضة, إضافة إلى تساويهما كهدف لقمع السلطات نتيجة للسياسة الرسمية الخاطئة تجاههما, مع الإشارة إلى أنهما وجدا عند تأسيسهما حاضنة جغرافية لكل منهما. ولكن يتميز الحراك بأنه يطرح قضية سياسية ويذكر بنموذج كان لوقت قريب يشكل دولة معترفا بها.

أما التكتلات القبلية فبقدر ما تختلف مع الحوثية بالنشأة ثمة مشترك اجتماعي يجمعها بالحوثية، وهو الانتماء للأعراف والتقاليد القبلية، لكن تتميز الحوثية عن القبيلة بامتلاكها لرؤية دينية وفكرية محددة وبسعيها لتحقيق أهداف تتجاوز الاهتمامات المحلية والقبلية, كالشعار الذي يصر الحوثيون على ترديده، كما أن الفرد في الحركة الحوثية ليس خاضعا لوصاية الشيخ كما في القبيلة.
شنت السلطة منذ بداية الحرب الأولى في منتصف العام 2004 حربا إعلامية موازية ضد الحوثي، واتهمته تارة بادعاء النبوة وتارة أخرى بالمهدوية وصولا إلى الإمامة, وقالت بانتمائه للمذهب الشيعي الاثني عشري ووصمته بالعمالة لإيران, وذلك للدلالة على خروجه عن النظام قانونيا ودينيا بل وأخلاقيا.

ولكن فقدت معظم هذه الاتهامات جدواها، لأنها جاءت في سياق الحروب التي شنت ضد جماعة الحوثي بصعدة, ورأى فيها الكثير من المحللين بغض النظر عن فحواها مجرد عمل دعائي لتبرر السلطة حروبها شعبيا وسياسيا ضد هذه الجماعة.

وتقوم الحركة الحوثية بالفعل على فكرة الإمامة كمرجعية لفكرها السياسي, باعتبار أن الإمامة هي من أصول المذهب الزيدي الخمسة، وتفصيل ذلك أن الإمامة عند الزيدية محصورة بالبطنين (الحسن والحسين) من أولاد علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. غير أن الزيدية ليست بدعا في هذا الأمر، ولا يبرر ذلك شن الحروب ضدها، وإلا فإن هناك نصا في كتب السنة يعين الخلافة في قريش, فهل نجد أثرا لهذا الحكم في واقع السنة ليحكم واقع الزيدية ما يقابله مما لديهم من نصوص؟

والواقع أن الزيدية وعلماءها متعايشون مع النظام الجمهوري منذ قيام الثورة التي فجرها ضباط ينتمي كثير منهم للمذهب الزيدي، بل ومن سلالة الهاشميين, أي البطنين، وهذا معناه أنهم تجاوزوا هذه النقطة.
وقد أفتى عدد من أكبر علماء الزيدية(1) عام 1990 بأن الحكم يكون بالقوي الأمين أي ليس حكرا على البطنين, والقسم المعروف والمنشور الذي أصدره إمام الزيدية العلامة مجد الدين المؤيدي(2)،

والذي أكد فيه أنه لا يمانع أن يحكم حتى حبشي بكتاب الله وسنة نبيه.
بل إن السيد حسين الحوثي كان قد صرح لصحيفة الشورى في يوليو/تموز 2004 قائلا "إنه لو خرج الإمام زيد بن علي من غير مجلس النواب المنتخب ما قبلنا به"، في إشارة واضحة إلى الإيمان والتسليم بدولة المؤسسات وأن الإمام أو الرئيس أو القائد يجب أن يأتي من البرلمان وبالانتخاب, وهذا يوضح بطلان تهمة الإمامة وأنها ليست السبب الحقيقي للحرب.

ولكن هذا لا ينفي وجود طموح سياسي لدى الحركة الحوثية، والمهم أن يكون في إطار الشرعية والقوانين والدستور والنظام الجمهوري القائم وعن طريق الانتخابات والبرلمان، وهم لا يحتاجون لتغيير اسمهم كي يمارسوا حقهم في الترشح والانتخاب مثل غيرهم من المواطنين.

http://www.aljazeera.net/Studies/KEngine/imgs/top-page.gif

بدأ الحوثي نشاطه في منطقة صعدة التي تقع على الحدود اليمنية السعودية، البالغ عدد سكانها حوالي 700 ألف نسمة أغلبهم ينتمون للمذهب الزيدي الذي يخاف عليه بعض أبنائه من أن يتعرض للطمس تراثا وفكرا، وتعاني المنطقة من سوء الخدمات وغياب البنية التحتية, ويعتمد سكانها على الزراعة وفيها أكبر سوق للسلاح ربما على مستوى الشرق الأوسط (سوق الطلح)، حتى إنه تباع فيها الأسلحة الثقيلة ما عدا الدبابات والطائرات, وذلك بعلم السلطة وموافقتها.

إن مؤسس الحركة الحوثية السيد حسين الحوثي كان نائبا في البرلمان عن حزب الحق بين العامين 1993 و1997، وهو نجل السيد بدر الدين الحوثي أحد كبار علماء المذهب الزيدي الذي عرف إلى جانب قيامه بالتدريس بحل الخلافات والصلح بين القبائل. وامتدادا لدور الأب -خاصة مع غياب السلطة- مارس الابن المؤسس وحركته هذا الدور وعلى نطاق واسع، فعملت الأخيرة على حل خلافات الناس في مناطق وجودها بالشرع والأعراف والمصالحات، كما قامت بتشغيل وإصلاح مولدات الكهرباء وتأمين الطرق إلى جانب عنايتها بالتدريس وإحياء المناسبات الدينية ومتابعة قضايا المعتقلين من أبنائها والتعويض عنهم.

وبقدر ما مثل هذا الدور سدا لفراغ نتج عن غياب الدولة في بعض الأماكن، أعطى للحركة دورا بديلا أو مزاحما لدور السلطة في مناطق نفوذ الحوثيين، خاصة أن سلطة الحركة تكرست على بعض المناطق بالاستناد إلى الأمرالواقع الذي فرضته نتائج الحرب. أضف إلى ذلك أن غياب وجود بنية تحتية ومشاريع تنموية في تلك المناطق جعل ساكنيها يرون في السلطة مجرد جابي ضرائب، وأن لا فرق بين غياب الدولة وحضورها، وهو ما انعكس إيجابا على شعبية الحوثيين وزاد من نفوذهم.

وهكذا فإن غياب السلطة وخدماتها وعدم حرصها على إثبات وجودها في تلك المناطق تسبب بتآكل وظائف الدولة وتخلي الناس عن التطلع إليها في أكثر من مكان لصالح الحركة الحوثية, ولن يكون من السهل في المستقبل منع الحركة من مزاحمة السلطة في الحكم المحلي والانتخابات والأوقاف والتعليم، حيث باتت الحركة قادرة على فرض نفسها في مقابل ضعف تواجد القطاعات الرسمية وتآكلها.

كما أن النظام الرسمي باليمن عموما يعاني من التحلل لصالح أطراف ومكونات أخرى, مراكز قوى أو قبيلة أو الحوثيين، ما يزيد من دور الفاعلين غير الرسميين، والحوثيون في صعدة في مقدمتهم بطبيعة الحال. مع العلم أن السلطة في الفترة الأخيرة تخلت عن بعض وظائفها طوعا لصالح الآخرين ونأت بنفسها عن معالجة المشاكل وحل الخلافات، بل إن تعنتها لست سنوات وإدخالها مفردات الصراع الإقليمي لليمن والإصرار على الحسم بالقوة وإخفاقها المتكرر في تحقيق ذلك أدى إلى تقليص دورها كسلطة وأطاح بهيبتها, وعزز من نفوذ وانتشار الحركة الحوثية، وشجع الحراك الجنوبي على رفع سقف مطالبه وتصعيد احتجاجاته.
"لم يبدر من الحركة الحوثية حتى الآن أي نزوع للاستقلال أو اتجاه نحو إلغاء أي من مظاهر وجود الدولة شكلا -من علم أو نشيد- أو مضمونا مثل رفض وجود السلطة المحلية. ولم تنف الحركة خضوعها للدولة اليمنية، ويؤكد ذلك أنها لم تقم أثناء الحرب بالسيطرة على مركز المحافظة (صعدة) وهي قادرة على ذلك, ولم تستهدف مقرات الحكومة بمدينة صعدة

ولم يبدر من الحركة الحوثية حتى الآن أي نزوع للاستقلال أو اتجاه نحو إلغاء أي من مظاهر وجود الدولة شكلا -من علم أو نشيد- أو مضمونا مثل رفض وجود السلطة المحلية. ولم تنف الحركة خضوعها للدولة اليمنية، ويؤكد ذلك أنها لم تقم أثناء الحرب بالسيطرة على مركز المحافظة (صعدة) وهي قادرة على ذلك, ولم تستهدف مقرات الحكومة بمدينة صعدة. وإذا عدنا إلى طبيعة نشأة الحركة وتأسيسها فسنجد أنها اختزلت برنامجها بشعار تحدد فيه أنها ضد أميركا ومع فلسطين, لكنها في المقابل لم تطرح مشروعا أو برنامجا سياسيا ولم تقدم رؤية وطنية للقضايا التي تهم اليمنيين.

وفي الوقت الراهن، ولأن الحركة الحوثية تعد نفسها جزءا من الشعب اليمني ولديها نفس المطالب والقضايا، وقعت اتفاقات مع لجنة الحوار الوطني التي أنشأها اللقاء المشترك الذي يضم عدة أحزاب يسارية وقومية وإسلامية، ولا يعقل أن هذه الأحزاب ستوقع اتفاقا وطنيا مع حركة لديها نزوع نحو الاستقلال أو لا تعترف بالجمهورية والدولة. بل إن الحركة تضع نفسها بهذا الاتفاق في الموضع الجيوسياسي والظرف الإقليمي والدولي الذي لن يساعدها على النزوع نحو الاستقلال أو الطموح لممارسة أي دور إقليمي.

ولا ننسى أن محافظة صعدة جغرافيا تقع بين اليمن والسعودية حيث لا يمكن الوصول إليها إلا من خلالهما فقط, وتفتقر للبنى التحتية والخدمات والإمكانات ولا تطل على أي بحر, وتاريخيا لم تكن الا جزءا من الدولة اليمنية أو عاصمة لها, ولا يوجد لديها أهداف يمكن القول إنها تنبئ بالنزوع نحو الاستقلال عن سلطة الدولة أو السعي لامتلاك دور إقليمي، كما أنه ليس هناك ما يمكن أن تضيفه لامتلاك مثل هذا الدورعلى الأقل في الوقت الراهن.

لكن من المؤكد أن هناك تصنيفا لحركة الحوثيين في إطار التجاذبات بالمنطقة بين مشاريع الاعتدال والممانعة, ويمكن تصنيفها مؤيدا لقوى الممانعة، وهذا هو حدود الدور الذي يمكن أن تلعبه إقليميا.






كانت السلطة قادرة على تسوية الأزمة مع الحركة الحوثية إن أرادت ودون اللجوء للحرب التي استمرت ست سنوات, لكنها فضلت الحرب التي سيقت كل المبررات لشنها واستمرارها, ولإخفاء السبب الحقيقي لها, وهو ما ذكره رئيس الجمهورية عند اجتماعه بعلماء المذهب الزيدي في أغسطس/آب 2004، حيث قال "أنتم فتحتم ملف التوريث وأنا فتحت الحرب بصعدة".

وكانت صحيفة "الشورى" اليمنية  قد فتحت ملف توريث الحكم والوظيفة العامة باليمن, وهي قضيه حساسة عدّ الرئيس نقاشها رسالة من العدنانيين باليمن الذين كانوا يحكمون استنادا إلى الشرعية الدينية قبل الثورة, ويعدهم الرئيس الطرف الأخطر على مشروع توريث نجله أحمد، فالشرعية الدينية أقوى حجة من الشرعية القبلية والعسكرية ما دام أمر الجمهورية قد آل إلى التوريث, وقد نشر وكتب حول مسألة التوريث أكثر من مرة في عدة صحف ومقابلات ولم ينف الرئيس التوريث حينها رسميا.

واستمرت الحرب ست جولات بمبررات متجددة تتجاوز العقل والمصلحة الوطنية والمنطق دون الوقوف على هذا السبب الذي دخلت تحته عدة أهداف أخرى تخدمه بطريقة أو بأخرى.

في حين كان الحوثي يرى أن السلطة لن تختلف معه بسبب الشعار (الله أكبر, الموت لأمريكا, الموت لإسرائيل, النصر للإسلام) الذي برأيه يحمي اليمن من أي تدخل أو غزو خارجي ولا يكلف السلطة إحراجا سياسيا, لأنه لا يعدو كونه نشاطا شعبيا محليا. وبناء على هذه القناعة كان الحوثي الأكثر تفاجؤا من إعلان الحكومة الحرب ضده في يوليو/تموز 2004، وأظهر الحوثيون استماتة في مواجهة السلطة بسبب الظروف الصعبة للمنطقة التي لا تتوافر فيها أدنى الخدمات، والرفض الرسمي لكل الحلول، والإصرار على استضعافهم وانتهاج سياسة العقاب الجماعي ضدهم، فضلا عما كان يستشعره بعض أبناء المذهب الزيدي في تلك المنطقة من وجود جهود لطمس مذهبهم.

وبعد صمود الحوثيين في الحروب التي خاضوها والانتصارات التي حققوها ضد الجيش اليمني في أكثر من معركة، زادت شعبية الحوثي وتجاوزت محيطه، وصار محل أعجاب أبناء المنطقة التي تعاني الحرمان والظلم وغياب التنمية. ولم يفلح لجوء السلطة إلى وسائل العقاب الجماعية، كالفصل من الوظائف، وإغلاق المدارس، ومنع الخدمات الطبية والكهرباء عن عموم مديريات محافظة صعدة، في إضعاف الحركة أو الحد من شعبيتها، بل واجه الحوثيون ذلك  بسد الفراغ المعيشي والإنمائي الذي  تسببت به السلطة، ما جعل الحوثي وجماعته يحظون بشرعية شعبية ذات وظيفة منافسة للسلطة والدولة الغائبة.

وهكذا فإن الظروف المحيطة وطبيعة النشأة والدور الذي لعبه الحوثيون، وشخصية المؤسس حسين الحوثي، والأخطاء الرسمية في التعامل معه، واعتماد السلطة منهج القوة لحسم المعركة مع جماعته، وعدم القبول بأي خيارات أو حلول أخرى، ودخول السعودية في مواجهة مع هذه الجماعة، كل ذلك عزز من وجود الحوثيين فاعلا غير رسمي، وما كان يستطيع أن يكون كذلك دون كل تلك السياسات الرسمية الخاطئة.
توقف البعض كثيرا عند هذه النقطة وحدود الطموح السياسي للحوثية, وإذا عدنا لطبيعة نشأة الحوثية فسنجد أن شعارها ذو بعد يتجاوز حدود اليمن, لكنه من الناحية الواقعية لم يكن سوى شعار لا مضمون سياسيا له, وهذا بالطبع لا يعني أن الحركة الحوثية كفكرة لن تتحرك أو تلتقي مع غيرها من الأفكار على المستوى الوطني أو العربي والإسلامي, خاصة أن تعاليمها تتجاوز حدود الانغلاق المذهبي والطائفي، وقد تجد نفسها متفقة مع فكر أو توجه إسلامي آخر في محيطها, وقد يعدها طرف إقليمي ممهدة لتوجه أو تفكير أو تراث أو نظرة ما ويلتقي معها فتلعب دورا يتجاوز اليمن ضمن هذه الحدود, إنما المؤكد أن الحركة الحوثية لا تسعى للتوسع في محيطها الإقليمي بأي شكل.

ولكن من المؤكد أن الحركة الحوثية فاعل فرض نفسه، ومن الصعب تجاوزها في المستقبل على المستوى الوطني. ودور الحوثيين مرشح للتعاظم في اليمن وليس الانكماش، لأنهم من ناحية أحيوا تراث المذهب الزيدي، حتى إن الراحل حسين الحوثي المؤسس سيحسب من مجددي هذا الفكر, وبالتالي فهذا سيعود بمردود إيجابي على الحركة الحوثية في محيطها, كما أنهم وطنيا ليسوا على صدام مع مكونات الهوية للشخصية اليمنية ومنفتحون على كل القوى السياسية, وزوال التهم الموجهة إليهم سيعطي بقية الأطراف فرصة تعرّفهم بالحركة الحوثية عن كثب بعيدا عن الصورة المشوهة التي قدمتها السلطة عنهم, وهم في الوقت نفسه يحظون بإعجاب غير قليل في محيطهم المذهبي والقبلي، وهذا كله لصالحهم وسيمنحهم هامش حركة أوسع.

http://www.aljazeera.net/Studies/KEngine/imgs/top-page.gif

"الحوثية ليس نبتا غريبا عن اليمن، وهي اليوم واقع ملموس ومؤثر، والتفكير بالحيلولة دون ازدهارها ينطوي على رفض الاعتراف بحقوقها الفكرية والشرعية التي يكفلها الدستور والقانون, وإن كان أتباعها أقلية فلهم الحق بحرية الفكر والمعتقد والتعبير وممارسته, ومنعهم من ذلك معناه العودة لمنطق الحرب

الحوثية ليس نبتا غريبا عن اليمن، وهي اليوم واقع ملموس ومؤثر، والتفكير بالحيلولة دون ازدهارها ينطوي على رفض الاعتراف بحقوقها الفكرية والشرعية التي يكفلها الدستور والقانون, وإن كان أتباعها أقلية فلهم الحق بحرية الفكر والمعتقد والتعبير وممارسته, ومنعهم من ذلك معناه العودة لمنطق الحرب.

وسياسيا ينطوي الواقع القائم على الكثير من التشابكات وتقاطعات المصالح، فهناك قوى معارضة مستفيدة من بقاء الأوضاع على ما هي عليه, وكانت بعض قيادات أكبر حزب يمني الذي هو الإصلاح مستفيدة من الحرب في صعدة بشكل أو بآخر، وحرضت على الحرب ولم تسع لإيجاد حل لها, وكانت تعتقد أن الحسم العسكري يصب في مصلحتها، وإن كانت مواقف الإصلاح في إطار اللقاء المشترك مختلفة إلى حد ما.

وهناك مراكز قوى بالسلطة لديها ارتباطات خارجية ومصالح خاصة مع المملكة العربية السعودية التى تسعى لأن تكون اللاعب الوحيد والأقوى باليمن، مستفيدة من خريطة علاقاتها مع القبائل ومع رجال السلطة ومع النظام عموما.

لهذا لا يمكن التفاؤل بالمستقبل كثيرا مع استمرار الوضع القائم، ويمكن أن ينمو دور الفاعلين غير الرسميين ويزداد فعالية أكثر من ذي قبل، بل قد يزيد عدد الفاعلين غير الرسميين، خاصة عندما تشهد الدولة تحللا ما، حيث لم يتبلور الشارع اليوم إلى شكل قوة تغييرية تريد أن تتجاوز أخطاء السلطة والرئيس وعائلته, وأن تحقق تغييرا جذريا في الواقع اليمني، وأن تعمل على صناعة واقع آخر تسوده العدالة والديمقراطية والمساواة والقانون، والمأمول من حركة الشارع والشباب اليوم أن يبنوا دولة مدنية تحقق آمال وطموحات اليمنيين, يذوب فيها الفاعلون غير الرسميين وتكون فيه الدولة هي الفاعل الوحيد.
_________________
صحفي مختص بالحركة الحوثية
*ملاحظة: الدراسة جزء من تقرير معمق يضم عدة دراسات وبعنوان "الفاعلون غير الرسميين في اليمن"، سيصدر قريبا عن مركز الجزيرة للدراسات.
هوامش:
1- الفتوى صدرت بتوقيع العلماء محمد محمد المنصور، حمود عباس المؤيد، أحمد محمد الشامي، قاسم محمد الكبسي.
2- مجد الدين المؤيدي (1905 - 2007) عالم دين يمني يعد من أبرز علماء الزيدية في القرن الأخي