عبدالكريم الخيواني
( 13/04/2006 )
لم يترك لنا الرؤساء العرب مجالا للاعجاب بهم، والحقيقة ان لا شيء يبعث على الاعجاب برئيس او قائد او ملك عربي لكن لا بأس من الانصاف ولو انهم لم يعرفوه أويمارسوه.
:: لا أدري لماذا التبرير والحرج من التعاطف مع رئيس ما.. ربما للشعور بأنهم أسوأ ما فينا، لكن ثمة أستثناءات تدعو للتوقف أمامها كالرئيس اللبناني إميل لحود، إنه حالة مختلفة عن باقي الحكام العرب.. يكفي أنه الرئيس العربي الوحيد الموضوع مصيره على طاولة حوار الفرقاء اللبنانيين، ووجوده في الحكم محصور بين رأيين.. رأي يقول بضرورة إقالة لحود فورا، وآخر يفاوض على التوقيت ومعرفة البديل لاأكثر،والرئيس في قصره لا يطمح بأكثر من اكمال فترة ولايته الثانية التي لم يقض منها الا حوالي ربع المدة، علما ان فترة توليه الرئاسة لا تزيد على عقد من الزمان.. عقد واحد وليس 2 أو 3، ولا يطمح بترشيح نفسه.. لحود يستحق الإعجاب حتى وإن كانت الاوضاع اللبنانية لها الفضل في خلق هكذا قناعات.
:: هذا الرجل خلال فترة حكمه لم ينشئ حرساً جمهورياً وخاصاً وفرقة مدرعة وأمناً قومياً وطيراناً وولى عليها ابناءه واخوانه وعيال عمه والأصحاب والأنساب حتى يضمن احتكار الحكم وان لاتأتية الديمقراطيه من خلفه او بين يديه.
:: لحود عسكري محترف لكنه لا يحاول الانتصار بالعسكر ولا يحرض الجيش على الاحزاب والمذاهب والصحف والصفحيين ورغم الهجوم المكثف على شخصه من البعض الا ان صحيفة لم تحتل وصحفياً لم يسجن والاحزاب لم تفرخ او تصادر مقراتها والنقابات لم تستنسخ.. ألا يستحق لحود التعاطف.. يا جماعة- الأمور نظر!!
:: الرئيس اللبناني ما روني لكنه لم يستقو بطائفته وبالرغم انه مطلوب لاسرائيل واميركا، إلا ان لبنان لم يضق به حد القول انه سيلجأ لقريته وعشيرته للاختباء او المجابهة وبالرغم من تعدد الطوائف في لبنان فلم يقبل ان يكون بهلوانا يلعب على حبال الطائفية.. الطائفه تخلت عنه لأنه تجاوزها... يا لحود سينصفك التاريخ!
:: اميل لحود مسيحي الديانة إلا انه لم يجمع الاموال لبناء كنيسة لحود، ولا تبنى المتشددين مقابل الدعوة لطاعته، ولم ينشغل بتوظيف الدين في بلاطه او استخدامه كشرعية للحرب والتوريث وإيمانه ليس محل جدل «الإيمان» سلوك الحاكم.
:: بيروت تحوي معالم لكل الرؤساء الذي عرفوها لكن لا معلم للرئيس لحود بل لا صورة له في شارع، ولا جمعية خيرية تحمل اسمه او مدينة طبية ولم يمنح فخامته نفسه لقبا ايمانيا ولا حتى رتبة عسكرية اضافية، ظل العماد اميل لحود منذ تسلم الرئاسة وحتى اليوم.. لست عاطفيا في اعجابي.. انا يمني انظر للموضوع من خلال المحيط العربي، ووضعنا اليمني.
:: يتهم البعض لحود بالتفريط بسيادة لبنان لصالح سوريا لكن لا يتهم ان ثروته بلغت 1 أو 20 مليار دولار ولا يزعم احد انه استثمر في النفط اوالحدود او السلاح اوالاراضي ولا يشاع امتلاكه مزارع مانجو في لبنان ولا قصور في اوروبا، ورطته بنظر اعدائه حماية المقاومة التي حررت الجنوب ودحرت الاحتلال الصهيوني ورغم الخلاف على مستقبل المقاومة لكن لا يقال بأنه تورط بحماية ارهابيين.. من يعتقد انه لا يستحق الاعجاب ما عليه إلا ان ينظر حوله.
:: الرئيس لحود يحترم صلاحياته ولا يتدخل في صلاحيات مجلس النواب اوالحكومة التي ربما تفوقه في القوة، وهو ليس كل شيء في بلاده ولا يصفه احد بأنه لبنان، او ابن لبنان البار، او يمدحه الشعراء و يصفونه بالملهم والحكيم والضرورة ...الخ، ولا يطلق عليه اسم الرجل الاول، بعدما حصل معه في الخرطوم وجلسة مجلس الوزراء ألأخيرة ممكن ان يطلق عليه رئيس (بدون).
:: أخيرا لحود لم يفصل لبنان على مقاسه الشخصي اوالعائلي ولم يرفع شعار: انا أو صوملة من بعدي،.. تفرغ للرئاسة وهمومها، لا يكتب قصيدة بليدة باسم مستعار، لا يتحرك ببورزان، ولا يحيط به شاطر او اكثر، لحود ليس مختلفا فقط وانما متميز فعلا، مقارنة بنظرائه العرب، لكن الشعب اللبناني شعب استثنائي يريد الأفضل وهذا من حقه، إنه شعب لا يعرف فحسب ما يفعل وانما يعلمنا ما نفعل.. إنها ليست مقارنة بأي مستوى، فالمقارنة ليست في صالحنا كيمنيين قطعا،حيث تتجمع لدينا كل العيوب،.. فقط انها خواطر عن لبنان وتعبير عن اعجاب بحالة مدنية عربية رائعة على هامش زيارة مؤخرا -خواطر-لا يقصد منها القول إن اللبنانيين لو عرفوا «ببلوى» غيرهم لهانت عليهم «بلوتهم»،.. وإن كانت ثمة مرارة فشلت السطور في إخفائها، فالواقع وحده من فرضها.karimkhawani.google.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق