فكري قاسم
fekry19@hotmail.com
* على فكرة يا عبد الكريم، نسيت أقلك: آخر مرة – وأنا جاي إلى صنعاء- لم تنكسر زجاجة الشعير التي طلبت أشتريها لك معي من بوفية محمد صغير في تعز. بصراحة أنا تئآمرت مع نفسي عليك وخبأتها. أصلاً عندك سُكر، سامحني أرجوك.
< السُكَّر مرض غبي أحياناً.. يعني قد الواحد محوَّط بمرارات الدُنيا كُلها ويزيد"ينبع" له مرض السُكر! قِِلة ذوق للأمانة.
عندك القلب أيضاً، وتدخن. واللي ما عندهم قلوب ولا عقول من أصله، كُلما تعثرت خُطاهم في صعدة رجعوا لافوق راسك يا "خيواني" كما لو أنك عاصمة الحوثيين!
مرة يضربوك وفي ظنهم أنهم ضربوا التمرد على قفاه!!
مرات يسجنوك مقتنعين أن إجراء كهذا يعني أنهم قبضوا على التمرد ورفعوا فوق رأسك أنت، علم الجمهورية المتحارب عليها في صعدة.
< تعرف يا عبد الكريم، إنك تبدو بالنسبة لنظام يمكن تسميته مجازاً: مدرس رياضيات فاشل، عملية إختصار إلى أقرب كسر عشري!؟ كم أنت خصم يسير الإصطياد يا صاحبي، وكم نحنُ مُتفرجين بألبابٍ من خُلّبْ!...
< جميعنا يعرف، بما فيهم أنت والَسَجَّان ما تُهمتك بالضبط.
إبتسم يا صاحبي.. عندك السُكر والقلب، وعندهم القوة والسلطة.. وعندي لك خبر حلو:
أووه ه ه، نسيته سامحني ارجوك.
كل الذي اتذكره الآن أنني يوم الإثنين الفائت "موعد جلسة النطق بالحكم" أول ما صحيت من نومي -متأخراً طبعاً- طلبتك على الهاتف. كُنت أخشى أن أجده مغلقاً، فمعنى ذلك أن حُكماً جائراً لحقا بك. لكن الحمد لله الهاتف رن.
الله يا عبد الكريم كم فرحت.. ليس من أجلك بقدر فرحي أن القضاء في اليمن طَلّق ملعب السياسة، أوهكذا سيكون.
فرحت كثيراً لأجل حاجة اسمها "اليمن". بعد الرنة الرابعة ردت إبنتك، أضنها إباء سألتها مستعجلاً:
- كيف حالك حبيبتي؟ (ردت علي بصوت كما لوأنه خرج للتو من تحية العلم).
- بخير.
- فين بابا؟
- شلوه الحبس!
أنصدمت والله. ومن كثر المرارة التي طفحت في حنجرتي لحظتها وددت أن أسألها: من هم اللي شَلَّوه الحبس؟
شوف على سؤال غبي! قَلَّك منهم؟!
بعض الصدمات تخلَّلي الواحد أخجف.. المعذرة يا صاحبي.
ثم أني لست ذكياً للحد الذي يجعلني أبلع سؤالي ذاك خوفاً من أن تنطق إبنتك باسم الغريم ويضبطوا عليها مكالمة هاتفية تصير –لاحقاً- إدانة كافية لإتهامها بأنها عضو في خلية إرهابية، ربما، تخطط لتسميم طابور الصباح؟!
< والله إني أكتب من غير نفس " الله يسد أنفاسهم"، هل ستغفر لي يا صاحبي؟
بكرة ستنتصر الشجاعة على الغضب الأعمى.. إبتسم يا باشا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق