عبدالرحمن العابد
19 مارس2011
أربع وعشرون ساعة
مع الاستاذ عبدالكريم الخيواني ..
ذات يوم قمت بالاتصال
بالاستاذ عبدالكريم الخيواني للتنسيق لإجراء مقابلة معه فرد عليّ بصوته البشوش : تعال
.. انا في ذمار معانا عرس ابن اخي .. والله لوما تجي "محذراً" انا بنفسي
ما دريت انه عرس ابن اخي غير امس .
لم اتردد لحظة
واحدة دون أن اغير ثيابي في التحرك إلى ذمار وتناول الغداء في الطريق بوقت متأخر نحو
الساعة الرابعة والنصف وما كان وصولي إلى هناك إلا في الساعة السادسة بعد سؤال الكثير
عن مكان المقيل .
استقبلني
"كريم" -كما يحلو لنا تسميته- بضحكة كبيرة وهو يقول : يا سيدي وعيني ما دريت
حتى انا انه عرس ابن اخي , وأجلسني إلى جواره وكل خمس دقائق يمر أحدهم ليسلم عليه ونقف
معاً ونجلس سوياً .
عرفني بالكثير
من أفراد أسرته يومها "اخوته وابناء اخوته وابناء اخواته" كبار في السن وشبان
, وضحك حين قلت له : ما شاء الله كل هؤلاء اقاربك .. وانا نزلت من صنعاء رحمتك لا تجلس
لحالك انت والعريس .
تعرفت على أخٍ
له أبكم كان يجلس أمامنا لا تفارق عيناه النظر إلى كريم ولا يتأخر في القيام بأي عمل
يريده كريم الذي أخبرني أن شقيقه ذلك فقد النطق من شدة قهره عليه حين سُجن وهو يصرخ
بأن يسجنوه بدل شقيقة حتى غاب عن الوعي وحين فاق من الغيبوبة كان فاقداً للنطق .
بعد خروج أكثر
المعزومين بقينا بمفردنا نتحدث وكريم كعادته يتحدث عن المصائب الجسام بطريقته الساخرة
الناقدة ويكرر :سمعت يا سيدي وعيني عند حديثه مع الجميع باللكنة الذمارية .
غادرنا موقع العرس
وذهبنا إلى بيت شقيقه - لأنه حلف ألا أسافر - وامضينا الليلة ومعنا اثنان من أبناء
أشقاءه وتحدث كريم في مواضيع كثيرة للغاية وشاركته الحديث .. ضحكنا حتى كنا نخشى أن
يصحو الجيران رغم أن حديثنا لم يكن سوى في السياسة الكئيبة وعن فترة سجنه .. وهكذا
هو كريم .
صباحاً مشينا في
شوارع ذمار وهو يحكي لي الكثير من ذكرياته فيها وفي صنعاء ويأتي كل من يراه للسلام
عليه بحرارة وتقدير واضح . وبقينا معاً على الغداء وحتى حان موعد عودتي في نفس موعد
مجيئي تقريباً .
كريم اسم على مسمى
"خلقاً وروحاً" لا يوجد من هو اشجع منه , وليس كمثله في الحديث عن الملمات
بابتسامة وسخرية حتى الموت . — مع عبدالكريم الخيواني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق