يناير شهر حزين بامتياز هنا باليمن,منذ سنوات ,على عكس العالم,نفتتح يناير على ذكرى اغتيال الشهيد المناضل جار الله عمر ونعيش قرب منتصفه ذكرى استشهاد الثائر ورجل الدولة اللواء يحي المتوكل بحادث مروري غامض,وبعد كلام الشيخ الزنداني قبل فترة بأنه كان سيذهب في حادثة سيارة بنفس ألطريقه التي راح ضحيتها المتوكل ,تبقى شبهة الاغتيال ,مرجحه أكثر خاصة لو طالعنا التقرير الأمني الهزيل عن الحادثة.
أحزاننا لا تقف هنا لكن تتجدد برحيل أخر رجال ألدوله ,والرجل الشريف والنزيه فيصل بن شملان ,الذي توفي بعد صراع شجاع مع المرض الخبيث ,لم يكن خلاله إلا ذلك الإنسان الشريف والنزيه ,صاحب الموقف ,المبدئي
المتراكم خلال سني خدمته ,رحل واقفا ,رافضا أن يتواطأ ضد ناخبيه ,ولم يبارك نتيجة انتخابات الرئاسة,فلم تتكفل الدولة التي خدمها عمره بعلاجه على نفقتها,وكان ملفتا أن السلطة لا تحترم جلال الموت ,فناهيك عن تجاهل ذكر وفاته ,إعلاميا وعدم تقديم واجب العزاء,أو صدور نعي رسمي هنا آو هناك شيعته بمفردات الحملة الانتخابية الرسمية إياها ,فما الحكم لدينا سوى حمله انتخابية رئاسية متواصلة.
المقالح مازال مخفيا قسرا, ولم يتغير وضعه بعدما كشف رئيس الجمهورية بعد مائة يوم ,أنه موجود لدى أجهزة السلطة,ولا بعد تصريح بن دغر واللوزي, حتى السماح لأسرته بزيارته لم تتحقق حتى الآن ولم تجدي كل المحاولات للحصول على أذن بالزيارة .
ما تعرضت له صحيفة الأيام والزميل هشام با شرا حيل يندرج في قائمة الحزن ,وتحويل التهمه من حرية تعبير إلى جنائية أو إرهاب ,مازالت وسيلة تقوم بها السلطة دون أدراك أنها صارت مكشوفة ,وتلفيق التهم لم يعد مقنعا بأي حال محليا ودوليا,والواضح أن اهتمام العالم باليمن والمخاوف من الإرهاب استراتيجيه ناجحة,ومربحه رسميا فما كل غاره , تتم ضد القاعدة ,تشن غارات رسميه أخرى على أصحاب الرأي وحرية التعبير ,والناشطين الحقوقيين .
محكمة الصحافة التي أنشئت في وقت أزمة إغلاق 8 صحف ,في يونيو الماضي ,تكيف القمع والمصادرة والرقابة والإغلاق ,وتمتد مكانها إلى كل محافظه يمنيه ,وعلى الصحفي أن يحضر إليها للمحاكمة,دون أدنى اعتبار ,للحق الدستوري والقانوني الذي يكفل للمواطن حق التقاضي أمام محكمته الطبيعية وأمام قاضية الطبيعي.
أمس حكمت المحكمة بسجن الأستاذة الكاتبة الصحفية ,أنيسة عثمان بالسجن ثلاثة أشهر مع النفاذ على ذمة مقال ,اتهمت فيه بأهانة رئيس الجمهورية ,كتبته غيرة على انتهاك حرمة بيت وترويع أسره ,وإرهاب طفلة,أغمي عليها عندما دخلوا وأخذوها ورموا بها جانبا,لتشاهدهم ينكلوا بوالدها النائم, وكان المسوغ الذي ساقه , الجنود حينها أن ما يقومون بة ,يستند إلى أوامر وتوجيهات رئاسية وليس إلى مصوغات قانونية هكذا قالوا, لا يهم حق أو باطل ما قالوا,لكن هذا ما نطقوا وقالوه أكثر من مره, كنت أنا الضحية,وأسرتي كانت طفلتي إباء لعدة أشهر تغادر سريرها مفزوعة من نومها ليلا وهي تصيح ,خائفة مرعوبة ,الجنود,ما تزال حتى الآن تتذكر هذا الكابوس,كتبت أنيسة بلسان المواطن والأخت وربة البيت , لعلها أرادت بالنقد أن يغضب الرئيس لاستخدام أسمة على هذا النحو لكن أخذت المسألة بصورة أخرى ,وبقراءة مختلفة فإذا بها تجد نفسها ,متهمة بأهانة رئيس الجمهورية ,حوكمت في صنعاء وهي ترعى والدتها المريضة الطاعنة بالسن في تعز لم تستلم استدعاء حضور,ولم توكل محاميا ,واستمرت الجلسات فصدر ضدها حكما قاسيا بالسجن,لتكون أول كاتبة يمنية يصدر ضدها حكما بالسجن,على رأيها ,على نفثه صدر مكلوم على عدالة غائبة, على قانون ,على دستور .
العالم اليوم يسقط عقوبة السجن على ذمة الرأي ,للصحفي وليس الصحفية,ورئيس الجمهورية ذاته أطلق وعدا يوما ما ,تناغما مع هذا باعتباره توجها ديمقراطيا,ولكن تاه الوعد وبقيت العقوبة ومورست بشكل أوسع,ووصلت إلى الصحفية ربما كنوع من التأكيد على تنمية حقوق المرأة.
المصيبة أن أنيسة عثمان ابنة المناضل والثائر ,والشهيد محمد علي عثمان ,يصدر عليها مثل هذا الحكم من سلطة تحاور الخاطفين,بل وتسلم لهم الفدية,توقف القضايا في المحاكم ليصدر فيها حكم من نافذ ما,لكن لأنها من تعز,المحافظة المؤمنة بالمدنية فلا مكانة لشيخ ولا لنافذ , أو مناضل أو رمز مهما بلغت مكانتة .
ثم بالله عليكم عندما يكون رئيس الجمهورية خصما ,لمواطن أو مواطنه ,فما حجم الرئيس في كفة ميزان القضاء وما حجم المواطن في الكفة الأخرى وأنا هنا أتحدث عن القضاء اليمني وعن قضاتنا وليس عن القاضي شريح.
كان الرئيس سيبدد كل ما جاء في مقال أنيسة , برفض الوقوف خصما بسبب مقال ,كان سيتعالى كحاكم ,على ما صور له ,أساءه , بمعالجة الموقف ورفض مثل هذا التصرف الذي يزج فيه اسم الرئيس,وهو بهذا سيؤكد حمايته للقانون والدستور والقيم الحميدة ,ويستفيد لأ نة يعلي من شأنها,ولا أعتقد أنه مثل هذا الحكم أو إبقاء المقالح مخفيا,ومحاكمة السقلدي وراشد واعتقال شفيع العبد واعتقال هشام وأبنائه ,وتكميم الأفواه تخدم النظام ,حتى لو كانت الحرب على الإرهاب هي أولوية أمريكا والغرب ,باليمن اليوم,وانه تحت هذا الإطار يمكن تمرير قضايا قمع حرية التعبير وانتهاك الحقوق والتعذيب, لأن هذا القمع والقسوة يخدم الإرهاب, ويبرره وهو أكبر تحريض ضد أمريكا والغرب ,وربما لم يصلوا بعد إلى هذا الحد من الغباء.
كان أمس بداية أسبوع مميز جدا,خاصة لشخص طا فش ,مما حوله ,على هاوية أن يفقد قلبا شكل له طوق نجاه في محنة,وقتا ما..,عند المساء جاء نبأ تعرض الأستاذ القدير عبد الباري طاهر, لحادث مروري ,بسيارة مجهولة ثم معلومة بعد التأكد من سلامة الأستاذ,الذي كان في الأسبوع الماضي نجم برنامج تلفزيوني بثته الجزيرة تحدث فيه بموضوعية ومرارة عن الإرهاب,ونجم ندوة عن المناضل جار الله عمر.
عبد الباري طاهر المناضل والحقوقي والإنسان,معروف أنه يخرج بموعده من مؤسسة العفيف يتجه مباشرة نحو شارع حده تقاطع الكميم ليركب باصا يقله الى حده برنامج يومي معتاد,أمس وهو في طريقه ,الذي لا يخطئه فاجأته سيارة مسرعه في مكان لا يحتمل فيه السرعة,لتصدمه ,,أسعفته نفس السيارة مغميا عليه,وتركته في مستشفى الحريبي ,قائلا سائقها أنه فاعل خير,وغادر المستشفى, وعندما عرف ان أستاذنا طاهر,بخير عرف من هو, الشارع هو نفسة الذي قضى فيه نحبه الدكتور عبد العزيز السقاف,قبل سنوات, بحادثة سير.
لست مع نظرية المؤامرة لكن الهجمة الشرسة على أصحاب الرأي والناشطين تفرضها,,,عدم وجود تحقيق مقنع وشفاف بأي جريمة يتعرض لها الصحفيين والسياسيين تفرضها,,الأنهيار ألقيمي والأخلاقي يطرحها,,السقوط الذي نعيشه ونلمسه في الحياة العامة ,من جحود وخداع وفساد وزيف وتنكر,يعززها,تغليب الكره على الحب,والتحريض,على ألألفه ,مساواة المحسن والمسيء, والفاسد والصالح ,والقبح والجمال ,يجعل الحياة لا معنى لها تجعل الوطن ضيقا,بمساحة ضيق صدر الحاكم الذي نعايشه اليوم خوفا وألما وقلقا .
عاش عبد الباري داعية للمساواة حالما ,بالعدالة,حقوقيا يدافع عن الإنسان,كان في حديثه با الجزيرة, يتحدث بألم عن الوطن الذي يخاف علية,عن الحلم الذي عاشه عقود, عن مخزون الحب والجمال والفرح,الذي في نفسه,لكنهم استكثروا علية كل ذلك,وبكل موضوعية ووداعة التهامي الحنون والطيب,والمثقف الواسع ,وجدنا فجاه انه لم يعد مقبولا ,ولا مستساغا ,أذا فأين نذهب نحن الباحثين عن أمل نتمسك به بوطن بعدل بمساواة ؟؟,ما هذا الوطن الذي يجف فيه الفرح ويينع فيه الحزن,يقتل فيه الحب ,وتنموا فيه الكراهية؟ أي مجتمع هذا الذي يضرب فيه مفكر كبير كأ بو بكر السقاف,وهو صامت ,نخبة ,وعامه ؟,ولا ينصف ولا يكرم, ويكرم عبد الباري طاهر على وطنيته وكفاحه من اجل الناس عقود من الزمن ,بسيارة تصدمه ,ولا يضج الناس انتصارا لحق الحياة ,انتصارا للقيم ,والجمال والحب والخير والعدل؟, واقع تحتاج أن (تسوق) راسك بيدك ,لتثبت انك شهيد...أي حكومة وسلطة تلك التي يهمها نشر الخوف ,ولا تبالي بمقدار شعبيتها ,ودعايتها الانتخابية اختاروني أنا أو الصومال أو العراق , أنا أو الطوفان , تقسم شعبها الى فئات متناحرة ,العرق تهمه والمنطقة تهمه, والنجاح تهمة والتفوق تهمة,والصدق تهمة,....أي واقع هذا الذي يتحول فيه من تحب إلى وحش ,ومن تعز إلى خنجر, ومن تثق به إلى مخادع ,والسياسي إلى نخاس ,والحقوقي الى تاجر,والعالم الى داعية عنف وحرب,والأديب إلى طبال ,والفنان أيوب طارش عبسي إلى عنوان شقاء ومرض وهو الذي افرح الناس وغنى للوطن والحب,والوحدة الذي باسمها يقمعون ,وينهبون....أي بلد المستقبل فيه لصاحب الرأي والصحفي يكون , غسالة قاذورات ,أو مجنون أو ميت الروح, وفي أحسن الأحوال شهيد منزوع عنه صفة الشهادة,ونقابة الصحفيين ,الى قسم شرطه ,واتحاد الأدباء إلى معهد تعليم الفهلوة.
السيدة الفاضلة أنيسة رمز الشجاعة والمساواة أنت تاج على رؤوس الخاضعين والصامتين ,كيف ندين جرأتك وهم يرفضون موضوعية عبد الباري طاهر ,الحكم عليك اليوم وحادثة طاهر واستمرار أخفاء المقالح وعدم الاحتجاج على كذبة,اختطافه, واعتقال هشام وضرب رد اد , والحكم على الأشهبي ,يوم بائس سلبني ما تبقى من وطن ,وجعلني أرى أن لا فرق بين الوطن والقبر,لو كان الوطن المجتمع الأسرة الصديق وضيفة لاستقلت منها,لكنه للأسف غير ذلك ,لو كنت أملك أن اعتذر لاعتذرت عن وجودي بينكم ,ولنفسي فقط.
أنا حزين بسبب الرئيس ,وحروبه ,وصمت الشعب على الفساد والقهر والحرب,حزين ,بسبب هذا وذاك وتلك,حزين من أجلك واجلها ,حزين من أجلي ,من اجلهم ,من أجل ألصغار.
النداء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق