الخميس، 29 سبتمبر 2011


ابنة عبد الكريم الخيواني تتحدث عن والدها، في فيلم لا يتجاوز الثلاث دقائق، يجوب العالم اليوم، نتيجة تعاون ما بين المنظمة الدولية "وتنس" والمنظمة المدنية اليمنية "منتدى الشقائق". طريقة جديدة في التأثير والضغط وتوثيق الانتهاكات!
 
منى صفوان ، ماجد المذحجي- اليمن
 
hub khiwany
إباء عبد الكريم الخيواني تسرد تفاصيل اعتقال والدها العام الماضي
يتعرف المجتمع الحقوقي في اليمن كل اليوم على طرق جديدة لتوثيق الانتهاك، خصوصا ذاك الذي يطال الصحافيين.
هذه الطرق تأخذ وقتا للتدريب عليها، بينما الانتهاك ذاته لا يحتاج لأي خبرات أو تطوير مهارات!
فها هي تولد شراكة حقيقية غير معلنة، ما بين المجتمع الحقوقي  والنشاط الإعلامي، ليصبح الارتباط  بينهما يتجاوز مستوى العلاقة التقليدية.

"وتنس"، وهي منظمة دولية مقرها نيويورك، تشترك اليوم و"منتدى الشقائق"، منظمة مدنية تعمل على منظومة حقوق الإنسان وبالأخص حقوق النساء، لتقدم تدريبا خاصا  لستة من المتطوعين في المنتدى لانجاز مشروع ثلاثة أفلام خلال ثلاثة أعوام.


وبسبب ما تعرض له الصحفي اليمني عبدا لكريم الخيواني من محاكمة تفتقر للعدالة علاوة على تعرضه لسلسلة من الانتهاكات التي طالت حقوقه، ها هو الجزء الأول من فيلم تسجيلي قصير  يرى الضوء " الخيوانية : طريق الحرية".

" التوعية بالحقوق في كل العالم تأخذ وسائل جديدة أسرع وأكثر تأثيرا، والعمل بها يحتاج لكثير من الحذر. فهي طريقة خطرة لكنها فعالة كونها تتجاوز الطرق التقليدية ذات النتائج المتأخرة وتخلق نتائج أكثر فعالية"، قالت بلقيس اللهبي،  ضابطة مشاريع في منتدى الشقائق المهتم بالقضايا الحقوقية.

كما وأكد المسؤول الإعلامي في "منتدى الشقائق"  ماجد فارع على ان " الشقائق يعتمد في عمله على وسائل المناصرة التقليدية، التي منها البيانات والفعاليات العامة. فهو لم يلجا لاستخدام وسائل التكنولوجيا سوا في هذه المرحلة انطلاقا بشراكته مع منظمة دولية تعتمد على التغيير الحقوقي عبر إنتاج الأفلام الوثائقية ".

بإطلاق الجزء الأول للفيلم التسجيلي القصير " الخيوانية : طريق الحرية"  بدأ فعليا  تدشين طريقة جديدة للتعامل مع القضايا الحقوقية. 

فيلم وشراكة
الجزء الأول من الفيلم التصويري القصير استند على حديث الطفلة إباء عبد الكريم الخيواني. وقد اكد فريق الفيلم أن هذه البداية جاءت لإثارة تعاطف اكبر حول القضية التي تمتاز منذ البداية  بردود أفعال غاضبة  جراء  ما تعرض له الصحفي عبد الكريم الخيواني  من تعسف قانوني قضى بحبسه.
"بهذا الفيلم تكون طرق الضغوط الإعلامية الحقوقية،  قد أخذت طريقة جديدة، تعتمد على تأثير الصورة" قال عمار عبد، خبير من فريق عمل الفيلم. 

جاء حديث  ابنة الخيواني في  فيلم قصير لا يتعدى الثلاث دقائق لزيادة التعاطف مع قضية  تأخذ مساحتها الإنسانية قبل صوتها السياسي. 
هذا الفيلم يهدف الى خلق نوع من تضامن دولي بالفيديو،  منضما بذلك  لوسائل الضغط الأخرى التي بدأت فعليا بالتواجد  منذ حبس الخيواني.

الفيلم  بجزئيين.
اعتمد جزءه الأول على الصوت الإنساني للقضية من خلال حدث عاشته طفلة. 
اما الجزء الثاني فيتضمن صوت سياسي يتحدث عن التعسف القانوني، والتراجع في مجال الحريات الصحفية.
هذا الجزء يستعد فريق الفيلم لرفعه على الموقع قريبا.

الطريقة الجديدة ليس معمول بها في مجال الحقوق اليمني،  الذي يأخذ نشاطه المتحمس صوتا مسموعا في الخارج، مستجيبة له المنظمات الحقوقية الدولية.

 وقد أشار سامي غالب رئيس تحرير صحيفة النداء الأسبوعية المستقلة "أن هذا الفيلم يقوم بتعزيز حقيقي لأشكال مناصرة حقوق الإنسان وحريات الصحافة في اليمن التي تعاني من انتهاكات خطيرة".

يعتبر هذا العمل، عملا بسيطا، ويأخذ وقته  ليقدم شهادات تحقق هدفا واحدا، وهو تكثيف نجاح مشروع التضامن مع قضية الصحفي عبد الكريم  الخيواني الذي حوكم وحبس بسبب أرائه الصحفية السياسية ، ولأنه عبر الفيديو،  فهو الأول من نوعه في  المجال الحقوقي في اليمن ، و كباكورة الشراكة بين منتدى الشقائق ومنظمة وتنس الدولية.

حرص "وتنس" على شراكة عملية  مع الشقائق يأتي بعد نجاح الأخير في طريقته مع القضايا الحقوقية التي اهتم بها. ليكون الشريك الأول في المنطقة، الذي عليه أن يستوعب مضمون النشاط الجديد للطريقة التي تفرضها هذه الشراكة.

هذه الطريقة فيها الكثير من فرص الابتكار والتأثير، يمكن استخدامها لاحقا كدليل مادي لاحتوائها على شهادات حية وقرائن.

عادة تستخدم الأفلام الوثائقية والتسجيلية لقضايا حقوقية كأدلة في المحاكم في قضاء يعترف بها. وان كان هناك قضاء لا يجد في هذه طريقة مبتكرة ما يصلح كدليل يستخدم في محكمة تقليدية، فان هذا لا يمنعها من البقاء محاصرة في دائرة الضغط، كوسيلة تأثير تنطق قضايا تحتاج أن توثق

الصحفي اليمني احمد الزرقة يرى أن دائرة الضغط تتسع وتسمح لطرق جديدة بالدخول وبتجاوز الخطوط الحمراء وهو يرى أن تأثير هذا الفيلم سيحدث اثر جيد وجديد في طريقة التعامل مع القضايا الحقوقية.

منتدى الشقائق منظمة مدنية تعمل على منظومة حقوق الإنسان وبالأخص حقوق النساء، وتميز باستطاعته على العمل في مناطق حساسة يتداخل فيها ادوار الأمن واختراقاته لحقوق الإنسان مع تأثيرات مراكز القوى الاجتماعية على ذات القضايا، وهو ما اكسبه رأسمالاً مهماً على المستوى الحقوقي في اليمن.

و "وتنس" هي منظمة دولية مقرها نيويورك مهتمة بمراقبة الانتهاكات وتوثيقها بالفيديو,ترفع شعار" راقب ,صور, غير" وهي تعمل على إقامة شراكات مع منظمات مدنية ناشطة في عدد من الأقاليم على مستوى العالم من اجل تدريبها والعمل معها على إنتاج أفلام حقوقية، وتعتقد هذه المنظمة أن الأثر البصري للأفلام أكثر فعالية في تغيير واقع الانتهاكات العالية لحقوق الإنسان على المستوى الدولي، إنها  تستخدم الصورة كدليل مادي للانتهاك،  هذه هي طريقة  وتنس. هذا ما يؤكده" بوكيني"  المنسق والمدرب في وتنس ومسؤول الشرق الأوسط وأفريقيا.

الفيلم  يعرض حاليا  على موقع HUB  التابع لمنظمة وتنس الدوليةhttp://hub.witness.org ، فيه سردت ابنه الخيواني الصغيرة تفاصيل اعتقال والدها العام الماضي ، مدى تأثرها بالحادث ، وما يتعرض له والدها حاليا.
كل ذلك زاد ردود الفعل المتعاطفة، منها ما يصل عبر التعليق على الفيلم في الموقع.

الشريك اليمني، وهو "مندى الشقائق" معني بتقديم أهم القضايا الحقوقية في ثلاثة مشاريع لثلاثة أفلام تسجيلية احدهم سيكون عن الحقوق المهدورة للنساء والتعسف القانوني.
تبقى المهمة الصعبة في اختيار أهم قضيتين من مجمل مواضيع تصلح جميعها لتكون فيلما قصيرا يعرض في نصف ساعة على الأكثر. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق