الحساب يجمع..!!
عبدالكريم الخيواني
الأربعاء أغسطس 10
* قال أنه لن يرشح نفسه لانتخابات الرئاسة القادمة ظناً أنه سيشغل بال الناس وتفوت الجرعة تحت وطأة ذهول فراقه المزعوم، ولأن بعض الظن إثم لم ينشغل الناس وخرجوا هاتفين بعفوية ضده مباشرة.
* نفوا أن فخامته لا يمتلك عشرين مليار دولار في بنوك ألمانيا وهولندا وباعتباري أول من أشار لما نشر في الدبلوماسي حول الـ20 مليار دولار، وكان كما يلي: هل يتساءل يمني عن 20 مليار دولار في بنوك هولندا وألمانيا؟ ولم أؤكد امتلاك الرئيس لهذا المبلغ إلاَّ أنهم نفوا.. مضيفين بأن الرئيس يمتلك ماهو أكبر وهو حب الجماهير.. وفي انتفاضة الجياع الجماهير خرجت لتمزق صور الرئيس الكبيرة.. فإذا به بعد 27 عاماً مفلس من المال كما زعم مصدر المؤتمر الشعبي الحاكم ومن حب الجماهير بحسب مشاهد انتفاضة الجوع التي يعلمون حقاً أنها انتفاضة جوعى مظلومين محرومين، وليست هبَّة مغرر بهم من متآمرين كما يحاول أن يصور البعض ذلك.
* بعد ثلاثة أيام انتفاضة انتظر البعض كلاماً رسمياً معقولاً فإذا بالإجماع الأمني الأعلى يصف ما حدث بالشغب وإذا بصحيفة الثورة تتحول الى لائحة اتهام جماعي وتعلق على صفحاتها صور المطلوبين وبين شارع ينتفض وحاكم يتوعد بالحساب والعقاب معارضة بائسة وحقيقة مغدورة.
* قبل الجرعة بثلاثة أسابيع وضمن مقبلات الجرعة منعت طباعة «الشورى» و«الثوري» والنداء والحرية.. و... ثم اوقفت صحيفة «الشورى» رسمياً والغي اتحاد القوى الشعبية في تجاوز للدستور والقانون واستنسخت «الشورى» للمرة الثانية وكرمت خيانة الأمانة رسمياً في 17 يوليو بمراسيم عيد الجلوس عندما أستقبل الرئيس المحتلين في مشهد أكد الرعاية والدفع الرسمي لاحتلال الاتحاد والشورى واستنساخها. وبعد ثلاثة أيام من انتفاضة الجوع نقل الإعلام قول الرئيس ان حرية التعبير في الصحف والإعلام وليس في الشغب والتكسير وتناسوا أنهم لم يقبلوا بحرية رأي ولم يبالوا بانتفاضة الجياع.. حرية التعبير اعتبرت جناحاً عسكرياً يوم (شخطة الوجه) أياه لإعادة مقر الإتحاد.. والانتفاضة سموها شغباً في الاجتماع آياه.. وبين هذا وذاك استمراء توزيع التهم وتزوير الواقع وكلها تؤكد عدم احترام العقل والمنطق.. حتى وان أُخذت المسائل شخصية.
* مائة وخمسة وعشرون قتيلاً.. وضحايا.. ومعتقلون.. كانوا حصيلة احتجاج عفوي حسب تقديرات غير معلنة لشارع خرج بلا قيادة توجهه وترفع مطالبه.. خرج الشارع معظمه اطفال تبرأت منهم قيادات المعارضة - كعادتها-، هم جيل الوحدة والديمقراطية.. فجأة تسابقت جمعية العلماء والنقابات الرسمية على وصمه بالمشاغبة.. لم يتأكد أحد هل المشاغبة أمنية؟ أو شعبية.. ومن أول لحظة كان المراسلون قد اطلقوا عليها أحداث شغب في تقارير اخبارية عاجلة سرعان ما تلاشت في زحمة التفجيرات في لندن وشرم الشيخ وبيروت.. ربما ضحايا اليمن يفوقون ضحايا التفجيرات.. لكن الضحايا يمنيون والبلد هي اليمن ولاقيمة للمواطن اليمني لدى سلطته؟ لتكون له قيمة انسانية عند الآخرين.. شعب بلا قضية قدم أبناؤه على أنهم قطيع همج، رعاع، مشاغبون، معتوهون، يحبون الفوضى والتكسير لا أكثر.. إذاً لم يخسر العالم شيئاً.. مجرد سمعة سيئة تضاف للشعب الصابر.. وخسارة فقط لأولي الضحايا المحرومين من تضامن أو عزاء أو مواساة.. الشهداء أكرم منا جميعاً.. أجرهم عند الله وإن لم يجدوا عدالة تنادي بانصاف الجياع.
* أعادوا جدولة الجرعة بعد لقاء الرئيس بمشايخ مأرب والجوف.. سيمر الضحايا.. سيمر القتلة.. سيمر الخداع.. ويستمر الفساد.. لم تنزل الحكومة أو السلطة عند إرادة الشعب.. الاحتجاج شغب.. فوضى.. الوساطة وحدها تجدي نفعاً وتستطيع جلب المكرمات.. حتى الجرعة والغلاء مكرمة في هذا البلد.. الفوضى سيئة وبشعة والشغب مرفوض أياً كان سببه ومصدره، إنما الأسوأ منه استثماره والاستفادة منه على نحو لا يبالي بسقوط الضحايا بالرصاص الحي ولا باستخدام الرصاص؟ والأبشع تمجيد دبابات ورصاص الجيش في الشوارع.. وإدانة الضحايا.. وصمت المعارضة.. صمت مجلس النواب.. وعزوفه حتى عن الاجتماع والمناقشة.. من مجازر صعدة الى ضحايا انتفاضة الجوع والنواب غافلون عن ناخبيهم حتى النواب خارج الحاكم، كونهم لا يستطيعون فعل شيء للنائب سلطان السامعي الذي أهدرت حصانته البرلمانية بسبب رأي شخصي فذلك ليس مبرراً اطلاقاً لصمتهم.. ستظل الأحداث وسلطان شهود استكانة وغفلة وغياب فاعلية مؤسسة تشريعية.
* ستمر الأحداث.. ويزداد الفقر.. ولن يطالب أحد بعودة أموال المسؤولين من الخارج للاستثمار في اليمن. ولن يثق المستثمرون باليمن.. وسيدفع الفساد أموالاً أخرى للهجرة وسيستمر إنكار السلطة للفقر والفساد وستبقى الرجعية والانفصال والمعارضة ونقد الصحافة للفساد هو المسؤول والسبب.. لكن كل ذلك لن يقلل من حجم المأساة.. ودماء شهداء انتفاضة الجياع.. دماؤهم تملأ مساحة الخارطة اليمنية والنظام الذي لايعي معنى اتساع مساحة الدم المراق سيعي يوماً انه خاسر أيضاً لأن (الفقر كاد أن يكون كفراً).. وسواءً رشح الرئيس نفسه أو استنسخ ذاته حتى التوريث صار توريث لمساحة الدم أيضاً وأنين ضحايا وأهات جياع ومظلومين.
الأخطاء قد تمر زمناً لكنها تتراكم وتبعث بحساب يجمعها كلها.. هكذا أكد درس انتفاضة الأسبوع الماضي لو كانوا يفهمون.. التوثيق قائم.. والحساب يجمع.*نقلا عن الثوري عدد الخميس 4/8/2005.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق