الجمعة، 23 سبتمبر 2011

فضفضة تكفير سلفي.. تخوين رسمي.. كلنا في مرمى الرئيس!




عبد الكريم الخيواني

 أخي جمال... صدقني أقول أخي وأنا أعنيها تماماً.. لكني اكتبها وأنا خائفٌ من أن تكون رصاصة.. في صدري أو صدرك.. فالإخاء تهمة في فكرة المهووس السلفي صاحب الرسالة التهديدية التكفيرية، ومن (غرَّزوه) فكرة القتل ومن يمولونه ويوجهونه ويختارون أهدافه.

قلت لي لم يبق أمامنا إلا اللجوء الإنساني.. وسايرتك فقلت بل الهجرة لنضمن بداية أخرى في مكان يحترم إنسانيتنا ولا يفتش في أنسابنا ونوايانا وحبنا للفرقة وقائد الفرقة، للرئيس وعيال الرئيس وحاشية الرئيس، والفاسدين من المحسوبين، بلد يضمن لنا أن نعيش بكرامة الإنسان.. بلد لا يستكثر فيه الشاطر راتبك التقاعدي بعد 27 سنة خدمة لكني عدت وفكرت ألسنا باللجوء أو الهجرة نكون قد حققنا لهم ما يطلبون وأعفيناهم من المسؤولية؟!!

لا لن أهاجر ولن أطلب اللجوء.. وأترك البلد للرئيس وإخوانه وصبيانه.. أنه بلدنا.. لك ولي فيه مثل الرئيس، فليأخذوا هذا الرأس.. ماذا صنع بينوشيه برؤوس قتلاه.. ألم تينع الأكتاف رؤوساً أسقطت بينوشيه؟ علماني، أمريكي، شيعي، شيوعي، بعثي، ناصري، حوثي.. كلها تهم ما الذي بقي ليس تهمة.. ولا تكفر عليها.. ما تؤاخذنا السلطة يؤاخذوننا هم عليه باسم الدين.. الدين موظف في البلاط أيضاً.




 لا تصدق أن القتلة يمارسون القتل هواية فقط، بل هم نتاج برنامج صناعة القتلة، وأنت تدرك كما أنا أن الإرهاب والاغتيالات في اليمن هما ملف رسمي واحد.. فهل هناك من يحتار إن قتلوني أو قتلوك.. أو سامي غالب، أو نبيل الصوفي، أو نبيل سبيع أو رحمة أو حافظ أو أنيسة عثمان أو بلقيس اللهبي، أو نعمان قائد.. أو أي صحفي معارض. الكل يعلمون أننا أهداف متحركة في مرمى كتيبة القتلة.. فرقة السلفيين.. في مرمى النظام، وإن قتلنا غيلة.. أو بسيارة أو بمجنون يغار على وطنه أو قاطع طريق برتبة مقدم.. أو حارس برتبة رائد.. أو سجين برتبة ملازم.. بجلطة.. أو سرطان.. أو أطلقت علينا بذاءات منشورات حزب الحاكم..
نحن في ذمة الرئيس شرعاً وقانوناً وعرفاً.. حياةً وموتاً محسوبين عليه.. دعني أتساءل لماذا أاستكان الإرهابيون وخرجوا فجأة ليسوا خائفين من الحكومة وأمريكا؟

ولماذا يصطفون هكذا مع الخطاب الرسمي؟ ويكفرون غيرةً على الحكومة؟ وضد العلمانيين، والشيوعيين، والحوثيين، والشيعة؟ وراضين لرضاها! -وغاضبين لغضبها.. تخوين رسمي.. تكفير سلفي.. وفي وقت واحد.

أنها مفارقة مكشوفة الارتباط والتبعية والتوجيه خاصة للمتابع للأحكام التخفيفية الصادرة ضدهم!. مؤخراً.

سيقال لك لا تستفزهم.. دون تفكير بمن جمَّع السعواني على المهدي. في رسالة تفوح منها رائحة الموت.. والحقد والعنصرية والكراهية.؟ أليس المصدر واحداً!! والممول واحداً!! ويأتي بعد ذلك الشيخ عبد المجيد الزنداني في ندوته لتقوية الإيمان ليتحدث عن الوسطية والاعتدال.. اللي صارت موضة.. أي وسطية وأي اعتدال.. هل يصرح الشيخ الزنداني بحرمة دمائنا مثلاً.. مثلاً.. مثلاً.. أين الوسطية من مطاردة عالم في الرابعة والثمانين من العمر وأين الاعتدال عن الحكم على لقمان ومفتاح بالسجن والديلمي بالإعدام، أي وسطية وأي اعتدال في اعتقال الطفل إبراهيم والأحداث.. وأي ضمير في اعتقال انتصار وسب رحمة وحافظ ورشيدة.. وسبيع.. أية إنسانية في العنصرية الرسمية الموزعة بفرمان ضد فكر وتيار.. أولاً نريد أقرار حق الحياة ورفض سلبها تحت أي ذريعة..

 لن تنشغل جمعية علماء الفندم برسالة السلفي؟ كلا لن تسمع ولن يسمع أحد حتى بعد القتل.. هل لها موقف من اغتيال الشهيد جارا لله عمر أو التحضير لقتل الإسماعيلية والتخطيط لقتل العلمانيين وزملائنا الصحفيين العارية صدورهم في مواجهة تهديدات سافرة بالقتل.. جمعية العلماء لم يهتز لها جفن من قتل المئات في صعدة: نساء، شيوخاً، أطفالاً، شباباً، جنوداً.. ولم تُبالِ للحكم الظالم على العالمين الديلمي ومفتاح.. لكنها جندت نفسها للرد على السيستاني.. لا قيمة للحياة لدى الجمعية أصلاً.

* يا صديقي وأنا أغادر بوابة السجن همس أحدهم مودعاً.. علي محسن لم ولن يسامحك.. أمش على الرصيف.. سأحسن الظن ولن أحسبه تهديداً.. ومعروف أن علي محسن رجل لا يتسامح مع منتقديه كما يتردد..

ربما لا يعجبه أسمي.. ربما لديه خرافة ما حولنا.. كبشر.. كما لدى السلفي عن الشيعة والعلمانيين والصحفيين وعن المقالح محمد وعني وعن الشهيد حسين الحوثي والعالم الجليل بدر الدين الحوثي والعالم المجاهد يحيى الديلمي والعالم المجاهد محمد مفتاح والعالم الفاضل شرف النعمي والطلاب المعتقلين في غياهب غالب كافأه الله.. وفي الخلاصة من علي محسن أو أحمد أو عمار أو الحاشية.. كلهم واحد الرئيس.

يا جمال..إن السلفيين والمفسدين يهددونك لأنك صحفي مهني.. ولك موقف ضد الفساد.. ضد الظلم.. أنت تنحاز للبسطاء، للفقراء للمساكين. وهو انحياز مشرف.. تحترم قارئك وتخاف من عتابه.. تكره القتل والحرب والموت.. أنت تحلم بالعدل والأمن والانتخاب الحر والمواطنة المتساوية والتداول السلمي للسلطة.. أنت ترفض ظلم الإمام والرئيس والوزير والقائد لأنه ظلم.. أنت تحلم بوطن تسوده المحبة.. ودستور يكون ولي أمر الحاكم والمحكوم. هي نفس أحلامي وأحلام الأستاذ الصراري وحمدي البكاري ومحمد عايش وذكرى عباس وعيدي المنيفي وميفع عبدالرحمن وعبدالسلام جابر ونائف حسان ومحمد العبسي.. ومحمود شرف الدين وشجرة الدر.. و...و... كانت أحلام عيسى.. ولا تعتقد أني أذكر زميلنا محمد الصبري بالشهيد عيسى.. فلا أدري بمن أذكر الرفيق قاسم سلام.. وهو مع الإبادة الجماعية لكن على الطريقة القومية وإن كنت أعرف كيف أطمئن الأستاذ عبد الوهاب الآنسي من أن تصيب إصلاحية عدوى الخيواني المدمرة للأحزاب، بعد أن كنت مهموماً في السجن كيف أطمئنه وهو لا يخفي حسرته على حزب الحق وخشيته على اتحاد القوى الشعبية ليس حرصاً   على تضامنه المستحيل، ولكن تخفيفاً من تحريضه..

* مؤخراً كان اللقاء المشترك مهموماً ومشغولاً بمناقشة أداء الشورى والثوري.. تصوَّر.. كان آخر الهنود الحمر مهموماً بـ قيمة الطباعة لصحيفته وأنا لديَّ همومي وهم يريدوننا أن نهتم بنكات الإخوان في الستينات وفساد مكتب وزارة الخارجية بالجوف.. لا غرابه.. ماذا تتوقع بعد صلف التعامل مع تضحيات وجهود النبيل الصوفي، وجهنا الجميل وعنواننا المشرف الذي إخلاصه ورزانته ومهنيته وتماسكه لم تشفع له.. ولجمال أنعم بروحه النقية ومحمود ياسين بصفائه. وكل جهدهم في إخراج الإصلاح للناس وكسب ود الجميع له.

ما الفرق بين شورى الإصلاح وفردية أحمد الشامي.. وها أنا أخاف من صدقاتي لـ حمدي البكاري أن تجلب له المتاعب وأتجنب حيوية أنس سنان خوفاً عليه وأغيب عن النقابة لذات التهمة ودرءاً لنفس السبب..

أنت وأنا نعرف أن الناصريين أو قواعد الإصلاح يعرفون أننا ننتمي إليهم ونعبر عن همومهم كمواطنين وتطلعاتهم كناشطين سياسيين.. وأنت وأنا نعرف أن التحريض أياً كان والمواقف المتهرئة أياً كانت لا تعبر إلا عن صاحبها فقط.. ومشكلتنا مع ناهبي الخزينة العامة المتعالين على القانون والدستور، الرافضين للعدالة واستقلال القضاء.. مع أعداء الحياة.. وها هم الصحفيون الحالمون في المواجهة كطارق بن زياد.. ظهرنا مكشوف إلاَّ من بقايا حلم ومخزون ثقة.

* عفواً...إنها فضفضة متشعبة الاتجاهات بدون ضوابط.. فرضها مقال المهووس إياه، والذي ليس فيه فكرة تستحق النقاش سوى حقنا بالحياة..

* ستكون حصيفاً بعد هذا وتقول مش علي عبد الله صالح أفضل منهم.. وأقول لك رجعت!.. هو المسئول عن هذا الواقع السيئ وعن حياتنا.. وعن ما يحصل لنا.. وعن ما يعصف بالوطن وعن ما يهدد المواطن.. هو المسئول عن كل شيء.. حتى عن رداءة الشعر الحديث.. أليس هو الحاكم بأمره.. فقط يا عزيزي سنعيش هنا لسبب بسيط، لكي ندفن هنا.. لو خرجنا لن نضمن أمراً رئاسياً بالدفن في اليمن... فقط علينا أن نقرر أن نموت واقفين كالأشجار. وإذا غيبوا ما يستحق الحياة.. فعند الله سبحانه وتعالى ما يستحق الشهادة.. وهو أعلم بمن اتقى


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق